أصدرت الإدارة العامة للمرور مجموعة من الإرشادات التوعوية التي تهدف إلى تعزيز السلامة على الطرق، تزامنًا مع ما تشهده بعض المناطق من موجات غبار كثيفة، حيث نبّهت السائقين بضرورة اتباع إجراءات القيادة الآمنة، لتجنّب الحوادث الناتجة عن تدني مستوى الرؤية وزيادة عوامل الخطورة في مثل هذه الظروف الجوية.
وأوضحت الإدارة عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس" أن موجات الغبار تتطلب حذرًا مضاعفًا أثناء القيادة، مشددة على أهمية الالتزام بالتعليمات والإرشادات المعلنة لتقليل فرص وقوع الحوادث، والحفاظ على سلامة الركاب ومستخدمي الطريق عمومًا.
وأكدت أن أولى الخطوات الأساسية للقيادة الآمنة في أجواء الغبار تتمثل في الحفاظ على مسافة كافية وآمنة بين المركبات، تتيح للسائقين وقتًا كافيًا للتصرف عند أي طارئ، في ظل ضعف الرؤية الذي تسببه الأتربة المنتشرة في الأجواء.
وشددت أيضًا على أهمية تشغيل أنوار المركبة طوال فترة القيادة أثناء الغبار، سواء في النهار أو الليل، وذلك لزيادة وضوح المركبة للآخرين، وتجنّب الاصطدامات الناتجة عن عدم رؤيتها من مسافة كافية، خاصة في الطرق المفتوحة أو غير المضيئة.
ودعت إدارة المرور إلى استخدام أضواء التنبيه (الفلشر) عند الضرورة فقط، لتجنّب إرباك المركبات الأخرى، مع مراعاة إشارات التوقف أو التحذير في حال وجود أعطال أو صعوبات تواجه السائق على الطريق.
وفيما يتعلق بسلوكيات القيادة، أوصت بعدم التجاوز العشوائي، وتوخي الحذر عند تغيير المسارات، خصوصًا أن الغبار قد يُخفي المركبات القادمة من الجوانب، ما يزيد من احتمالية الحوادث الجانبية أو التصادم المفاجئ.
كما شددت على ضرورة إغلاق النوافذ بإحكام لمنع دخول الغبار إلى المقصورة الداخلية، حفاظًا على صحة الركّاب، لا سيما الأطفال ومرضى الجهاز التنفسي الذين يتأثرون بسرعة بجزيئات الغبار العالقة في الهواء.
وأشارت إلى أن أحد أهم عناصر الأمان خلال القيادة في الأجواء المغبرة هو تجنّب السرعة الزائدة، لأن ارتفاع السرعة مع ضعف الرؤية يزيد من خطر فقدان السيطرة على المركبة، ويقلّل من قدرة السائق على التفاعل مع المتغيرات المفاجئة في الطريق.
وأوضحت الإدارة أن هذه الإرشادات تأتي ضمن جهودها المستمرة لتكريس ثقافة السلامة المرورية، وتوعية السائقين بخطورة الظروف الجوية غير المستقرة، التي تتطلب أعلى درجات الانضباط والالتزام بآداب القيادة.
كما نوّهت إلى ضرورة التحقق من حالة الطقس قبل الشروع في السفر أو التنقل بين المناطق، مع متابعة تنبيهات الجهات المختصة وعلى رأسها المركز الوطني للأرصاد، لضمان اتخاذ القرار المناسب بشأن توقيت القيادة أو تأجيلها إذا لزم الأمر.
وحثّت قائدي المركبات على فحص أنظمة الإضاءة ومسّاحات الزجاج وتكييف الهواء قبل التحرك، لضمان جاهزية المركبة للتعامل مع الأجواء المتربة، والحد من تأثيراتها السلبية على الرؤية والراحة داخل المقصورة.
وأهابت الإدارة بالجميع، وخاصة قائدي الحافلات والمركبات الثقيلة، أن يكونوا أكثر حذرًا عند القيادة في أوقات الغبار، لما تمثله هذه المركبات من وزن وحجم مضاعف، ما قد يؤدي إلى خسائر جسيمة حال وقوع حوادث مرورية بسبب عدم الالتزام بالتعليمات.
وتأتي هذه النصائح استمرارًا لحملات التوعية التي تطلقها الإدارة العامة للمرور، بهدف رفع مستوى السلامة على الطرق وتعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر القيادة في الظروف المناخية المتغيرة، بما يتماشى مع أهداف السلامة العامة والرؤية الوطنية في تقليل الحوادث المرورية.
وتؤكد الإدارة أن الالتزام بهذه الإرشادات البسيطة قد يكون سببًا في إنقاذ الأرواح، وتقليل الأضرار البشرية والمادية التي قد تنجم عن تجاهل المخاطر البيئية، مشيرة إلى أن المسؤولية تبدأ من السائق وتنتهي بحماية الجميع.