يتحرك نادي الهلال السعودي بخطى ثابتة نحو تعزيز صفوفه الهجومية في فترة الانتقالات الصيفية الجارية، ويبدو أن أنظاره اتجهت هذه المرة صوب الدوري الإيطالي، حيث دخل في مفاوضات جادة مع المهاجم الإيطالي الشاب مويس كين، لاعب فيورنتينا، في خطوة تهدف إلى تعويض فشل صفقة النيجيري فيكتور أوسيمين.
والتحركات الأخيرة لإدارة الهلال جاءت بعد تعثر مفاوضاتها مع أوسيمين، نجم نابولي، الذي رفض عرضًا ماليًا ضخمًا مقدمًا من بطل الدوري السعودي السابق، مفضلًا الانتقال إلى صفوف جلطة سراي التركي، في قرار مفاجئ أعاد ترتيب أولويات الإدارة الفنية للهلال.
وفي ظل سعيه لضم مهاجم عالمي يليق بمكانته القارية والمحلية، توجه الهلال إلى كين، الذي يُعد من أبرز الأسماء الإيطالية الصاعدة في خط الهجوم، بعدما أظهر مستويات ملفتة في تجربته الأخيرة مع فيورنتينا، ما جعله ضمن خطط النادي الإيطالي طويلة الأمد.
وبحسب ما كشفت عنه صحيفة "توتو سبورت" الإيطالية، فإن نادي فيورنتينا قدم عرضًا لتجديد عقد مويس كين يمتد حتى عام 2030، مقابل راتب سنوي يقدر بـ4.2 مليون يورو، في خطوة تعكس رغبة النادي في الإبقاء على لاعبه، ومنعه من الرحيل في هذا التوقيت الحساس.
ولكن الهلال لم يكتفِ بالمراقبة، بل دخل السباق بقوة، حيث قدم عرضًا غير مسبوق، مدته 4 سنوات، وبقيمة راتب سنوي بلغ 20 مليون يورو، وهو ما يُشكل قفزة مالية ضخمة مقارنة بما عرضه النادي الإيطالي، ما يجعل من الصعب على اللاعب تجاهل العرض السعودي بسهولة.
واللافت في عرض الهلال ليس فقط المقابل المالي، بل أيضًا الجدية التي أظهرتها الإدارة الزرقاء في التفاوض، خصوصًا مع اقتراب انتهاء المهلة المسموح بها لتفعيل الشرط الجزائي في عقد اللاعب مع فيورنتينا، والتي تنتهي في 15 يوليو الجاري، بقيمة وصلت إلى 52 مليون يورو.
وهذا الشرط يمثل نقطة حاسمة في مسار الصفقة، حيث يُتيح للهلال التعاقد مع اللاعب دون الرجوع إلى موافقة ناديه، إذا ما تم دفع المبلغ المحدد قبل انقضاء المهلة، ما يضع كين أمام خيارين متناقضين، إما البقاء بعقد طويل الأجل في الكالتشيو أو الانضمام إلى مشروع طموح في الدوري السعودي.
ومويس كين لم يحسم بعد قراره النهائي، لكن مصادر قريبة من اللاعب أشارت إلى أنه يدرس العرض السعودي بجدية، نظرًا للفارق المالي الكبير، فضلاً عن رغبة اللاعب في خوض تجربة جديدة قد تكون محورية في مسيرته، خاصة في ظل اهتمام متزايد بالكرة السعودية مؤخرًا.
والاهتمام المتزايد بالدوري السعودي من قبل نجوم أوروبا لم يعد أمرًا عابرًا، بل بات جزءًا من استراتيجية جذب الأسماء اللامعة، في ظل ما توفره الأندية من إمكانيات مالية ضخمة وبنية تحتية متطورة، وهو ما جعل من الدوري السعودي وجهة مفضلة للعديد من اللاعبين العالميين مؤخرًا.
وكين، الذي بدأ مسيرته مع يوفنتوس وخاض تجارب في باريس سان جيرمان وإيفرتون، يمتلك خبرة أوروبية لا يُستهان بها، وقدرته على التأقلم مع ثقافات كروية مختلفة تعزز من فرص نجاحه في حال انتقاله إلى الهلال، خاصة وأنه لا يزال في عمر يسمح له بالتطور.
ورغبة الهلال في التوقيع مع لاعب هجومي بحجم كين تؤكد حرص الإدارة على توفير خيارات متعددة للمدرب البرتغالي خورخي جيسوس، الذي يسعى لبناء فريق قادر على المنافسة في دوري أبطال آسيا والمنافسات المحلية، خصوصًا بعد إخفاقات الموسم الماضي.
ومن المقرر أن تتضح ملامح الصفقة خلال الساعات المقبلة، حيث من المنتظر أن يُعلن اللاعب عن قراره النهائي إما بالموافقة على عرض الهلال والانضمام إلى كوكبة النجوم العالميين في الدوري السعودي، أو الاستمرار في مسيرته الأوروبية مع فيورنتينا حتى نهاية العقد المقترح.
وفيورنتينا من جانبه لا يبدو مستعدًا لخسارة مهاجمه بسهولة، وقد يحاول تحسين عرضه أو تقديم حوافز إضافية لإقناع اللاعب بالبقاء، لكن العرض السعودي يبدو أكثر جذبًا من الناحية المالية، ما يُصعب من مهمة النادي الإيطالي في حسم الموقف لصالحه.
وبغض النظر عن قرار اللاعب، فإن دخول الهلال بهذه القوة يعكس مرحلة جديدة من طموحات الأندية السعودية، التي باتت تُنافس الأندية الأوروبية على أبرز اللاعبين، بل وتُقدم عروضًا يصعب رفضها، وهو تحول واضح في خريطة كرة القدم العالمية خلال السنوات الأخيرة.
والهلال سبق له أن ضم عددًا من النجوم الكبار مثل نيمار وميتروفيتش وروبن نيفيش، ما يُظهر أن إدارة النادي تعمل وفق سياسة انتقائية مدروسة، تستهدف بناء فريق من الطراز الرفيع قادر على فرض حضوره في المشهد القاري والدولي.
وبينما يترقب جمهور الهلال جديد هذه الصفقة، تتزايد التوقعات بشأن مصير مويس كين، الذي يجد نفسه أمام خيار غير تقليدي، قد يُشكل نقطة تحول في مسيرته الكروية، سواء من حيث المستوى الفني أو العوائد الاقتصادية، في ظل طفرة التعاقدات التي يشهدها الدوري السعودي.