خادم الحرمين الشريفين
الملك سلمان يرأس جلسة مجلس الوزراء ويشيد بنتائج زيارة ترمب
كتب بواسطة: حمادة صالح |

رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، اليوم، في محافظة جدة، حيث استعرض المجلس جملة من الموضوعات المحلية والدولية، مؤكدًا مواصلة المملكة لنهجها الثابت في التعاون الدولي وتعزيز مصالحها التنموية والاقتصادية.

وفي مستهل الجلسة، عبّر خادم الحرمين الشريفين عن شكره وتقديره لفخامة الرئيس الأمريكي دونالد جي ترمب على تلبية دعوة المملكة لزيارتها، مشيدًا بما أسفرت عنه المباحثات بينه وبين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، من نتائج تاريخية ستسهم في نقل العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن إلى مستويات غير مسبوقة في مختلف القطاعات الحيوية.

وتوقف المجلس عند القمة السعودية الأمريكية التي انعقدت خلال الزيارة، معتبرًا ما تم خلالها من توقيع وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بين حكومتي البلدين، وتبادل عدد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون، بمثابة نقلة نوعية في المسار الاقتصادي والتجاري المشترك.

كما أشار المجلس إلى إعلان المملكة عن تخصيص أكثر من 600 مليار دولار للاستثمار في العلاقات الثنائية خلال السنوات الأربع المقبلة، تشمل صفقات واستثمارات متبادلة بأكثر من 300 مليار دولار، أُعلن عنها في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي.

وأوضح معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء لشؤون مجلس الشورى، ووزير الإعلام بالنيابة الدكتور عصام بن سعد بن سعيد، في بيانه عقب الجلسة لوكالة الأنباء السعودية، أن مجلس الوزراء ثمّن مضامين كلمة سمو ولي العهد خلال القمة الخليجية الأمريكية، والتي جسدت نهج المملكة القائم على تعزيز التنسيق المشترك، ودعم العمل المتعدد الأطراف مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق الاستقرار والازدهار.

وفي هذا السياق، عبّر المجلس عن تقديره لاستجابة الرئيس الأمريكي للمساعي الحثيثة التي قادها سمو ولي العهد لرفع العقوبات المفروضة على الجمهورية العربية السورية، معربًا عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في دعم جهود التنمية وإعادة الإعمار في سوريا، بما يحقق تطلعات شعبها.

وجدّد المجلس مواقف المملكة الثابتة التي عبّرت عنها خلال القمة العربية الرابعة والثلاثين، مؤكدًا رفضها القاطع لأي محاولات للتهجير القسري أو فرض حلول لا تستجيب لتطلعات الشعب الفلسطيني، مجددًا الدعوة إلى استدامة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، باعتباره مدخلًا أساسيًا لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

وفي الشأن الإنساني، أشاد المجلس بالإنجازات التي حققها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسه، موضحًا أن المركز قدّم مساعدات نوعية لأكثر من 100 دولة، مثمنًا جهود العاملين فيه الذين رسخوا صورة المملكة كدولة داعمة للسلام والرحمة الإنسانية على الصعيد العالمي.

محليًا، استعرض مجلس الوزراء ما تحقق ضمن أهداف الاستراتيجية الوطنية للصناعة، ومن أبرزها جذب ثلاثة من كبار رواد صناعة السيارات عالميًا لتأسيس مصانع في المملكة، في خطوة تعزز مكانة المملكة كمحور صناعي مهم وتدعم التنويع الاقتصادي المنشود ضمن مستهدفات رؤية 2030.

ولم يغفل المجلس الجانب العلمي، حيث قدّر الإنجاز الكبير الذي حققه طلاب وطالبات المملكة في المعرض الدولي للعلوم والهندسة (آيسف 2025)، مشيرًا إلى أن هذا التميز يعكس حجم الاهتمام الذي توليه القيادة بالتعليم والبحث العلمي، وتعزيز ثقافة الابتكار وبناء أجيال تسهم في صناعة المستقبل.

واختتم المجلس جلسته مؤكدًا مضي المملكة في تعزيز شراكاتها الدولية، وتطوير قدراتها المحلية في مختلف القطاعات، ومتابعة المستجدات الإقليمية والعالمية بما يخدم أمنها واستقرارها وتنميتها المستدامة.