نجم نادي ريال مدريد رودريغو غوس.
تحرك سعودي يربك حسابات مدريد .. منبوذ ريال مدريد بديلا لميسي في الأهلي
كتب بواسطة: محمد خالد |

كشفت تقارير صحفية إسبانية عن دخول نادي الأهلي السعودي في مفاوضات جدية لضم نجم نادي ريال مدريد رودريغو غوس، في خطوة مفاجئة تهدف إلى تعزيز صفوف الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، وذلك في إطار خطة موسعة لتلبية مطالب المدرب الألماني ماتياس يايسله، الذي يواصل تحضيراته للموسم الجديد.

ويأتي اسم رودريغو كخيار بديل للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي يسعى النادي لضمّه أيضًا، في ظل مفاوضات مستمرة لكن لم تُحسم بعد، حيث أبدى اللاعب البرازيلي موافقة مبدئية على مناقشة العرض، في وقت تشير فيه المؤشرات إلى أن الأهلي جاد في مساعيه لجلب اسم كبير يعزز الهجوم ويملأ الفراغ الذي تركه عدد من اللاعبين الراحلين.

ولا يحظى رودريغو غوس بفرص مشاركة منتظمة مع ريال مدريد خلال الفترة الماضية، فقد اكتفى بالظهور الأساسي مرة واحدة فقط في بطولة كأس العالم للأندية، الأمر الذي دفع اللاعب إلى إعادة التفكير في مستقبله، وسط اهتمام واضح من أندية خارج أوروبا، ترى فيه موهبة هجومية قابلة للتفجّر في بيئة جديدة.

ويعتبر رودريغو من الأسماء الواعدة التي أبهرت الجماهير منذ انضمامه للنادي الملكي قادمًا من سانتوس البرازيلي، لكنه ظل حبيس دكة البدلاء في كثير من المباريات، خاصة مع كثافة الخيارات الهجومية المتاحة لدى المدرب كارلو أنشيلوتي، مما جعله يبحث عن نادٍ يمنحه دورًا محوريًا في التشكيلة الأساسية.

وبحسب المصادر المقربة من إدارة الأهلي، فإن التوجه نحو رودريغو جاء بعد تقييم داخلي للمراكز التي تحتاج إلى دعم، خصوصًا بعد رحيل الثنائي روبيرتو فيرمينو وأليوسكي، مما ترك فجوة واضحة في الثلث الأمامي للفريق، وهو ما دفع الإدارة لطرح أسماء كبيرة من أجل تعويض الغياب الهجومي بشكل فوري.

ولا تُعد محاولة الأهلي لاستقطاب نجم ريال مدريد الأولى من نوعها، إذ سبق للنادي السعودي أن أبدى اهتمامًا بعدد من نجوم أوروبا، في إطار التوجه العام لأندية دوري روشن في استقطاب أسماء بارزة تمنح المسابقة أبعادًا جماهيرية وفنية جديدة، وتساهم في رفع مستوى المنافسة محليًا وقاريًا.

وتحظى هذه الخطوة باهتمام جماهيري وإعلامي واسع، نظرًا لمكانة رودريغو في الكرة الأوروبية، إضافة إلى ما تمثله هذه الصفقة من مؤشر على قوة المشروع الرياضي للأهلي، الذي لا يكتفي بالمشاركة في البطولات الكبرى بل يسعى إلى التتويج بها من خلال أسماء تملك الخبرة والمهارة والتأثير.

ويبدو أن ماتياس يايسله، مدرب الفريق، حريص على بناء مجموعة متوازنة تضمن له تحقيق النجاح في جميع البطولات التي ينافس عليها، وعلى رأسها دوري أبطال آسيا للنخبة، الذي يعود إليه الأهلي كبطل للنسخة السابقة، وهو ما يضع على كاهله تحديات إضافية تتطلب عناصر تملك الخبرة والتنوع التكتيكي.

ويعتبر توقيت التفاوض مع رودريغو بالغ الأهمية، خاصة وأن سوق الانتقالات لا يزال في بدايته، مما يمنح الأهلي مساحة للمناورة في ظل عدم وضوح الصورة بشكل كامل بالنسبة لصفقة ميسي، والتي تُعد الأكثر تعقيدًا من الناحية التفاوضية والمالية على حد سواء.

ورغم أن ميسي لا يزال الخيار الأول لإدارة الأهلي، فإن التحرك نحو رودريغو يكشف عن واقعية في التعامل مع السوق، إذ تسعى الإدارة لتفادي أي تأخير في تعزيز صفوف الفريق، خصوصًا وأن المعسكر التحضيري للموسم الجديد قد بدأ، ويتطلب اكتمال التشكيلة في أسرع وقت ممكن لضمان الانسجام.

وتبدي إدارة ريال مدريد مرونة مبدئية تجاه فكرة التخلي عن رودريغو، في حال تلقت عرضًا ماليًا مناسبًا، حيث ترى أن بيع اللاعب قد يفتح المجال أمام التعاقد مع أسماء جديدة أو على الأقل التفرغ لتثبيت تشكيلة هجومية مستقرة دون ازدحام في مركز الجناح، الذي يضم أيضًا فينيسيوس جونيور وأسماء أخرى.

وتشكل هذه الصفقة إن تمت تحولًا في سياسة التعاقدات داخل النادي، حيث تتحول من الأسماء ذات التجربة في الملاعب الخليجية إلى اللاعبين القادمين من أندية النخبة في أوروبا، وهو ما يعكس الطموح الكبير الذي تنتهجه أندية الدوري السعودي حاليًا في استقطاب النجوم من الصف الأول.

وتنتظر جماهير الأهلي المستجدات المتعلقة بملف التعاقد مع رودريغو، وسط حالة من الترقب والحماس، إذ ترى فيه إضافة نوعية تعيد الفريق إلى الواجهة محليًا وقاريًا، خاصة مع أهمية الموسم المقبل الذي سيشهد مشاركة الأهلي في أكثر من بطولة تنافسية.

وتُعد تحركات الأهلي الصيفية حتى الآن مؤشرًا واضحًا على أن النادي يسعى للبقاء ضمن دائرة الكبار، ليس فقط في الكرة السعودية، بل على مستوى القارة الآسيوية أيضًا، حيث بات من الواضح أن الاستعدادات تتم وفق خطة مدروسة تراعي التوازن بين الخبرة والموهبة.

ومع مرور الوقت، تزداد وتيرة الأخبار المتداولة حول حسم صفقة رودريغو، إذ باتت الأنظار متجهة إلى الأيام القليلة المقبلة، التي ستكون حاسمة في معرفة ما إذا كان اللاعب سيغادر أسوار سنتياغو برنابيو، ليبدأ تحديًا جديدًا في الملاعب السعودية.

ولا شك أن نجاح الصفقة سيكون له أبعاد تتجاوز حدود الفريق، إذ سيمنح الدوري السعودي دفعة تسويقية جديدة، ويعزز من صورة الأندية المحلية كمحطات جذب لنجوم الصف الأول، في وقت بدأت فيه الأنظار الدولية تتجه نحو الشرق الأوسط كمركز متجدد في خارطة الكرة العالمية.