أسعار النفط
انخفاض جديد في أسعار النفط وسط ضغوط من الإنتاج والرسوم الأمريكية
كتب بواسطة: محمد سميح |

شهدت أسعار النفط اليوم الثلاثاء تراجعًا طفيفًا في الأسواق العالمية بعد أن كانت قد سجلت مكاسب قاربت 2% خلال جلسة التداول السابقة وذلك في ظل تقييم المستثمرين لجملة من التطورات الاقتصادية والجيوسياسية المؤثرة على حركة السوق.

ويأتي هذا الانخفاض في الأسعار وسط حالة ترقب تسود أوساط المستثمرين بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على حركة التجارة العالمية والطلب على الطاقة في المدى القريب.

كما أثّرت على السوق الزيادة المفاجئة في إنتاج تحالف أوبك+ خلال شهر أغسطس المقبل والتي جاءت أعلى من التوقعات ما دفع المتداولين إلى إعادة حساباتهم تجاه مستويات العرض والطلب المستقبلية.

وتراجع سعر العقود الآجلة لخام برنت بواقع 21 سنتًا ليصل إلى 69.37 دولار للبرميل وهو ما يعكس حالة الحذر التي سادت الأسواق منذ ساعات الصباح الباكر نتيجة الأخبار المتضاربة.

كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 24 سنتًا لتسجل 67.69 دولار للبرميل بعد أن كانت قد سجلت مكاسب لافتة يوم أمس مع تحسّن معنويات السوق مؤقتًا.

ويتابع المستثمرون عن كثب البيانات الصادرة عن الأسواق الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة والصين باعتبارهما من أكثر الدول تأثيرًا على الطلب العالمي على الطاقة والمنتجات البترولية.

وكان التفاؤل النسبي في الجلسة السابقة قد استند إلى مؤشرات على تحسن جزئي في الطلب الصيفي إلا أن ارتفاع الإنتاج في دول أوبك+ غيّر المشهد مجددًا وأعاد الضغوط البيعية إلى الأسواق.

ورغم التراجع الطفيف إلا أن الأسعار لا تزال تتأرجح ضمن نطاق محدود وسط غياب محفزات قوية تدفعها للارتفاع أو الهبوط الحاد مع ترقّب المستثمرين لتقارير المخزونات الأمريكية المقررة خلال هذا الأسبوع.

ويرى محللون أن الأسواق قد تدخل مرحلة تذبذب خلال الفترة المقبلة في حال استمرت الضبابية بشأن السياسات التجارية الأمريكية والعلاقات الاقتصادية مع دول منتجة للطاقة.

كما أن حالة القلق من ضعف الطلب العالمي لا تزال قائمة خصوصًا في ظل تباطؤ الاقتصاد الصيني ومخاوف الركود التي تلوح في الأفق بعدد من الاقتصادات الكبرى مما يضغط على معنويات المستثمرين.

وتُعد التقلبات الحالية في أسعار النفط انعكاسًا طبيعيًا لحساسية السوق تجاه الأخبار المتعلقة بالإنتاج والعرض من جهة والطلب والمخزون من جهة أخرى ضمن بيئة اقتصادية غير مستقرة.

وكان تحالف أوبك+ قد أعلن عن رفع مستويات إنتاجه في أغسطس بأكثر مما كان متوقعًا ما أثار موجة بيع محدودة في الأسواق وسط مخاوف من عودة فائض المعروض الذي ضغط على الأسعار في السابق.

ويُتوقع أن تلعب بيانات المخزون الأسبوعية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية دورًا مهمًا في توجيه حركة الأسعار خلال الأيام القليلة المقبلة خصوصًا في ظل شح البيانات الإيجابية من جهة الطلب.

ورغم التراجع المسجل اليوم إلا أن السوق لا تزال تترقب تطورات إضافية قد تغيّر مسار الأسعار في أي لحظة سواء عبر قرارات سياسية أو بيانات اقتصادية تعيد تشكيل موازين السوق.