دخلت إدارة النادي الأهلي السعودي في مفاوضات جدية بشأن مستقبل لاعبها الإسباني غابري فيغا، وذلك بعد تلقيها عروضًا من أندية أوروبية تسعى للتعاقد معه خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. ووفقًا لمصادر مطلعة، فقد حددت إدارة الأهلي مبلغ 23 مليون يورو كقيمة مالية للتخلي عن خدمات اللاعب، الذي انضم إلى الفريق في صيف 2023 قادمًا من نادي سيلتا فيغو الإسباني.

وتأتي هذه الخطوة في ظل اهتمام أوروبي متزايد بفيغا، بعد المستويات الفنية المميزة التي قدّمها خلال الموسم المنصرم في دوري روشن السعودي، حيث كان أحد أبرز الأسماء في صفوف "الراقي"، وساهم في عدة انتصارات حاسمة، إضافة إلى حضوره اللافت في صناعة اللعب والتمريرات الحاسمة، ويُعد اللاعب من أبرز المواهب الصاعدة في الكرة الإسبانية، وقد خطف الأنظار منذ انتقاله إلى الدوري السعودي بصفقة وُصفت حينها بالمفاجئة.

وتسعى الإدارة الأهلاوية إلى تحقيق استفادة مالية من بيع اللاعب إذا ما قررت التفريط فيه، خصوصًا في ظل العروض المغرية التي بدأت تصل من أندية في الدوري الإسباني والإنجليزي، وترى الإدارة أن مبلغ 23 مليون يورو يُعد مناسبًا لقيمة اللاعب السوقية الحالية، خاصة أنه لا يزال في سن صغيرة ويتمتع بإمكانات فنية عالية تجعله هدفًا للعديد من الفرق الأوروبية التي تبحث عن لاعبين شبان بمستقبل واعد.

من جانبها، لم تصدر عن إدارة النادي أي تأكيدات رسمية حتى الآن بشأن الموافقة على رحيل اللاعب، لكنها لم تُغلق باب التفاوض، ما يُشير إلى مرونة في التعامل مع الملف وفقًا لما تقتضيه مصلحة النادي، ويبدو أن الأهلي لن يفرّط في اللاعب إلا في حال تحققت الشروط المالية التي وضعها مسبقًا، والتي تشمل ليس فقط المبلغ المطلوب، وإنما أيضًا بعض الامتيازات المتعلقة بآليات الدفع والمكافآت الإضافية.

وكان غابري فيغا قد انتقل إلى الأهلي بعقد طويل الأمد يمتد حتى عام 2026، في صفقة قدرت حينها بنحو 30 مليون يورو، وهي إحدى أبرز الصفقات التي عقدتها الأندية السعودية ضمن مشروع استقطاب النجوم العالميين، وجاءت الصفقة بدعم مباشر من صندوق الاستثمارات العامة، في إطار خطة شاملة تهدف إلى رفع مستوى التنافسية في الدوري المحلي وزيادة جاذبيته على المستويين الإقليمي والدولي.

ورغم أن اللاعب لم يقضِ وقتًا طويلاً في صفوف الأهلي، إلا أنه تمكن من ترك بصمة واضحة، سواء على المستوى الفردي أو من حيث انسجامه مع المنظومة الفنية للفريق، وشكّلت تحركاته في وسط الميدان عنصر توازن مهم، كما ساهم في تحسين جودة الاستحواذ والتمرير، الأمر الذي جعل الجماهير تتعلق به سريعًا، وترى فيه مشروع نجم يمكن البناء عليه للمستقبل.

وفي المقابل، تُدرك إدارة الأهلي أن الحفاظ على النجوم في ظل الإغراءات الأوروبية ليس مهمة سهلة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بلاعب يملك طموحات التواجد في صفوف المنتخب الإسباني الأول، وهو ما يتطلب منه العودة إلى المنافسات الأوروبية الكبرى، وتُشير التحليلات إلى أن بيع فيغا بسعر مجزٍ قد يمنح الأهلي فرصة إعادة استثمار المبلغ في صفقات جديدة تُعزّز من قوة الفريق وتدعم مشروعه التنافسي.

ومع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية، من المنتظر أن تتكثف العروض الرسمية بشأن فيغا خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما سيضع إدارة الأهلي أمام اختبار حقيقي بين خيارين: التمسك باللاعب طمعًا في تطوير مشروع رياضي طويل الأمد، أو بيعه والاستفادة من قيمته السوقية قبل أي انخفاض محتمل، وحتى تتضح الصورة، يبقى مستقبل اللاعب مفتوحًا على كل الاحتمالات.