المملكة تبدأ موسم الحج بوصول أول وفد من الحجاج البريطانيين
المملكة تبدأ موسم الحج بوصول أول وفد من الحجاج البريطانيين
كتب بواسطة: ليلى فهد |

في مشهد مفعم بالمهابة والروحانية، استقبل مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة أولى رحلات الحجاج القادمين من المملكة المتحدة، إيذانًا ببدء توافد ضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج لهذا العام، ووصلت الرحلة وسط استعدادات استثنائية اتخذتها الجهات المختصة لتوفير أعلى درجات الراحة والطمأنينة للحجاج منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم.

وكان في استقبال الحجاج وفد من مسؤولي وزارة الحج والعمرة والهيئة العامة للطيران المدني، إلى جانب فرق ميدانية من المتطوعين والمتطوعات الذين حرصوا على تقديم الورود والهدايا التذكارية تعبيرًا عن الترحاب، في تقليد بات يميز الاستقبال السعودي الرسمي والشعبي لضيوف الرحمن، وقد بدت مشاعر البهجة والامتنان واضحة على وجوه الحجاج، الذين أعربوا عن سعادتهم الكبيرة بحفاوة الاستقبال وسلاسة الإجراءات.

وتأتي هذه الرحلة ضمن أولى مراحل خطة التفويج التي اعتمدتها الجهات المنظمة لموسم الحج، والتي تراعي أوقات الرحلات، وسعة صالات الوصول، وتوزيع الرحلات بين المطارات، بما يحقق الانسيابية في حركة الحجاج، ويجنبهم الازدحام والإرهاق بعد سفر طويل، وتم تخصيص فرق مختصة لمرافقة الحجاج فور نزولهم من الطائرة، والإشراف على مراحل الجوازات، والتفويج إلى مقار سكنهم المؤقتة في جدة أو انتقالهم مباشرة إلى مكة المكرمة.

وقد حرصت الجهات المعنية في مطار الملك عبدالعزيز على تطبيق إجراءات صحية وتنظيمية دقيقة، شملت الفحص المبدئي، وتقديم خدمات الرعاية الصحية للحالات التي قد تحتاج إلى دعم طبي، إلى جانب التحقق من استيفاء جميع المتطلبات النظامية الخاصة بتصاريح الحج والتطعيمات، بالتنسيق مع وزارة الصحة ومركز القيادة والسيطرة للحج، وتم تفعيل جميع المسارات الإلكترونية للتأكد من تسهيل حركة الحجاج وتقليص مدة الانتظار.

ويُعد استقبال أولى رحلات الحجاج لحظة مفصلية سنوية تعكس الجهود التكاملية التي تبذلها المملكة لضمان نجاح موسم الحج، سواء من خلال الجاهزية اللوجستية، أو العمل الميداني المدروس، أو توظيف التقنيات الحديثة في تنظيم الحشود وإدارة البيانات، ويعكس ذلك أيضًا ما توليه القيادة السعودية من اهتمام بالغ براحة الحجاج، وحرصها على تقديم صورة مشرفة عن استضافة شعيرة مقدسة تجمع المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها.

من جانبه، أكد عدد من مسؤولي البعثة البريطانية للحج أن المملكة أظهرت استعدادًا رفيع المستوى لاستقبال الحجاج، وأنهم لمسوا اهتمامًا بالغًا بالتفاصيل، سواء في جودة الخدمات، أو في حرص الفرق المختصة على تيسير الإجراءات، مشيرين إلى أن الحجاج البريطانيين يشعرون بالأمان والتنظيم منذ اللحظة الأولى لوصولهم، وعبّروا عن امتنانهم لما تقدمه المملكة من رعاية متميزة لضيوف الرحمن.

ويمثل الحجاج القادمون من المملكة المتحدة واحدة من أقدم الجاليات الإسلامية المنظمة التي تحرص على أداء فريضة الحج سنويًا، وقد بلغ عددهم في العام الماضي نحو 12 ألف حاج، وسط توقعات بزيادة هذا العدد في الموسم الحالي في ظل تيسير الاشتراطات وسهولة الوصول، ويُتوقع أن تتوالى الرحلات القادمة من لندن وبرمنغهام ومانشستر خلال الأيام القليلة المقبلة، ضمن جدول زمني دقيق أعدته هيئة الطيران المدني بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة.

وتواصل الجهات السعودية المعنية تقديم الخدمات على مدار الساعة للحجاج فور وصولهم، من خلال فرق متعددة الجنسيات واللغات لضمان التواصل الفعال مع مختلف الوفود، كما تم تجهيز مناطق مخصصة للراحة، وتقديم الوجبات، وتوفير كراسي متحركة للحالات الخاصة، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي والتوعوي للحجاج عبر لوحات إرشادية ومراكز معلومات في محيط الصالات.

ومع انطلاق أولى الرحلات، تدخل المملكة فعليًا في ذروة موسم الحج الذي يمثل أحد أكبر التحديات اللوجستية والتنظيمية سنويًا على مستوى العالم، وبينما تحتفي المملكة بوصول ضيوف الرحمن، تتواصل التحضيرات في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة لتقديم موسم استثنائي، يجمع بين الاحترافية التنظيمية والروحانية التي تليق بأعظم شعيرة دينية في الإسلام.