في ظل تقلبات الطقس التي تشهدها بعض مناطق المملكة، أصدر المركز الوطني للأرصاد تنبيهًا عاجلًا يُحذر فيه من استمرار تأثير الأتربة المثارة والرياح النشطة على عدد من المحافظات الواقعة في منطقتي عسير ومكة المكرمة، محذرًا من أن الحالة الجوية الراهنة ستؤدي إلى شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية، مما قد يؤثر بشكل مباشر على حركة المرور وسلامة التنقل.
ووفقًا لما أعلنه المركز، فإن مناطق واسعة من عسير ستتأثر بهذه الموجة من الأتربة والعواصف، تشمل كلًّا من الأمواه، العرين، بيشة، تثليث، وطريب، مشيرًا إلى أن الرياح النشطة التي تصاحب موجة الغبار ستستمر في تأثيرها حتى الساعة السابعة من مساء اليوم، مع توقعات باستمرار تدني الرؤية إلى مستويات حرجة في بعض المواقع، خاصة الطرق السريعة والمناطق المكشوفة.
ولفت المركز إلى أن هذه الأوضاع المناخية تستدعي من السائقين ومرتادي الطرق أقصى درجات الحذر، خصوصًا في فترات الذروة المرورية.
وفي السياق ذاته، نوه المركز بأن منطقة مكة المكرمة ليست بمنأى عن هذه الحالة الجوية، حيث أدرج ضمن تحذيراته محافظتي الخرمة ورنية ضمن نطاق التأثر بالأتربة المثارة، مشيرًا إلى أن الرياح النشطة المحملة بالغبار ستسهم أيضًا في تقليص مدى الرؤية الأفقية إلى مستويات قد تعيق الحركة الطبيعية للمركبات.
وناشد المركز المواطنين والمقيمين في المناطق المتأثرة بتوخي الحيطة والحذر، والابتعاد عن الأماكن المكشوفة قدر الإمكان، لا سيما الفئات الأكثر تأثرًا بهذه الظروف مثل مرضى الربو والحساسية.
وأشار خبراء الأرصاد إلى أن هذه الظواهر الجوية ليست غريبة على مناخ المملكة في هذا التوقيت من العام، حيث تسجل بعض المناطق خلال فصلي الربيع والصيف نشاطًا لافتًا في الرياح السطحية التي تعمل على إثارة الأتربة والغبار، خاصة في الأماكن الصحراوية والمفتوحة.
ومع هذا، شدد المركز على أهمية متابعة تحديثات الحالة الجوية عبر قنواته الرسمية، بما في ذلك منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تُعد المصدر الأوثق والأكثر دقة في نقل تفاصيل الحالة أولًا بأول.
وتُعتبر هذه التنبيهات من الخطوات الاستباقية التي تتخذها الجهات المعنية في المملكة من أجل تأمين سلامة المواطنين والمقيمين، عبر تحذيرهم المسبق من المخاطر المناخية المتوقعة، وتمكينهم من اتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة.
كما تعكس يقظة المركز الوطني للأرصاد في رصد التغيرات المناخية بدقة عالية، وتفعيل دوره التوعوي في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات مناخية متزايدة وتغيرات مفاجئة في أنماط الطقس.
ودعا المركز جميع الجهات ذات العلاقة إلى الاستعداد الميداني وتعزيز الجاهزية، خصوصًا في مجالات المرور والإسعاف والدفاع المدني، تحسبًا لأي طارئ قد ينجم عن تدني الرؤية المفاجئ أو الحوادث المرورية المرتبطة بهذه الظواهر، مؤكدًا أن التفاعل السريع مع التنبيهات المناخية يسهم بشكل مباشر في تقليل المخاطر والحفاظ على الأرواح والممتلكات.
وفي ختام بيانه، جدد المركز الوطني للأرصاد دعوته إلى التزام التعليمات الصادرة من الجهات الرسمية، ومراعاة الظروف الجوية قبل التنقل، مشددًا على ضرورة عدم الانسياق وراء الإشاعات أو المعلومات غير الموثوقة، والاكتفاء بمصادر الأخبار الرسمية والمعتمدة للحصول على كل ما يتعلق بالحالة المناخية وأثرها على الحياة اليومية.
