الفتح يرفع التحدي قبل مواجهة النصر
الفتح يرفع التحدي قبل مواجهة النصر
كتب بواسطة: مختار العسلي |

قبل المواجهة المرتقبة أمام النصر، أطلق نادي الفتح إشارات قوية تنذر بظهور تنافسي مختلف، في إطار استعداداته الأخيرة لخوض اللقاء ضمن منافسات دوري روشن السعودي للمحترفين، ويبدو أن الفريق الأحسائي عازم على تقديم عرض فني قوي لا يقتصر على الدفاع، بل يذهب نحو مقارعة أحد أقوى أندية الموسم، من حيث النجوم والأداء.

الفريق الذي خالف التوقعات في أكثر من مناسبة هذا الموسم، أظهر خلال تدريباته الأخيرة روحًا عالية وتركيزًا لافتًا، بقيادة مدربه الكرواتي سلافن بيليتش، الذي يُحسن التعامل مع مثل هذه المواجهات ذات الطابع الجماهيري والإعلامي، ويرى بيليتش أن مواجهة النصر تُعد اختبارًا حقيقيًا لقوة شخصية الفريق وقدرته على مجاراة الأندية الكبرى في أصعب الظروف.

وأكد مدرب الفتح في تصريحات ما قبل المباراة أن فريقه لن يكون صيدًا سهلًا أمام النصر، مشددًا على أن الأداء هو العنصر الحاسم في مثل هذه اللقاءات، وليس الأسماء، وأضاف أن احترام الخصم لا يعني التراجع أو الاستسلام، بل استحضار أقصى درجات الجاهزية والانضباط التكتيكي للوقوف ندًا لند أمام أحد المرشحين للقب.

من جهة أخرى، يعيش لاعبو الفتح حالة من الحافز المرتفع، بعد الأداء المميز الذي قدموه في الجولات الماضية، حيث استطاعوا فرض أنفسهم كرقم صعب في الدوري، محققين نتائج لافتة أمام فرق كبيرة، ويعوّل الفريق على عناصره الأجنبية، إلى جانب مواهبه المحلية الشابة، في صنع الفارق داخل أرضية الميدان أمام كتيبة النصر المدججة بالأسماء الكبيرة.

وعلى الرغم من أن النصر يخوض اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد سلسلة من الانتصارات، فإن الفتح يرى في هذه المواجهة فرصة ذهبية لإعادة التوازن في سلم الترتيب، وتعزيز موقعه في المناطق الآمنة، أو حتى المنافسة على مركز متقدم في حال استثمار الجولات القادمة بنجاح، ويدرك اللاعبون أن كل نقطة في هذه المرحلة من الموسم قد تكون فارقة في الترتيب النهائي.

ويتوقع أن يُباغت الفتح خصمه بأسلوب مختلف، يعتمد على التنظيم الدفاعي المحكم، والانطلاقات السريعة من الأطراف، وهو الأسلوب الذي لطالما أرهق الفرق الكبرى هذا الموسم، كما لا يُستبعد أن يعمد المدرب إلى تغييرات تكتيكية مبكرة في حال تقدم النصر بهدف، لإعادة التوازن وضبط الإيقاع.

وتشهد المباراة اهتمامًا جماهيريًا كبيرًا، خصوصًا في ظل التنافس الحاد في مراكز المقدمة، وملاحقة الفرق للمتصدر، ويعلم الفتح أن أعين المتابعين ستكون موجهة نحو اللقاء، ما يجعله فرصة مثالية لإثبات الذات والرد على المشككين في قدراته على المنافسة خارج أرضه وأمام جماهير الخصم.

وفي ضوء هذه الأجواء، لا يبدو أن النصر سيخوض مواجهة مريحة. فرغم تفوقه الفني والأسماء اللامعة في تشكيلته، فإن الحذر واجب، والفتح أثبت مرارًا أنه لا يهاب الأسماء ولا يقف عند الفوارق على الورق، ومع اقتراب صافرة البداية، تبقى التوقعات مفتوحة، بانتظار من سيحسن استغلال الفرص، وفرض شخصيته داخل المستطيل الأخضر.