تعيش جماهير نادي الاتحاد حالة من القلق العميق والترقب، بعدما كشفت تقارير صحفية عن أزمة غير مسبوقة تضرب صفوف الفريق الأول لكرة القدم، قبل أيام قليلة من المواجهة المنتظرة ضد نادي النصر في نصف نهائي بطولة كأس السوبر السعودي، والتي تحتضنها مدينة هونج كونج للمرة الأولى.
والفريق الاتحادي، الذي كان يطمح في بداية الموسم إلى العودة بقوة إلى ساحة البطولات، يجد نفسه حاليًا في موقف حرج، بعدما فقد أحد أهم أعمدته الدفاعية، وهو الحارس الأساسي مارسيلو رايكوفيتش، نتيجة إصابة معقدة تعرض لها في نهاية الموسم الماضي خلال نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، ما يفتح الباب على مصراعيه للتساؤلات حول مدى جاهزية الفريق للاستحقاقات القادمة.
ووفقًا لما أوردته صحيفة المدينة، فإن إصابة رايكوفيتش ليست إصابة عابرة، بل ستغيبه عن الملاعب لفترة طويلة، تمتد حتى شهرين على الأقل، مما يعني غيابه المؤكد عن مواجهة السوبر أمام النصر في التاسع عشر من أغسطس المقبل، إضافة إلى غيابات أخرى مرتقبة عن أولى جولات دوري روشن السعودي.
والأزمة لا تقف عند حدود السوبر فقط، بل تتوسع لتشمل مباريات مصيرية في بداية الموسم، منها مواجهات مرتقبة في دوري أبطال آسيا للنخبة، فضلًا عن مباراة دور الـ32 في كأس خادم الحرمين الشريفين، مما يجعل غياب رايكوفيتش ضربة موجعة للطموحات الاتحادية في جميع المسابقات.
ومما يزيد الأمور تعقيدًا داخل البيت الاتحادي، تأكد إصابة الحارس البديل محمد المحاسنة، ما يجعل المدرب الفرنسي لوران بلان أمام معضلة حقيقية، حيث لا تتوفر لديه حاليًا خيارات جاهزة لحماية شباك الفريق، خصوصًا في ظل الضغط الكبير الذي يرافق المباريات الكبرى والمنافسات الدولية.
وهذا الواقع الصعب فرض على الجهاز الفني الاعتماد، ولو مؤقتًا، على الحارس الشاب حامد الشنقيطي، الذي رغم ما يتمتع به من حماس ومهارة واعدة، إلا أنه يفتقر إلى الخبرة الكافية في المواجهات الحاسمة، وهو ما أثار جدلًا واسعًا بين أوساط جماهير الاتحاد، التي تخشى أن تؤدي هذه المجازفة إلى نتائج كارثية.
والجماهير الاتحادية، التي تمني النفس بموسم قوي يعيد الفريق إلى منصات التتويج، تعتبر هذا التوقيت من أسوأ الفترات التي يمكن أن تتعرض فيها تشكيلة الفريق لنقص حاد في مركز حساس مثل حراسة المرمى، خصوصًا في ظل المواجهة القوية المنتظرة ضد النصر الذي يقوده كريستيانو رونالدو.
ومع تبقي أسابيع قليلة على انطلاقة السوبر، بدأ النقاش داخل إدارة الاتحاد حول الخيارات المتاحة لتدعيم هذا المركز، وسط حديث عن إمكانية التعاقد السريع مع حارس محلي أو أجنبي قبل إغلاق سوق الانتقالات، إلا أن الخيارات تبدو محدودة من حيث الجاهزية والقدرة على الانسجام الفوري مع الفريق.
والمدرب لوران بلان بدوره لم يُخف قلقه من الوضع الحالي، حيث أشار في جلسات داخلية إلى أن استمرار الأزمة دون حلول ملموسة سيؤثر حتمًا على توازن الفريق الفني، وقد يدفع به إلى إجراء تغييرات تكتيكية غير مرغوبة في هذه المرحلة، وهو ما لا يصب في مصلحة الفريق الساعي إلى تحقيق بداية قوية.
والاتحاد الذي عانى الموسم الماضي من عدم الاستقرار الفني والإصابات المتكررة، كان يأمل في بداية جديدة أكثر اتزانًا، لكن لعنة الإصابات يبدو أنها تلاحق الفريق من جديد، لتعيد إلى الأذهان سيناريوهات المواسم السابقة التي شهدت تراجعًا في المستوى والنتائج، مما يزيد الضغط على الإدارة الحالية.
والضغوط الجماهيرية بدأت تتصاعد، مطالبة الإدارة بسرعة التحرك وعدم الاكتفاء بانتظار تعافي المصابين، خاصة وأن النصر، خصم السوبر، يعيش فترة استقرار نسبي على مستوى التشكيلة، ويملك كوكبة من اللاعبين المحليين والدوليين القادرين على استغلال أي خلل دفاعي.
والمباراة القادمة تحمل طابعًا تنافسيًا شديدًا، ليس فقط بسبب قيمة البطولة، بل لأن مواجهات الاتحاد والنصر عادة ما تكون مليئة بالإثارة والندية، وقد تشكل مؤشرًا مبكرًا على ما سيكون عليه شكل المنافسة في دوري روشن هذا الموسم، خصوصًا وأن الطرفين يسعيان لحصد الألقاب المحلية والقارية.
ومن ناحية أخرى، ترى بعض التحليلات أن هذه الأزمة قد تكون فرصة للحارس الشاب الشنقيطي لإثبات نفسه، وتحقيق نقلة نوعية في مسيرته، إذا ما استطاع تقديم أداء مقنع، إلا أن المخاوف تبقى حاضرة، خصوصًا في حال تعرضه لأي ضغط نفسي أو فني خلال مجريات المباراة المرتقبة.
ومع ترقب الجماهير الاتحادية لما ستسفر عنه تحركات الإدارة في الأيام القليلة القادمة، يبقى مصير الفريق في السوبر معلّقًا على قرارات سريعة وحاسمة، قد تحدد بشكل كبير شكل انطلاقة الاتحاد في الموسم الجديد، وسط منافسة شرسة لا تحتمل التراجع أو الأعذار.
والأحاديث داخل النادي حاليًا تدور حول ضرورة تسريع وتيرة التفاوض مع بدائل جاهزة، خاصة أن الاتحاد لا يملك ترف الوقت، كما أن الخيارات الفنية المتاحة حاليًا داخل النادي محدودة جدًا، في ظل التزامات الفريق القارية والمحلية المتلاحقة.
وفي حال استمرت الأزمة دون حلول فنية عاجلة، فإن الاتحاد قد يواجه ما يسميه البعض بـ"الموسم الصفري"، أي الخروج دون بطولات، وهو السيناريو الذي تسعى الإدارة لتفاديه بأي ثمن، خصوصًا وأن الجماهير لن تتقبل موسمين متتاليين دون نتائج ملموسة على أرض الواقع.