المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين.
صفقة أوسيمين تشتعل بين الهلال وجلطة سراي .. مفاجآت تهدد مخطط فهد بن نافل
كتب بواسطة: محمد بن سالم |

تشهد أروقة سوق الانتقالات الصيفية توترًا متصاعدًا بعد دخول نادي جلطة سراي التركي بقوة على خط المفاوضات مع المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين، لاعب نابولي الإيطالي، في وقت كان يُعتقد فيه أن الهلال السعودي هو الأقرب لحسم الصفقة، وسط ترقب من الجماهير وتحركات دقيقة من الإدارات المعنية.

ونادي الهلال السعودي، الذي يسعى لتدعيم صفوفه بمهاجم من الطراز الرفيع، وضع أوسيمين على رأس أولوياته في الميركاتو الصيفي، خصوصًا بعد أن بات رحيل المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش شبه محسوم، نتيجة تكرار إصاباته التي أثرت على جاهزيته البدنية وقدرته على الاستمرار ضمن التشكيلة الأساسية للفريق.

والتقارير التركية التي ظهرت مؤخرًا أشارت إلى أن نادي جلطة سراي كثّف مفاوضاته مع إدارة نابولي الإيطالي للحصول على خدمات أوسيمين، حيث عبّر اللاعب عن رغبته في العودة إلى الملاعب التركية، بعد تجربته السابقة الناجحة بقميص النادي نفسه، والتي ترك فيها انطباعًا قويًا لدى جماهير وإدارة الفريق.

ورغم أن الهلال قدّم عرضًا ماليًا مغريًا لضم اللاعب، يتضمن دفع مبلغ الانتقال المطلوب كاملاً دون أقساط، إلا أن أوسيمين بحسب تلك التقارير، يبدو ميالًا للعودة إلى الدوري التركي، الأمر الذي شكّل صدمة للإدارة الهلالية التي كانت تعتبر أن المفاوضات تسير في طريقها إلى الحسم النهائي.

وإدارة جلطة سراي، من جهتها، تسعى إلى إقناع إدارة نابولي بإتمام الصفقة عبر دفع مقدم تعاقد قيمته 45 مليون يورو بشكل فوري، على أن يتم تسوية باقي المبلغ، والمقدر بـ30 مليون يورو، على دفعتين منفصلتين، وهو ما لاقى تحفظًا من النادي الإيطالي الذي يفضل استلام كامل المبلغ نقدًا في صفقة واحدة.

والهلال لا يزال متمسكًا بموقفه في تقديم عرض أقوى ماليًا، إذ تشير مصادر مقربة من النادي السعودي إلى أن الإدارة برئاسة فهد بن نافل، مستعدة لدفع مبلغ 75 مليون يورو دفعة واحدة، وهو العرض الأعلى المطروح على طاولة نابولي حتى الآن، لكن قرار اللاعب قد يُربك الحسابات.

والمفاوضات الجارية في الوقت الراهن لا تدور فقط حول الأرقام، بل أيضًا حول رغبة أوسيمين الشخصية، حيث ذكرت الصحف التركية أن اللاعب أعطى موافقته المبدئية على بنود التعاقد الشخصية مع جلطة سراي، وهو ما يدفعه للضغط على إدارة نابولي من أجل قبول العرض التركي.

والهلال، الذي يعوّل على مشروع رياضي طويل المدى في ظل دعمه الكبير من قبل وزارة الرياضة السعودية، كان يأمل في أن تشكل صفقة أوسيمين امتدادًا لسياسة ضم النجوم العالميين إلى الدوري السعودي، بعد نجاحات كبيرة حققها من خلال صفقات سابقة مثل نيمار وكوليبالي وسافيتش.

غير أن دخول جلطة سراي القوي على خط المفاوضات بعثر أوراق الصفقة، وجعل الهلال أمام واقع جديد، يتطلب إعادة تقييم سريع للموقف، لا سيما أن مسألة التوقيت تُعد حاسمة في إتمام مثل هذه الصفقات، حيث يتطلع الفريق إلى حسم ملف المهاجم الجديد قبل انطلاق الموسم الكروي المقبل.

والجهاز الفني للهلال بقيادة جورجي جيسوس، عبّر في أكثر من مناسبة عن حاجته الماسة لرأس حربة هدّاف، يمتلك القوة والسرعة والقدرة على إنهاء الهجمات بدقة، وهي الصفات التي تتوفر في أوسيمين، الذي كان هدافًا بارزًا في الدوري الإيطالي الموسم قبل الماضي، وأسهم في تتويج نابولي بلقب الكالتشيو.

وبينما يتواصل الشد والجذب في الكواليس، تبقى جماهير الهلال تترقب مصير الصفقة، وسط حالة من القلق من إمكانية ضياع فرصة ضم أحد أبرز المهاجمين على الساحة الأوروبية، خصوصًا أن الميركاتو الصيفي لا يمنح وقتًا طويلًا للمناورة، مع اقتراب فترة الإعداد للموسم الجديد.

وفي الوقت ذاته، تبدو إدارة جلطة سراي مصممة على إنجاح الصفقة، رغم الصعوبات المالية التي تواجهها الأندية التركية بشكل عام، إلا أن رغبة النادي في العودة للمنافسة الأوروبية بقوة تدفعه لتحمل المخاطر المالية، إذا كانت ستُترجم إلى نجاح فني ملموس داخل الملعب.

وبينما يراهن الهلال على قوته المالية وعلاقاته الواسعة في السوق الأوروبي، فإن جلطة سراي يلعب على وتر العاطفة والانتماء والنجاح السابق، وهو ما يخلق معركة نفسية موازية داخل عقل اللاعب النيجيري، الذي لم يعلن حتى الآن موقفه النهائي بشكل علني.

وصفقة أوسيمين قد تشكّل نقطة تحول في سوق الانتقالات الصيفية بالنسبة للأندية العربية، خاصة إذا ما خسر الهلال هذا السباق، حيث سيفتح الباب أمام أندية أخرى في السعودية أو أوروبا للتحرك سريعًا نحو اللاعب أو لاعبين آخرين من نفس الفئة الفنية والمالية.

والمراقبون يتوقعون أن تُحسم الصفقة في الأيام القليلة المقبلة، في حال توصّل نابولي إلى اتفاق مرضٍ مع أحد الناديين، لكن الأمر سيعتمد أيضًا على اللاعب نفسه، الذي يملك كلمة الحسم في وجهة انتقاله المقبلة، في ظل تعدد العروض وتنوع المغريات.

والهلال يدرك جيدًا أن التراجع عن صفقة أوسيمين دون بديل جاهز سيؤثر على صورة النادي في الميركاتو، كما سيضع الإدارة تحت ضغط جماهيري كبير، لذا فإن خطة بديلة قد تكون قيد الدراسة بالفعل، لكنها لن تُفعل إلا إذا وصلت الأمور إلى طريق مسدود.