توقّع المركز الوطني للأرصاد استمرار التقلبات الجوية المثيرة للغبار، ابتداءً من يوم غدٍ الأربعاء وحتى نهاية الأسبوع الجاري، في عدد من مناطق المملكة، وسط تحذيرات من شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية خلال ساعات النهار.
وأشار المركز إلى أن الرياح السطحية ستكون نشطة بشكل لافت، ما يرفع من احتمالية تشكّل عواصف ترابية على المناطق المكشوفة، خاصة على الطرق السريعة، مما قد يتسبب في صعوبة بالغة في القيادة ويزيد من الحوادث المرورية.
وأبرز المركز أن هذه الأجواء المتقلبة ستؤثر بشكل رئيسي على مناطق مكة المكرمة، عسير، جازان، والمنطقة الشرقية، إضافة إلى الأجزاء الشرقية من منطقتي الرياض والقصيم، حيث يُتوقع أن تكون الرياح محمّلة بكميات كبيرة من الغبار.
وستشهد الطرق الساحلية بدورها ظروفًا مناخية حرجة، خاصة الطريق الرابط بين جدة وجازان، والطريق الواصل بين المنطقة الشرقية والرياض، إذ من المرجح أن تتعرض هذه المسارات لعواصف ترابية كثيفة تعيق حركة السير.
وحذّر المركز من شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية، لا سيما خلال ساعات الظهيرة التي تشهد ذروة نشاط الرياح، وهو ما قد يسبب ارتباكًا في حركة النقل البري، ويتطلب من السائقين حذرًا مضاعفًا أثناء التنقل.
ودعا المركز الوطني للأرصاد جميع المواطنين والمقيمين إلى توخي الحذر، وتجنّب الخروج إلا للضرورة، خصوصًا كبار السن والمصابين بأمراض الجهاز التنفسي، ممن قد يتأثرون بشكل كبير باستنشاق الأتربة العالقة.
وأكدت الأرصاد أن الأجواء غير المستقرة تُعد من الظواهر المناخية المعتادة خلال هذا التوقيت من العام، مشيرة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة المصحوب برياح شمالية نشطة يساهم في إثارة الغبار على مساحات واسعة.
ونصح المركز بعدم تجاهل التنبيهات والتحذيرات الجوية التي تُنشر عبر منصاته الرسمية، سواء على مواقع التواصل أو تطبيقات الطقس، لما لها من دور حاسم في تجنب المخاطر والحفاظ على السلامة العامة.
كما حث السائقين على تجنب القيادة في أوقات الذروة الجوية، أو استخدام الطرق البديلة متى ما كان ذلك ممكنًا، مع الالتزام بترك مسافات أمان كافية بين المركبات وتجنب السرعة المفرطة في ظروف الرؤية المحدودة.
ونبّه المركز كذلك إلى ضرورة تأمين الممتلكات الخارجية، لا سيما في المناطق المفتوحة، لأن الرياح الشديدة قد تتسبب في تطاير بعض الأجسام الخفيفة، ما يشكل خطرًا على المارة أو السيارات المركونة.
ولم يستبعد المركز أن تؤثر هذه الأجواء على بعض الرحلات الجوية، إذ يمكن أن تتسبب الأتربة المثارة في تأخير أو إعادة جدولة الرحلات، لا سيما في المطارات الواقعة ضمن نطاق التأثير المباشر للعواصف الترابية.
وأشارت الأرصاد إلى أن الحالة الجوية خاضعة للمتابعة المستمرة، وأنه سيتم إصدار تحديثات دورية للتقارير والتنبيهات وفق تطور الظاهرة، بما يضمن إبلاغ الجمهور بأحدث المستجدات بشكل دقيق وموثوق.
يُذكر أن المملكة شهدت خلال الأسابيع الماضية عدداً من التقلبات الجوية المتسارعة، تزامنًا مع تغيرات موسمية ترفع من احتمال تأثر عدد من المناطق بموجات من الغبار والرياح القوية في فترات متقاربة.
وتؤكد هذه الظواهر المناخية أهمية الاستعداد المبكر لمثل هذه الحالات، سواء على مستوى الأفراد أو الجهات الخدمية، مع تعزيز خطط الطوارئ والاستجابة السريعة لأي طارئ ناتج عن ظروف الطقس.
