في تطور مثير يشعل الأمتار الأخيرة من منافسات دوري روشن السعودي للمحترفين، أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم قرارًا رسميًا يقضي باحتساب النصر فائزًا أمام العروبة في المباراة المثيرة للجدل التي جمعت الفريقين مؤخرًا، وذلك على خلفية مخالفة قانونية ارتكبها حارس مرمى العروبة رافع الرويلي، ما أدى إلى خسارة فريقه نقاط المباراة الثلاث وإهدائها للنصر.

وبحسب القرار الصادر عن لجنة الانضباط والأخلاق، فإن مشاركة الحارس الرويلي جاءت مخالفة للوائح الاحتراف المعمول بها في دوري روشن، حيث ثبت عدم أهليته القانونية للمشاركة في اللقاء، وهو ما منح النصر الحق الكامل في الاعتراض وفق القنوات الرسمية.

وبموجب هذا القرار، أصبح نادي العروبة أول الهابطين رسميًا إلى دوري يلو، حتى قبل خوض الجولة الختامية، بعد أن توقف رصيده عند 27 نقطة، وهو رقم لا يؤهله للبقاء في دوري روشن مهما كانت نتائج الجولة الأخيرة.

وتلقى أنصار الفريق صدمة كبيرة بعد تأكيد الهبوط، خاصة أن العروبة كان يعتمد على تلك النقطة التي حصدها بالتعادل مع النصر في مباراتهما الأخيرة، والتي كانت كفيلة بمنحه بصيص أمل للبقاء، قبل أن يتدخل القرار ويغير كل شيء.

وفي المقابل، قفز نادي النصر إلى النقطة رقم 70، ليضيق الخناق مجددًا على غريمه التقليدي الهلال صاحب المركز الثاني برصيد 72 نقطة، ويعيد ترتيب الأوراق في قمة الترتيب قبل الجولة الختامية من الدوري، في سباق محتدم على بطاقة التأهل إلى دوري أبطال آسيا للنخبة.

ووفقًا للسيناريوهات المطروحة، فإن فوز النصر في الجولة الأخيرة على نادي الفتح، مقابل أي تعثر للهلال أمام القادسية سواء بالتعادل أو الخسارة، سيعني رسميًا تأهل العالمي إلى البطولة الآسيوية الأهم، ما سيمنح الفريق دفعة معنوية كبيرة، ويعيد الزخم إلى مشواره القاري الموسم المقبل.

والمفاجآت لم تتوقف عند قرار لجنة الانضباط، بل استُكملت داخل المستطيل الأخضر، حيث تعرض الهلال لخسارة مفاجئة أمام نادي القادسية بنتيجة أربكت الحسابات، وأعادت الأمل للنصر في خطف بطاقة التأهل في الجولة الأخيرة.

وكان الهلال قد دخل اللقاء وهو يمتلك الأفضلية، لكنه لم يتمكن من فرض أسلوبه أمام خصم منظم ومتحفز، ما جعله يتلقى هدفًا قاتلًا في الشوط الثاني، لتنتهي المباراة وسط ذهول جماهيره، الهزيمة وضعت الهلال في موقف حرج، إذ بات مطالبًا بتحقيق الفوز في الجولة الختامية دون غيره، لتأمين بطاقة التأهل وضمان عدم خروج الموسم صفر اليدين بعد أن كان في وضع مريح منذ أسابيع.

والقرار الأخير أثار موجة من الجدل الواسع في الوسط الرياضي السعودي، ما بين مؤيد اعتبر أن القوانين يجب أن تُطبّق بحزم حتى لو جاءت متأخرة، ومعارض يرى أن التوقيت الحرج للقرار قد يفتح بابًا للتأويلات، خاصة أنه صدر قبل الجولة الأخيرة من الموسم، ما يضع لجنة الانضباط تحت ضغط جماهيري وإعلامي كبير.

وانتشرت التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما بين غاضبة من تأخر القرار وتأثيره الكبير على مراكز الفرق، وأخرى أشادت بصرامة اللجنة في فرض الانضباط حتى في المراحل الحاسمة من البطولة.

ويُذكر أن لوائح الاحتراف السعودية تنص على ضرورة تسجيل جميع اللاعبين بشكل نظامي قبل مشاركتهم في أي مباراة رسمية، كما تشدد اللائحة على مسؤولية النادي في التأكد من أهلية لاعبيه، ويُعد الإخلال بهذا الشرط سببًا كافيًا لخسارة النقاط لصالح الخصم في حال الاعتراض.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتغير فيها مصير الفرق بسبب قرارات إدارية أو قانونية، لكنها تظل من المرات القليلة التي يقع فيها الحدث قبل جولة واحدة فقط من نهاية الدوري، ما يُكسب القرار أهمية استثنائية ويجعله محط أنظار كافة المهتمين بالشأن الرياضي.

وبينما تستعد الأندية لخوض آخر جولات الدوري، يبقى الترقب سيد الموقف، خصوصًا في ظل تقارب النقاط بين الكبار، وتعقّد حسابات التأهل إلى البطولات الخارجية، فضلًا عن حسم مراكز الهبوط الأخرى التي لم تُفصل بعد بشكل رسمي.

ويُنتظر أن تكون الجولة الختامية واحدة من أكثر الجولات إثارة في تاريخ دوري روشن، وسط توقعات بمتابعة جماهيرية واسعة، سواء في الملاعب أو عبر الشاشات، لمتابعة مصير الفرق الكبيرة، وحسم الألقاب، وحجز المقاعد الخارجية.