تراجعت أسعار الذهب مجددًا لتقترب من أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوع، وذلك في ظل تصاعد التهديدات التجارية الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب ارتفاع قيمة الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، ما شكل ضغوطًا قوية على أسواق المعادن الثمينة في جلسة اليوم الأربعاء.

وسجل الذهب في المعاملات الفورية مستوى 3301.50 دولار للأونصة، في حين هبطت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 0.2% لتصل إلى 3310.10 دولار، وهو تراجع يعكس حالة من الترقب والقلق تسيطر على الأسواق العالمية جراء قرارات سياسية غير مستقرة قد تعيد تشكيل خريطة التجارة الدولية خلال الأسابيع المقبلة.

وجاءت هذه التطورات بعد تصريحات مثيرة أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن خلالها عن فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس، مع تهديدات بإجراءات مماثلة تطال قطاعات حيوية أخرى تشمل أشباه الموصلات والأدوية، ما أعاد المخاوف بشأن تصاعد حروب تجارية جديدة على الساحة الدولية، خاصة مع اقتصادات كبرى تنتمي إلى مجموعة بريكس.

وفي خطوة تصعيدية أخرى، أكد ترامب نيته فرض رسوم بنسبة 10% على واردات من دول المجموعة، حيث وجّه إخطارًا رسميًا لـ14 دولة، من بينها اليابان وكوريا الجنوبية، بشأن رفع الرسوم الجمركية اعتبارًا من مطلع أغسطس المقبل، ما أثار حالة من التوتر بين المستثمرين الذين باتوا يترقبون مستقبل الأسواق بحذر متزايد.

وسط هذه الاضطرابات، تتجه أنظار الأسواق نحو محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتوقع صدوره لاحقًا اليوم، بحثًا عن إشارات تدل على إمكانية خفض أسعار الفائدة، خاصة في ظل التوجه الحذر الذي يتبناه البنك المركزي تجاه أي تغيير في السياسة النقدية، ما يجعل الذهب أكثر حساسية لأي مستجدات اقتصادية أو سياسية.

وفي سياق موازٍ، شهدت باقي المعادن النفيسة تراجعات متفاوتة، حيث انخفضت الفضة بنسبة 0.5% لتصل إلى 36.58 دولارًا للأونصة، في حين هبط البلاتين بنسبة 0.8% ليسجل 1348.78 دولار، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.4% إلى 1106.29 دولار، ما يعكس اتجاهًا عامًا في سوق المعادن نحو الانخفاض بسبب الضغوط المتزايدة الناتجة عن السياسات التجارية الأمريكية وتقلبات الدولار.