في خطوة متوقعة بعد موسم لم يخلُ من التحديات، قرر المهاجم المصري محمد شريف إنهاء رحلته الاحترافية مع نادي الخليج السعودي، وسط أنباء تفيد بدراسة جدية من اللاعب للعودة إلى الدوري المصري الممتاز خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه سوق الانتقالات تحركات نشطة، خاصة على صعيد اللاعبين المصريين المحترفين في الدوريات الخليجية، الذين يبحث عدد منهم عن استقرار فني أكبر وتجربة تناسب تطلعاتهم سواء من حيث المشاركة أو التأثير في نتائج فرقهم.

محمد شريف، الذي انضم إلى الخليج في صيف العام الماضي قادمًا من النادي الأهلي المصري، لم يُقدّم المستوى المأمول منه بالشكل المنتظم في الدوري السعودي، رغم بدايته القوية مع الفريق في أولى الجولات، وقد عانى شريف من تذبذب في الأداء والظهور، إلى جانب بعض الإصابات البسيطة التي أثّرت على جاهزيته البدنية في مراحل حاسمة من الموسم، وهو ما انعكس على حصيلته التهديفية وعلى مردوده الفني بشكل عام.

وبحسب مصادر مقربة من اللاعب، فإن شريف لم يكن راضيًا تمامًا عن تجربة الاحتراف في الخليج، رغم تقديره لإدارة النادي وجماهيره، إلا أن البيئة الفنية العامة لم تكن محفّزة بما يكفي للاستمرار، في ظل محدودية الفرص الحقيقية لإبراز إمكاناته، وغياب الاستقرار في التشكيلة الأساسية للفريق، وقد فضل اللاعب إنهاء التعاقد بالتراضي، مع رغبة مشتركة بينه وبين إدارة الخليج في إتاحة الفرصة لكل طرف لبدء فصل جديد في مسيرته الرياضية.

ويأتي رحيل شريف في وقت تستعد فيه أندية الدوري المصري لإعادة هيكلة صفوفها استعدادًا للموسم الجديد، وسط اهتمام متزايد باستعادة العناصر المحترفة التي اكتسبت خبرات دولية، ويمكنها أن تشكّل إضافة قوية من حيث الأداء والقيادة داخل الملعب، ومن المنتظر أن يتلقى اللاعب خلال الأيام القليلة المقبلة عدة عروض من أندية محلية بارزة، على رأسها فرق سبق له أن تألق أمامها أو ارتبط اسمها به قبل احترافه، في ظل رغبة واضحة لدى بعضها في تعزيز الخط الأمامي بخيارات هجومية ذات خبرة وثقل.

وكان شريف قد قدم واحدة من أبرز فتراته مع الأهلي المصري، حيث تألق في موسمي 2020 و2021، وسجّل أهدافًا حاسمة ساهمت في تتويج الفريق ببطولات محلية وقارية، من بينها دوري أبطال إفريقيا، كما نال إشادة جماهيرية وإعلامية واسعة لما يمتلكه من سرعة، وتحركات ذكية داخل منطقة الجزاء، وحس تهديفي جعله في فترة ما أحد أبرز مهاجمي الدوري المصري، وبناء على هذه الخلفية، يُتوقع أن يكون اللاعب هدفًا مرغوبًا من عدة أندية ترغب في تدعيم صفوفها استعدادًا لموسم مزدحم بالبطولات والاستحقاقات.

من جهته، لم يصدر عن اللاعب أي تصريح رسمي حتى اللحظة بشأن وجهته القادمة، إلا أن مقربين منه أكدوا أنه يُفضل العودة إلى أجواء المنافسة في الدوري المصري، حيث يشعر براحة نفسية أكبر، ويرى أن عودته في هذا التوقيت ستمنحه فرصة لإعادة اكتشاف نفسه، وربما استعادة مكانته في صفوف المنتخب الوطني إذا استمر في تقديم أداء قوي وثابت، ومن المعروف أن المدرب الوطني روي فيتوريا يتابع اللاعبين المحترفين والمحليين عن كثب، وقد ألمح في أكثر من مناسبة إلى أن الأبواب لا تزال مفتوحة لكل من يثبت جدارته.

أما على صعيد نادي الخليج، فقد شكرت الإدارة اللاعب على ما قدمه خلال فترة تواجده، وأشارت في بيان مقتضب إلى أن الانفصال تم بطريقة ودية تعكس الاحترافية والاحترام المتبادل، ويبدو أن النادي السعودي يسعى هو الآخر لإجراء تغييرات في قائمته تحضيرًا للموسم المقبل، بما في ذلك دراسة التعاقد مع مهاجم أجنبي بديل يمتلك خصائص فنية مختلفة تتماشى مع أسلوب المدرب الجديد الذي لم يُعلن عنه رسميًا بعد.

وتبقى الأيام القادمة كفيلة بكشف تفاصيل وجهة شريف الجديدة، وسط ترقب من جماهير الكرة المصرية، خاصة جماهير الأهلي، التي لا تزال تحتفظ للاعب بمكانة خاصة نظرًا لما قدّمه للفريق خلال فترة تألقه، وقد تكون العودة للدوري المحلي بداية لمرحلة جديدة في مسيرته، تُعيد إليه بريقه وتضعه مجددًا في دائرة الضوء، بعد تجربة لم تدم طويلًا في ملاعب الخليج لكنها أضافت له خبرات متنوعة ستنعكس على أدائه في قادم المحطات.