أعلنت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة في المملكة العربية السعودية، عن تعرض منطقة تبوك اليوم لرياح نشطة تصل سرعتها إلى 49 كيلومترًا في الساعة، ما يُتوقع أن يؤدي إلى تدنٍ في مدى الرؤية الأفقية، خاصة على الطرق السريعة والمناطق المفتوحة، وتأتي هذه الحالة الجوية ضمن سلسلة من التقلبات المناخية التي تشهدها بعض مناطق المملكة في هذا الوقت من العام، حيث تتسم الأجواء باضطرابات هوائية مؤقتة ناتجة عن تأثير منخفضات سطحية وتيارات هوائية علوية باردة.
وأوضحت الأرصاد أن الرياح المثارة ستكون محمّلة بالغبار، ما يجعلها عاملًا مؤثرًا على السلامة العامة، لا سيما لسائقي المركبات والمرضى المصابين بأمراض تنفسية مثل الربو والحساسية، ودعت الهيئة إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة في هذه الظروف، واتباع الإرشادات الصادرة عن الجهات المعنية، مع التأكيد على أهمية البقاء في الأماكن المغلقة قدر الإمكان خلال ذروة نشاط الرياح.
وأشار التقرير الصادر عن مركز التحاليل والتوقعات في الهيئة إلى أن الرياح النشطة بدأت بالتأثير التدريجي على أجواء مدينة تبوك وضواحيها منذ ساعات الصباح الأولى، مترافقة مع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة نسبياً، الأمر الذي ساعد على تعزيز نشاط الكتلة الهوائية الباردة وتحركها جنوبًا وغربًا باتجاه سواحل البحر الأحمر، وقد تم رصد تطوّر سريع لحركة الرياح وتزايد سرعتها في بعض المواقع، وهو ما قد يستمر لعدة ساعات قادمة قبل أن تبدأ الحالة في التراجع التدريجي.
ويُرجَّح أن تمتد آثار هذه الرياح إلى عدد من المراكز المجاورة لتبوك، مثل حقل، وضباء، وتيماء، حيث من المحتمل أن تشهد هذه المناطق موجات غبار متفاوتة الكثافة بحسب طبيعة التضاريس وسرعة الرياح المحلية، وقد دعت إدارة الأرصاد مستخدمي الطرق السريعة إلى ضرورة التوقف عن القيادة في حال انعدام أو انخفاض مدى الرؤية، والانتظار حتى تحسن الأحوال الجوية، تفاديًا للحوادث التي قد تنتج عن العوامل الجوية المفاجئة.
وتأتي هذه التحذيرات في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها هيئة الأرصاد للتنبؤ المبكر بالتقلبات الجوية، من خلال تقارير يومية تصدرها لمختلف المناطق، إلى جانب التنسيق المستمر مع الجهات الأمنية والدفاع المدني لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة عند الحاجة، كما أشادت الهيئة بالتفاعل المتزايد من المواطنين والمقيمين في تتبع المستجدات المناخية عبر التطبيقات الرسمية ومواقع التواصل التابعة لها، مؤكدة أن الوعي المجتمعي يمثل أحد الخطوط الدفاعية الأساسية في الحد من مخاطر الظواهر الطبيعية.
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي لهيئة الأرصاد أن الحالة الحالية تعتبر ضمن المعدلات الموسمية المتوقعة، إلا أن سرعتها قد تؤدي إلى بعض الآثار الملموسة على الأنشطة اليومية، مشددًا على أن الهيئة تتابع تطورات الطقس على مدار الساعة، وستصدر تنبيهات جديدة حال حدوث أي تغييرات جوهرية على حركة الرياح أو تطور الحالة إلى ما هو أكثر من مجرد نشاط رياح سطحية، كما أشار إلى أن هذه الظواهر، رغم كونها قصيرة الأمد، قد تشكّل خطرًا في بعض الظروف، خصوصًا في المناطق الصحراوية المكشوفة.
ويُتوقع أن تتراجع سرعة الرياح تدريجيًا مع حلول ساعات المساء، مع بقاء الأجواء مائلة للبرودة في بعض أجزاء المنطقة، خاصة في المناطق الشمالية والشمالية الغربية، ومن المرجّح أن تستقر الحالة الجوية خلال اليومين المقبلين، وفق ما ورد في التوقعات الأولية الصادرة عن النماذج العددية الخاصة بمركز التنبؤات التابع للهيئة، إلا أن المتحدث حث على المتابعة المستمرة للنشرات الرسمية، حيث قد تطرأ متغيرات مفاجئة تستدعي إصدار تنبيهات إضافية.
وتزامنًا مع هذه التطورات، رفعت بعض إدارات التعليم في المنطقة حالة الجاهزية تحسّبًا لأي تأثيرات قد تطال العملية التعليمية، خصوصًا في المدارس الواقعة على أطراف المدينة أو في القرى التي قد تتأثر بشكل أكبر بالغبار، في حين أوضحت إدارة تعليم تبوك أنها تتابع الموقف مع الجهات المختصة وستتخذ القرارات المناسبة بما يحفظ سلامة الطلاب والكوادر التعليمية، وفي الوقت ذاته، تعمل الجهات الصحية في المنطقة على تعزيز التوعية الوقائية للمراجعين، وتوفير الإرشادات الطبية المناسبة للتعامل مع الظروف المتربة، خاصة للمصابين بأمراض تنفسية مزمنة.
الجدير بالذكر أن تبوك تُعد من المناطق التي تشهد بين الحين والآخر حالات جوية نشطة، نتيجة موقعها الجغرافي وتأثرها المباشر بالمنخفضات القادمة من شرق المتوسط، ما يجعل المتابعة الدقيقة لأحوال الطقس أمرًا بالغ الأهمية لسكان المنطقة، وفي ضوء ذلك، تُواصل هيئة الأرصاد تطوير آليات الرصد والتنبؤ بما يواكب التغيرات المناخية المتسارعة، ويعزّز من قدرة الجهات المختصة على الاستجابة الفورية لأي طارئ.