النجم المغربي عبد الرزاق حمدالله.
نجم مغربي في مهب الريح .. خطوة مفاجئة تربك مستقبل عبد الرزاق حمدالله في الدوري السعودي
كتب بواسطة: حكيم خالد |

يبدو أن مستقبل النجم المغربي عبد الرزاق حمدالله يواجه منعطفًا غير متوقع، بعد أن اقتربت مسيرته مع نادي الشباب السعودي من نهايتها، إذ أكدت تقارير إعلامية متعددة أن اللاعب بات خارج حسابات النادي في الموسم المقبل، وسط مفاجآت درامية في مسار مفاوضاته مع أندية أخرى في الدوري السعودي.

والحديث عن رحيل حمدالله عن الشباب لم يعد مجرد تكهنات، بل أصبح أقرب إلى الحقيقة المؤكدة، بعدما أوضح الإعلامي سلطان العتيبي أن اللاعب، إلى جانب زميله الأرجنتيني كريستيان جوانكا، سيكونان خارج أسوار النادي في الموسم الجديد، وهي تصريحات أثارت جدلًا واسعًا بين جماهير "الليوث".

وقرار الاستغناء عن حمدالله جاء مفاجئًا للكثيرين، خصوصًا أنه لا يزال يُعد من أبرز المهاجمين في الدوري السعودي للمحترفين، ويملك سجلًا تهديفيًا لافتًا، ومع ذلك، يبدو أن الإدارة الفنية في الشباب قررت إعادة تشكيل الفريق بصورة مختلفة تتناسب مع رؤية الموسم المقبل.

ولكن الصدمة الأكبر لحمدالله لم تكن فقط في خروجه من حسابات الشباب، بل في الرفض الذي تلقاه من نادٍ سعودي آخر كان يترقب انضمامه، فقد كشف الإعلامي منير آل خاتم أن نادي الاتفاق، الذي كان يستعد للتوقيع مع النجم المغربي، قرر فجأة التراجع عن الصفقة.

وجاء في تغريدة آل خاتم على منصة "إكس": "الاتفاق يراقب أوباميانج ويرفض حمدالله"، في إشارة واضحة إلى أن إدارة النادي فضّلت التوجه نحو خيارات هجومية أخرى، رغم أن تغريدة سابقة له أكدت اهتمام "النواخذة" بالتعاقد مع مهاجم الشباب، ما يُظهر تغييرًا مفاجئًا في التوجهات.

وهذا التراجع يعقد الأمور أمام حمدالله، ويطرح تساؤلات حول الخيارات المتاحة له في المرحلة المقبلة، خاصة أن الميركاتو الصيفي يمضي سريعًا، ومعه تقل فرص الانضمام إلى نادٍ قادر على تلبية طموحاته الرياضية والمادية.

وخروج اللاعب من الشباب لا يعني نهاية رحلته في الدوري السعودي، لكنه يُعد تحديًا كبيرًا في مسيرته، حيث سيكون عليه اتخاذ قرار حاسم إما بالبقاء في المملكة عبر نادٍ جديد، أو التفكير في خوض تجربة احترافية خارجية للمرة الأولى منذ سنوات.

وتجدر الإشارة إلى أن حمدالله سبق أن خاض تجارب ناجحة في السعودية، حيث لعب لعدة أندية كبيرة، منها النصر والاتحاد والشباب، كما خاض تجربة قصيرة بنظام الإعارة مع نادي الهلال، ما يجعله أحد أكثر المهاجمين تنقلًا بين كبار أندية الدوري.

ومشاركته مع الهلال في كأس العالم للأندية 2025، ورغم أنها لم تتجاوز الدقائق المعدودة، إلا أنها أظهرت رغبة الأندية الكبرى في الاستفادة من خدماته، ولو بشكل مؤقت، وهو ما قد يعزز من فرصه في جذب عروض جديدة خلال الفترة القادمة.

وحمدالله يحتل المركز الثاني في ترتيب الهدافين التاريخيين لدوري المحترفين السعودي، حيث سجل 150 هدفًا حتى الآن، بفارق خمسة أهداف فقط عن المتصدر عمر السومة، نجم العروبة السابق، وهو ما يُبقي طموحه الشخصي حاضرًا بقوة رغم الظروف الحالية.

والسعي نحو لقب الهداف التاريخي يبدو دافعًا كبيرًا لحمد الله في هذه المرحلة، وربما يدفعه للموافقة على عروض قد لا تكون مغرية من الناحية الفنية، لكنها تتيح له الاستمرار في الملاعب السعودية ومواصلة التسجيل.

وتاريخ اللاعب مع الفرق السعودية يُظهر أنه قادر على التكيف السريع وتقديم الإضافة في أي نادٍ ينضم إليه، خاصة أنه يمتلك حسًا تهديفيًا نادرًا، ويعرف جيدًا مفاتيح اللعب في الدوري المحلي.

وفي المقابل، فإن رفض الاتفاق للتعاقد معه قد يحمل دلالات فنية أو إدارية، وقد يكون نابعًا من اعتبارات تتعلق بالعمر، أو برغبة النادي في ضخ دماء جديدة بعيدة عن الأسماء المعروفة، وهو توجّه بدأ يظهر في بعض الأندية خلال المواسم الأخيرة.

واللاعب البالغ من العمر 33 عامًا، لا يزال يتمتع بلياقة بدنية عالية، ولم تظهر عليه مؤشرات تراجع واضحة، لكن سوق الانتقالات السعودي بات يشهد تنافسًا شديدًا على النجوم العالميين، ما يصعب من مهمة اللاعبين المحليين والعرب في الحفاظ على مواقعهم.

ويبقى السؤال المطروح: هل يجد حمدالله ناديًا جديدًا قبل إغلاق فترة الانتقالات؟ أم سيضطر للانتظار حتى فترة الشتاء؟، الاحتمالات مفتوحة، لكن المؤكد أن اللاعب يمر بمرحلة دقيقة في مسيرته.

والضغوط الجماهيرية قد تلعب دورًا في مصير اللاعب أيضًا، فجماهير الأندية السعودية معروفة بحساسيتها تجاه النجوم، وتطالب دائمًا بالأداء العالي، ما قد يجعل بعض الإدارات تتردد في ضم أسماء سبق وأن أثارت الجدل.

وفي ظل هذه المعطيات، تبدو المرحلة القادمة حاسمة في رسم ملامح مستقبل عبد الرزاق حمدالله، الذي يقف الآن على مفترق طرق، بين البقاء في الدوري السعودي ومواصلة السعي نحو المجد، أو فتح صفحة جديدة في دوري آخر.

وحتى الآن، لا توجد مؤشرات رسمية على تلقيه عروضًا خارجية، لكن غموض الموقف من جميع الأطراف يفتح الباب أمام سيناريوهات عدة، قد تتبدل خلال أيام قليلة مع تسارع أحداث الانتقالات الصيفية.