دعت المنصة الوطنية للقبول الموحد "قبول" جميع خريجي وخريجات الثانوية العامة المتقدمين بطلبات الالتحاق بالجامعات الحكومية وكليات التدريب التقني والمهني في مختلف مناطق المملكة، إلى الاستعداد لأربعة أيام حاسمة ومفصلية تبدأ مطلع الأسبوع المقبل، وتشكل محطة فاصلة في مسار القبول الجامعي للعام الدراسي 1447هـ.
وأوضحت المنصة أن هذه الأيام الأربعة تمثل آخر فرصة للمتقدمين لتعديل خياراتهم الأكاديمية وتأكيد رغباتهم النهائية في التخصصات التي تقدموا لها، مشيرة إلى أن عملية القبول ستكون مرهونة بدقة الإجراءات التي يقوم بها الطالب في هذه الفترة، وحجم التنسيق بين ما يفضله وما هو متاح في المؤسسات التعليمية.
وبحسب "قبول"، فإن يومي الأحد والإثنين الموافقين 13 و14 يوليو، خُصصا لإضافة أو تعديل ترتيب الرغبات في القائمة النهائية، حيث يمكن للطالب الدخول إلى حسابه على المنصة ومراجعة كافة التخصصات التي اختارها سابقًا، وترتيبها من جديد وفقًا لأولوياته الشخصية أو التغيرات التي طرأت على ميوله أو نتائجه.
وأكدت المنصة أن الفترة بين يومي الثلاثاء والأربعاء 15 و16 يوليو ستكون مخصصة لتأكيد القبول النهائي في التخصص المرغوب، وهو الإجراء الذي لا يمكن تجاهله، إذ إن إغفال تأكيد القبول خلال هذه المدة سيؤدي تلقائيًا إلى إلغاء القبول، دون أي استثناء أو تمديد.
ونبهت المنصة الطلاب إلى أهمية التفريق بين مرحلتين حاسمتين: الأولى هي ترتيب الرغبات، والثانية هي تأكيد القبول، مشيرة إلى أن بعض المتقدمين يخلطون بين المرحلتين ما يؤدي إلى فقدان فرص ثمينة، خصوصًا في التخصصات التي تشهد تنافسًا مرتفعًا ونسب قبول دقيقة.
كما شددت على ضرورة تفعيل خدمة الإشعارات عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية القصيرة، ليتمكن المتقدم من تلقي أي تنبيه بشأن تحديث حالته أو صدور نتائج الترشيح، لافتة إلى أن التعامل السريع مع هذه الإشعارات قد يكون فارقًا في اللحظات الأخيرة قبل إغلاق النظام.
ويأتي هذا التذكير في إطار جهود المنصة الوطنية للقبول لتسهيل عملية القبول الجامعي وتقديم تجربة إلكترونية موحدة وشفافة لجميع خريجي الثانوية العامة، حيث باتت المنصة نقطة مركزية تعكس التحول الرقمي المتسارع في قطاع التعليم والتدريب التقني في المملكة.
وتُدار "قبول" بالتنسيق بين وزارة التعليم والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وعدد من الجهات التعليمية، بهدف توحيد الإجراءات وتقليل الازدواجية وتوفير وقت وجهد المتقدمين، خاصة مع ازدياد عدد الخريجين وتوسع البرامج الأكاديمية المتاحة كل عام.
وتمثل هذه المرحلة من القبول نقطة انعطاف في حياة آلاف الطلاب والطالبات، إذ تحدد وجهتهم الأكاديمية والمهنية، وتؤسس لسنوات من الدراسة والتأهيل التي ستنعكس لاحقًا على مساراتهم الوظيفية وخياراتهم الحياتية، مما يضفي على هذه الأيام الأربعة طابعًا حاسمًا لا يمكن التقليل من أهميته.
وتشير الإحصاءات إلى أن عدداً كبيراً من الطلبة يرتكبون أخطاء تقنية أو يتأخرون في تأكيد القبول، وهو ما يؤدي إلى خسارة مقاعدهم في الجامعات، وقد تضطرهم تلك الأخطاء إلى الانتظار لعام إضافي أو القبول في تخصصات غير مرغوبة، وهو ما تسعى المنصة لتفاديه من خلال التوعية الاستباقية.
وفي ظل المنافسة المتزايدة على المقاعد الجامعية، خصوصًا في التخصصات النوعية كالطب والهندسة وعلوم الحاسب، يزداد الضغط على الطلاب خلال هذه الفترة، ويصبح اتخاذ القرار مسؤولية تتطلب وعيًا ومشورة ومتابعة دقيقة للفرص المتاحة.
ويُتوقع أن تشهد المنصة خلال الأيام الأربعة حركة كثيفة من الدخولات والتحديثات، وهو ما يستدعي من المستخدمين التأكد من اتصالهم الجيد بالإنترنت، ومعرفة خطوات تعديل الرغبات وتأكيد القبول مسبقًا لتفادي أي أعطال أو تأخير في اللحظات الأخيرة.
كما يُنصح بالتأكد من صحة البيانات الشخصية والأكاديمية المدخلة، إذ إن أي خلل فيها قد يُعيق استكمال إجراءات القبول، حتى لو كانت الرغبات والتخصصات صحيحة، وهو ما يتطلب مراجعة شاملة قبل تأكيد القبول النهائي.
وأوضحت المنصة أيضًا أن النظام الإلكتروني مصمم ليغلق تلقائيًا في الوقت المحدد، ولن تكون هناك إمكانية لتمديد الفترة أو استقبال طلبات خاصة بعد انتهاء المدة المعلنة، مما يجعل الالتزام بالتواريخ أمرًا غير قابل للتفاوض.
وفي سياق متصل، رحّب أولياء الأمور بهذه الإجراءات التنظيمية التي وصفوها بالمنضبطة والواضحة، مؤكدين أن وجود منصة موحدة يخفف من التشتت ويزيد من فرص العدالة في التوزيع الأكاديمي، شرط أن يلتزم الطلاب بالإرشادات والتعليمات المعلنة بدقة.
ويترقب المئات من الأسر والطلاب إعلان نتائج القبول النهائي خلال الفترة المقبلة، بعد انتهاء هذه المرحلة الحاسمة، في حين يُنتظر أن تُطلق الجامعات والكليات برامج التهيئة الأكاديمية للطلاب الجدد استعدادًا لانطلاق العام الدراسي الجديد.