اختتم مؤشر سوق الأسهم السعودية الرئيس تعاملاته اليوم بارتفاع ملحوظ، حيث أغلق على مكاسب بلغت 76.18 نقطة، ليصل إلى مستوى 11075.96 نقطة، وسط تداولات نشطة وملحوظة بلغت قيمتها الإجمالية نحو 4.3 مليارات ريال سعودي، ويعكس هذا الأداء الإيجابي حالة من التفاؤل النسبي لدى المستثمرين والمتعاملين في السوق، وذلك في ظل التوازن بين عمليات الشراء والبيع، وعودة النشاط النسبي إلى بعض القطاعات الرئيسية والمؤثرة في حركة السوق.

وبحسب ما ورد في النشرة الاقتصادية اليومية الصادرة عن وكالة الأنباء السعودية، فقد بلغت كمية الأسهم المتداولة في السوق الرئيسة نحو 202 مليون سهم، جرت من خلالها عمليات بيع وشراء على مجموعة كبيرة من الشركات المدرجة، وقد شهدت تعاملات اليوم تفاوتًا في أداء الشركات، حيث ارتفعت أسهم 70 شركة من بين الشركات المدرجة، في حين أغلقت أسهم 171 شركة أخرى على تراجع، في إشارة إلى حالة من التباين في التقييمات من قبل المستثمرين وفقًا لمؤشرات الأداء والنتائج الفصلية والآفاق المستقبلية لتلك الشركات.

ومن أبرز الشركات التي سجلت ارتفاعات في قيم أسهمها خلال جلسة اليوم، برزت كل من شركة "أكوا باور"، التي تواصل تعزيز مكانتها في قطاع الطاقة المتجددة والمشاريع الكبرى، إضافة إلى "أسترا الصناعية"، و"المجموعة السعودية"، و"دار الأركان"، و"جمجوم فارما"، حيث شهدت هذه الشركات تفاعلًا إيجابيًا من المستثمرين ربما بناءً على إعلانات نتائج أو تطورات استراتيجية أسهمت في تعزيز الثقة في مستقبلها المالي والتشغيلي.

في المقابل، سجّلت أسهم شركات أخرى تراجعًا خلال الجلسة، أبرزها "رؤوم"، و"جبل عمر"، و"زجاج"، و"سهل"، و"معدنية"، وهي شركات واجهت ضغطًا بيعيًا، ما أدى إلى انخفاض أسعارها بنسب تراوحت ما بين 4.31% وصولًا إلى 9.96%، هذا التباين في الأداء بين الأسهم المرتفعة والمنخفضة يعكس سلوك المستثمرين الذي يتأثر بعوامل متعددة، منها المؤشرات المالية والاقتصادية، وتوقعات الأداء المستقبلي، وأحيانًا المضاربات قصيرة الأجل.

أما من حيث النشاط في حجم التداول، فقد جاءت أسهم شركات "أمريكانا"، و"شمس"، و"باتك"، و"الباحة"، و"أرامكو السعودية" في مقدمة الأسهم الأكثر تداولًا من حيث الكمية، ويشير هذا إلى أن هذه الشركات تحظى باهتمام خاص من المتداولين، سواء بسبب أخبار جوهرية تخص أعمالها أو نتيجة لحركات تداول نشطة يقودها الأفراد والمؤسسات.

في جانب آخر، تصدّرت أسهم شركات "الراجحي"، و"أكوا باور"، و"أرامكو السعودية"، و"الإنماء"، و"الأهلي" قائمة الأسهم الأكثر نشاطًا من حيث قيمة التداول، مما يبرز قوة الزخم الاستثماري لدى هذه الشركات الكبرى التي تشكل جزءًا مهمًا من تركيبة المؤشر العام، وتتمتع بثقة واسعة من المستثمرين بسبب رسوخها المالي وارتباطها الوثيق بقطاعات استراتيجية حيوية مثل الطاقة، والمصارف، والخدمات المالية.

على صعيد آخر، أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية الموازية "نمو" تعاملاته اليوم على تراجع ملموس، حيث خسر 237.23 نقطة، لينهي الجلسة عند مستوى 26780.54 نقطة، وقد بلغت قيمة التداولات في السوق الموازية نحو 39 مليون ريال، في حين تجاوزت كمية الأسهم المتداولة حاجز مليوني سهم. ويُظهر هذا التراجع في "نمو" حالة من الترقب لدى المتداولين في السوق الموازية، التي تتميز بطبيعة مختلفة من حيث الشركات الصغيرة والمتوسطة والتقييمات المرتبطة بمشاريع النمو والتوسع.

وتجدر الإشارة إلى أن السوق الموازية "نمو" تُعد منصة مهمة تدعم الشركات الناشئة وتمنحها فرصة للولوج إلى التمويل عبر الأسواق المالية، وقد شهدت في السنوات الأخيرة تطورًا في بنيتها التشريعية والتنظيمية ضمن إطار الجهود الحكومية لدعم ريادة الأعمال والاقتصاد المعرفي.

ويواصل سوق الأسهم السعودية أداءه في ظل ترقب المستثمرين للتطورات الاقتصادية العالمية والمحلية، بما في ذلك توجهات أسعار النفط، ومستجدات السياسة النقدية، والمؤشرات الاقتصادية المتعلقة بالتضخم ومعدلات الفائدة، كما يُنتظر أن تعلن بعض الشركات المدرجة قريبًا عن نتائجها المالية للربع الثاني من العام، وهو ما قد يسهم في إعادة رسم توجهات المستثمرين وتحريك السيولة نحو أسهم محددة.

وفي ضوء هذه التطورات، يبقى التركيز حاليًا على تحليل الأساسيات المالية للشركات، إضافة إلى رصد تحركات السيولة واتجاهات المستثمرين الأجانب والمحليين، خاصة مع اقتراب منتصف العام وبدء موسم الإفصاحات المالية، الذي عادة ما ينعكس بوضوح على توجهات السوق والمؤشرات القطاعية.

وفي هذا السياق، يُوصى المستثمرون بالاطلاع المستمر على بيانات الشركات وتقارير السوق، مع اتخاذ قراراتهم الاستثمارية بناءً على التحليل الفني والأساسي، بما يعزز من فرص الاستفادة من التذبذبات السعرية ويحد من المخاطر المرتبطة بالتقلبات المفاجئة.