في تصريح صادم أثار عاصفة سياسية داخل إسرائيل، اتهم نائب رئيس الأركان الأسبق والقيادي في الحزب الديمقراطي الإسرائيلي المعارض، يائير غولان، حكومة بلاده بانتهاج سياسات غير أخلاقية تجاه المدنيين في قطاع غزة، قائلًا إن "قتل الأطفال أصبح كهواية"، في إشارة إلى ممارسات الجيش الإسرائيلي خلال الحرب المستمرة منذ أشهر. جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة تلفزيونية مع هيئة البث الإسرائيلية "كان"، لتفتح الباب أمام موجة من الانتقادات والردود الغاضبة من الحكومة الإسرائيلية.
وأضاف غولان، المعروف بمواقفه اليسارية المناهضة لسياسات الحكومة الحالية، أن إسرائيل أصبحت مهددة بأن تُعزل دوليًا، محذرًا من أن الاستمرار في ارتكاب "جرائم ضد المدنيين" سيجعلها منبوذة في المجتمع الدولي، كما كانت جنوب أفريقيا خلال نظام الفصل العنصري. وشدد على أن "الدولة العاقلة لا تشن حربًا على المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تضع أهدافًا لتهجير السكان"، محملًا الحكومة الحالية مسؤولية تدهور صورة إسرائيل في الخارج.
وأكد غولان أن وزراء الحكومة الإسرائيلية يفتقرون إلى الكفاءة الأخلاقية والإدارية، خصوصًا في ظل حالات الطوارئ التي تشهدها البلاد، مضيفًا أن تركيبة الحكومة تعج بمن وصفهم بـ"المنتقمين" غير القادرين على إدارة الأزمة الراهنة، داعيًا إلى إنهاء الحرب في غزة، وإعادة الرهائن، والشروع في إعادة بناء دولة تتصرف بعقلانية واحترام للقيم الإنسانية.
وفي المقابل، لم يتأخر الرد الرسمي، حيث خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مدينًا التصريحات التي وصفها بـ"الخطيرة والمسيئة"، معبرًا عن دعمه للجيش الإسرائيلي الذي قال إنه "يخوض معركة وجودية من أجل أمن إسرائيل"، ومتهما غولان بتقويض معنويات الجنود وتشويه صورة الدولة أمام العالم.
ويأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه إسرائيل انتقادات متصاعدة من جهات دولية بسبب الأعداد المرتفعة للضحايا المدنيين في قطاع غزة، حيث قُتل آلاف الأطفال منذ بداية الحرب، ما يزيد من حدة النقاش الداخلي بشأن استمرار العمليات العسكرية وأهدافها، وسط انقسام حاد بين الحكومة والمعارضة بشأن السُبل السياسية والإنسانية للخروج من الأزمة.