تتجه أنظار إدارة نادي التعاون إلى التقرير الفني المرتقب الذي سيقدمه المدرب السعودي، عبد الله العبدلي، خلال الأيام المقبلة، والذي سيحسم العديد من الملفات المتعلقة بمستقبل الفريق في الموسم الجديد، وعلى رأسها مصير عدد من اللاعبين المحليين والأجانب، ويأتي ذلك في أعقاب انتهاء موسم متقلب للفريق القصيمي، شهد تذبذبًا في النتائج، ما دفع الإدارة إلى التريث قبل اتخاذ أي قرارات حاسمة بشأن الصفقات أو التجديدات، بانتظار رؤية المدرب الفنية الكاملة.
العبدلي، الذي تسلم دفة القيادة في مرحلة حرجة من الموسم المنصرم، استطاع تحقيق توازن نسبي في أداء الفريق، وقاد التعاون إلى إنهاء الموسم في مركز متوسط بجدول ترتيب دوري روشن، إلا أن طموحات الإدارة تتجه نحو بناء فريق أكثر استقرارًا وتماسكًا، قادر على المنافسة على مراكز متقدمة، وربما الظفر بمقعد مؤهل للمشاركة الآسيوية، ومن هذا المنطلق، يُعد التقرير الفني المنتظر عنصرًا محوريًا في رسم خارطة طريق التعاون للموسم الجديد.
ويُنتظر أن يتناول تقرير العبدلي تقييمًا شاملًا لأداء الفريق في الجولات الماضية، متضمنًا تحليلاً دقيقًا لمستوى كل لاعب على حدة، ومدى ملاءمته للتوجه الفني القادم، كما يتوقع أن يوصي التقرير بالاحتياجات الفنية على مستوى المراكز، سواء في خط الدفاع أو الوسط أو الهجوم، بالإضافة إلى التعديلات المقترحة على الجهاز الفني المساعد، تحضيرًا لفترة الإعداد الصيفية التي تنطلق خلال أسابيع قليلة.
في سياق متصل، تأكد رسميًا رحيل اللاعب الدولي هتان باهبري عن صفوف التعاون، بعد انتهاء عقده مع النادي وعدم توصّل الطرفين إلى اتفاق بشأن التجديد، ويعد باهبري من الأسماء اللامعة في الكرة السعودية خلال السنوات الأخيرة، إذ خاض تجارب مع أندية كبرى كالهلال والشباب، وشارك دوليًا مع المنتخب الوطني في عدة بطولات قارية وعالمية، لكن تجربته مع التعاون لم تحقق الطموحات المرجوة، رغم بدايته الجيدة مع الفريق عند انضمامه.
وأشارت مصادر قريبة من إدارة التعاون إلى أن قرار عدم التجديد مع باهبري جاء بناءً على رؤية مشتركة، حيث يسعى اللاعب لخوض تجربة جديدة، في وقت يفضّل فيه النادي إعادة هيكلة بعض المراكز بدماء جديدة، ويُتوقع أن يفتح رحيل باهبري الباب أمام التعاقد مع جناح هجومي بديل، يمتاز بالسرعة والقدرة على صناعة الفارق في الثلث الأخير من الملعب، بما يتناسب مع خطة العبدلي في تطوير الشكل الهجومي للفريق.
رحيل باهبري يمثل خطوة ضمن سلسلة تحركات منتظرة في سوق الانتقالات الصيفية للتعاون، حيث بات من المؤكد أن النادي سيُجري عدة تغييرات على قائمته، سواء على صعيد الأجانب أو المحليين، وتشير التوقعات إلى إمكانية الاستغناء عن بعض الأسماء التي لم تُقدّم الإضافة المطلوبة، فيما يجري التنسيق حاليًا مع وكلاء اللاعبين لترشيح بدلاء يتمتعون بالخبرة والجاهزية الفنية.
ويُنتظر أن يشهد التعاون تغييرات أيضًا في الجهاز الطبي والإداري، ضمن خطة لتجديد الدماء في كافة مفاصل الفريق، بما يواكب طموحات الإدارة التي وضعت هدفًا واضحًا يتمثل في المنافسة الجادة خلال الموسم المقبل، وتقديم مستوى أكثر ثباتًا بعيدًا عن التقلبات التي أثّرت سلبًا على نتائج الفريق هذا الموسم، كما تسعى الإدارة إلى توفير بيئة عمل احترافية للمدرب العبدلي، تمكّنه من تنفيذ رؤيته دون معوّقات.
من جهة أخرى، بدأ الفريق إجازته السنوية بعد انتهاء الدوري، فيما سيعود اللاعبون إلى التدريبات في المعسكر التحضيري المقرر إقامته في إحدى الدول الأوروبية، حيث يتضمن البرنامج الإعدادي خوض عدد من المواجهات الودية، بهدف رفع المعدل اللياقي، والانسجام التكتيكي بين العناصر الجديدة والقديمة، وتُراهن إدارة النادي على نجاح المعسكر في تجهيز الفريق بدنيًا وفنيًا بالشكل الأمثل.
ويعوّل التعاون كثيرًا على استقرار الجهاز الفني بقيادة العبدلي، وهو ما عكسه قرار التمديد له بعد نهاية الموسم، رغم العروض التي وصلته من أندية أخرى، وتؤمن الإدارة بأن منح المدرب السعودي فرصة كاملة للبناء من البداية قد يكون مفتاحًا لنجاح طويل الأمد، في ظل ما أظهره من انضباط وتحكّم في مجريات المباريات، بالإضافة إلى قدرته على التعامل مع الظروف الصعبة التي واجهت الفريق سابقًا.
ويُنتظر أن تحمل الأيام القادمة قرارات مهمة تحدد معالم الموسم الجديد للتعاون، إذ سيتضح من خلال التقرير الفني ما إذا كانت الإدارة ستتجه إلى التغيير الجذري، أم الاكتفاء بإصلاحات جزئية، وفي الحالتين، يبقى الهدف الرئيسي هو تقديم نسخة أقوى للفريق، ترضي تطلعات جماهيره، وتعيده إلى موقعه الطبيعي كمنافس شرس في دوري روشن.
