منفذ جديدة عرعر
"الإفتاء" تستقبل الحجاج بمنفذ جديدة عرعر بخدمات ذكية وإرشادات شرعية
كتب بواسطة: فهد احمد |

في إطار الجهود المتكاملة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن وتيسير أداء مناسكهم بكل يسر وأمان، يواصل فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بمنطقة الحدود الشمالية القيام بدوره في استقبال حجاج بيت الله الحرام القادمين عبر منفذ جديدة عرعر الحدودي، أحد أبرز المنافذ البرية التي تشهد كثافة في أعداد الحجاج الوافدين، لا سيما من جمهورية العراق وعدد من الدول المجاورة، وتأتي مشاركة فرع الرئاسة انطلاقًا من توجيهات معالي الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، وامتدادًا للنهج الثابت الذي تتبناه المملكة في العناية بالحاج منذ لحظة وصوله وحتى مغادرته بعد أداء مناسكه بطمأنينة وسكينة.

وتركّز مشاركة الفرع على تقديم خدمات إرشادية وتوعوية شاملة تلامس احتياجات الحاج الفكرية والدينية، وتساعده على أداء مناسكه على الوجه الشرعي الصحيح المبني على الكتاب والسنة، وفق الفقه الميسر والمعتمد من قبل هيئة كبار العلماء، وتشمل هذه الخدمات استقبال الحجاج بمقر مخصص ومهيأ بكامل الإمكانات البشرية والتقنية، يضم عددًا من المفوضين الرسميين من ذوي الخبرة في الفتوى والتوجيه الشرعي، الذين يستقبلون استفسارات الحجاج ويقدمون الفتاوى حول مناسك الحج والعمرة وأحكام الطهارة والعبادات وسائر المسائل التي يحتاج إليها الحاج في مرحلته الأولى من الدخول إلى أرض المملكة.

وفي إطار تعزيز الفهم الصحيح للمناسك وتيسير نقل المعلومة للحاج بلغته وثقافته، يُقدَّم للحاج حقيبة ترحيبية تحتوي على عدد من الكتيبات الإرشادية المترجمة إلى لغات متعددة، تتناول الخطوات العملية للحج والعمرة، وأهم التنبيهات الشرعية المرتبطة بكل مرحلة من مراحل النسك، بأسلوب مبسّط وميسر، كما تُرفق مع هذه الحقيبة هدية رمزية تعبّر عن حفاوة الاستقبال، وتعكس قيم الكرم والضيافة التي عرف بها الشعب السعودي في تعامله مع ضيوف الرحمن.

ومن الوسائل الحديثة التي اعتمدها فرع الرئاسة في هذا الموسم استخدام التقنية الرقمية عبر توزيع بطاقات توعوية ذكية مزوّدة برموز استجابة سريعة (QR Code)، حيث يمكن للحاج من خلال هذه البطاقات الوصول إلى محتوى رقمي شامل يتضمن فيديوهات تعريفية عن أداء المناسك، ومقالات شرعية مصوغة بلغة سهلة، إلى جانب أرقام هواتف مفوضي الإفتاء الذين يمكن التواصل معهم هاتفيًا أو عبر تطبيقات التواصل الفوري، مما يتيح للحاج الحصول على الفتوى والإجابة على استفساراته في أي وقت أثناء تنقله بين المشاعر المقدسة.

وقد خصص الفرع كذلك عرضًا مرئيًا تثقيفيًا يُعرض بشكل متكرر في صالة الاستقبال التابعة لمنفذ جديدة عرعر، يُبرز فيه شرح توضيحي لمناسك الحج بالترتيب الزمني، ويُعزَّز بالخرائط التوضيحية والصور الإرشادية التي تُعين الحاج على تصور الرحلة الإيمانية منذ لحظة النية وحتى طواف الوداع، بأسلوب سمعي بصري يُسهم في ترسيخ المعلومة لدى فئات متعددة من الحجاج، لاسيما كبار السن أو مَن قد لا يتمكنون من القراءة.

وتؤكد هذه المبادرات على التزام الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بدورها التوعوي في موسم الحج، بوصفها جهة شرعية مرجعية تسعى إلى نشر الوعي الصحيح، والرد على الاستفسارات بموثوقية واعتدال، كما تأتي في سياق تكامل الجهود بين الجهات الحكومية العاملة في المنافذ، ومنها وزارة الحج والعمرة، والجمارك، وحرس الحدود، والجهات الصحية، من أجل أن تكون بداية رحلة الحج ميسّرة ومنظمة وآمنة.

ويعد منفذ جديدة عرعر من المنافذ المهمة التي توليها الدولة اهتمامًا كبيرًا في كل موسم حج، لما له من أهمية استراتيجية في تسهيل دخول آلاف الحجاج سنويًا، حيث تم تهيئته بالكامل من حيث البنية التحتية والتجهيزات التقنية، مع دعم الكوادر البشرية من مختلف الجهات، مما جعل من هذا المنفذ نموذجًا للعمل التكاملي الناجح الذي يستقبل الحجاج برعاية أمنية وصحية وخدمية عالية المستوى.

وتعكس الجهود التي يبذلها فرع الإفتاء بالحدود الشمالية صورة مشرّفة للمملكة في تقديم الخدمة الدينية النوعية لضيوف الرحمن، إذ لا تقتصر العناية بالحاج على الخدمات اللوجستية والصحية، بل تمتد لتشمل التوعية والتثقيف الديني الذي يُعد جزءًا أصيلًا من منظومة الحج. وقد حظيت هذه المبادرات بإشادة من الحجاج أنفسهم، الذين أبدوا ارتياحهم لحسن الاستقبال، ودقة المعلومات المقدمة، وسهولة الوصول إلى مصادر الفتوى، ما أسهم في طمأنتهم قبل الانتقال إلى المشاعر المقدسة في مكة المكرمة.

وتجدر الإشارة إلى أن الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء دأبت على تطوير أدواتها في التوعية الشرعية، واستثمرت في التحول الرقمي من خلال تطبيقات إلكترونية، ومواقع متعددة اللغات، ومنصات مرئية، بهدف الوصول لأكبر شريحة من المسلمين من مختلف الجنسيات، وتعزيز رسالتها الدينية المعتدلة، القائمة على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.