نجح فريق طبي في مستشفى الأمير محمد بن ناصر بتجمع جازان الصحي في إجراء عملية نادرة لاستئصال ثلاثة أورام معقدة معاً في جهة واحدة من رقبة مريضة، وذلك في حالة استثنائية نادرة على مستوى العالم.
عند وصول المريضة إلى المستشفى كانت تعاني من إرهاق مزمن وآلام في المفاصل بالإضافة إلى ارتفاع غير مفسر في مستوى الكالسيوم بالدم، ما استدعى إجراء تحاليل مخبرية شاملة وتصوير رقمي متقدم.
وبعد التنسيق بين أقسام التخدير وأمراض الغدد وعلم الأمراض، تم أخذ خزعة من الأورام، وتبيّن وجود ثلاثة أنواع من الأورام في الجهة اليمنى من الرقبة مما صنف الحالة بأنها من الحالات النادرة جداً على الصعيد الطبي.
الأورام تضمنت نوعاً نادراً من سرطان الغدة الدرقية المعروف بسرطان ورثن الحليمي وكذلك الجريبي من السرطان الحليمي إضافة إلى ورم وظيفي في الغدة الجار درقية ما شكّل تحدياً طبياً مميزاً للفريق الجراحي.
قاد العملية فريق مكوّن من استشاريين في جراحة الثدي والغدد الصماء تحت إشراف الدكتورة شيماء مغدي حيث تم استخدام تقنية هجينة دقيقة لاستئصال الأورام مع الحرص على سلامة العصب الحنجري والحفاظ على بقية الغدد الجار درقية السليمة.
استغرقت العملية مدة متقنة، وبفضل الإجراءات المتطورة تم إخراج المريضة من غرفة العمليات في حالة مستقرة وقد تماثلت للشفاء سريعاً ما يعكس الكفاءة العالية والتخطيط الدقيق من قبل الفريق الطبي.
شارك في العملية مجموعة من الأطباء والممرضين وأخصائيي التخدير الذين عملوا بتكامل واضح لضمان نجاح هذه الجراحة المعقدة، ودلالة ذلك تأتي من قدرة الفريق على التعامل مع الأورام المتعددة في موقع واحد.
تُظهر هذه الحالة الطبية الندرة والاستثنائية فهي الأولى من نوعها على مستوى العالم بحسب توصيف رئيسة الفريق الجراحي وإشادة الأوساط العلمية المختصة.
تجسد الجراحة هذه الرحلة التكاميلة بين الأقسام الطبية المتخصصة بدءاً من التشخيص الدقيق مروراً بتخطيط العملية إلى التنفيذ الفعّال وصولاً إلى متابعة ما بعد الجراحة.
تشكل هذه الخطوة دليلاً واضحاً على نمط التنسيق متعدد التخصصات الذي يطبقه تجمع جازان الصحي والذي جعل من المستشفى مركزاً طبياً يضاهي المستويات العالمية في علاج الأورام الدقيقة.
كما تعكس هذه الجراحة تطور الثراء العلمي والتقني للقطاع الصحي في جازان مما يضع المنطقة ضمن الخارطة الطبية الآمنة والمتقدمة في الداخل العربي والإقليمي.
وأوضحت الدكتورة شيماء مغدي أن الهدف من الجراحة كان استئصال الأورام بدقة متناهية مع الحفاظ على الوظائف العصبية والغددية قدر الإمكان وذلك لتفادي المضاعفات وتحقيق نتائج إيجابية للمريضة.
حالة المريضة بعد الجراحة خالية من أي مضاعفات خطيرة وقد غادرت المستشفى بعد تماثلها للشفاء وهو ما يعزز ثقة المجتمع في قدرات الكوادر الطبية داخل المنطقة.
يعكس هذا الإنجاز التزام تجمع جازان الصحي برؤية تشاركية مع المجتمع في رفع مستوى الخدمات الطبية المتقدمة وتعزيز توافر العلاج المتخصص محلياً دون الحاجة إلى التوجه لخارج البلاد.
خطوة كهذه تعزز من ثقة المرضى في خيار العلاج المحلي كما تشجع على نقل الخبرات الطبية الحديثة إلى مناطق أخرى وهو تنفيذ ناجح لرؤية المملكة في توطين التقنية والسعي لتحقيق الاكتفاء الصحي.