أثار غياب المدافع الدولي علي البليهي عن عمليات الإحماء مع فريقه الهلال قبل انطلاق مباراة الفريق أمام القادسية في الجولة الأخيرة من دوري روشن السعودي تساؤلات عديدة في الأوساط الرياضية، خصوصًا مع أهمية اللقاء في ختام موسم طويل شهد تنافسًا شرسًا على المراكز المتقدمة، وأبدى عدد كبير من المتابعين والجماهير دهشتهم من غياب البليهي عن الظهور مع زملائه خلال التسخينات الأولية على أرضية الملعب، ما فتح باب التكهنات بشأن حالته البدنية أو وجود قرار فني مفاجئ باستبعاده من التشكيل الأساسي.
إلا أن مصادر مطلعة من داخل نادي الهلال كشفت لاحقًا عن السبب الحقيقي وراء غياب البليهي عن الإحماء، موضحة أن اللاعب تعرّض إلى وعكة صحية خفيفة قبيل بداية المباراة، اضطر على إثرها للبقاء في غرفة الملابس تحت إشراف الجهاز الطبي للفريق، دون أن يكون هناك أي قرار تأديبي أو فني يتعلق بعدم مشاركته في التحضيرات الميدانية، وأكدت المصادر أن الحالة الصحية للبليهي لم تكن مقلقة، لكنها كانت كافية لتأجيل نزوله إلى الملعب حتى وضوح حالته بشكل نهائي.
وأشارت التقارير الطبية المبدئية إلى أن اللاعب شعر بإجهاد عام ودوار بسيط قبل انطلاق عمليات الإحماء، ما دفع الجهاز الطبي إلى منحه راحة مؤقتة ومتابعة وضعه عن كثب، في وقت فضّل فيه المدرب البرتغالي جورجي جيسوس عدم المجازفة بإشراكه أساسيًا، تجنّبًا لأي تطور غير محسوب قد يؤثر على مردوده الفني أو يعرضه للإصابة، وتم اتخاذ القرار بالتنسيق الكامل بين الجهاز الفني والطبي، في إطار سعي الهلال للحفاظ على عناصره الأساسية في أتم جاهزية، سواء للمباراة الحالية أو الاستحقاقات القادمة.
يُعد البليهي أحد أبرز الركائز الدفاعية في تشكيلة الهلال، وقدّم هذا الموسم مستويات مميزة جعلته عنصرًا لا غنى عنه في قلب الدفاع، إلى جانب زميله السنغالي كاليدو كوليبالي، كما يتمتع بشخصية قيادية واضحة داخل أرض الملعب، جعلته في كثير من الأحيان مصدر طمأنينة للجماهير الزرقاء، لما يمتلكه من قوة في المواجهات الثنائية، وقدرة على التغطية والمساندة، إلى جانب حضوره البدني اللافت.
وكان متوقعًا أن يبدأ البليهي المباراة أمام القادسية بشكل أساسي، نظرًا لأهميتها في حسم المركز النهائي للفريق في سلم ترتيب الدوري، إضافة إلى رغبته الشخصية في إنهاء الموسم بأداء قوي، يعكس ما قدّمه على مدار الموسم من التزام وانضباط، إلا أن غيابه المفاجئ عن الإحماء ثم التشكيلة الأساسية طرح علامات استفهام، سرعان ما تم توضيحها من خلال المصادر الرسمية بالنادي، لتضع حدًا للشائعات التي بدأت تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي عقب رصد غيابه.
الهلال، من جانبه، تعامل مع الموقف بحرفية عالية، حيث أجرى المدرب تعديلاً سريعًا في الخط الخلفي، ونجح البديل في تقديم مستوى جيد، ما ساهم في استقرار الأداء الدفاعي للفريق خلال المواجهة، ويدل هذا التحرك السريع على مرونة الجهاز الفني وقدرته على التكيف مع المستجدات، خاصة في المواقف الطارئة التي تتطلب تدخلًا فوريًا دون تأثير على النسق العام للفريق.
ومن جهته، حرص البليهي على التواجد في دكة البدلاء لمتابعة اللقاء ومؤازرة زملائه، وهو ما عكس روحه العالية وحرصه على دعم الفريق حتى في حال عدم قدرته على المشاركة، كما طمأن اللاعب جماهير الهلال عقب المباراة، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن حالته الصحية بخير، وأنه سيكون جاهزًا قريبًا للعودة إلى الميدان، مشيدًا في الوقت ذاته بأداء زملائه وروحهم القتالية في اللقاء.
ويمثّل هذا النوع من المواقف درسًا مهمًا لأهمية الجاهزية البدنية والمتابعة الطبية الدقيقة للاعبين، خصوصًا في المراحل الحاسمة من الموسم، ويُشكر الطاقم الطبي للهلال على سرعة التقييم والاستجابة، مما ساهم في تجنّب أي تطورات سلبية كان من الممكن أن تؤثر على سلامة أحد أهم عناصر الفريق الدفاعية.
وتنتظر الهلال تحديات قوية في البطولات القادمة، سواء على المستوى المحلي أو القاري، ما يجعل الحفاظ على اللاعبين في كامل الجاهزية أولوية قصوى، وفي هذا السياق، يُتوقع أن يتم إخضاع البليهي لفحوصات طبية إضافية خلال اليومين المقبلين، للتأكد من زوال العارض الصحي بشكل تام، قبل العودة إلى التدريبات الجماعية بشكل طبيعي، ضمن خطة الإعداد للموسم المقبل.
وبينما تنتهي منافسات الدوري لهذا الموسم، تظل أخبار اللاعبين المؤثرين كالبليهي محط اهتمام الجماهير، التي تطمئن دائمًا لوجود مثل هذه الأسماء في التشكيلة الزرقاء، نظرًا لما يُمثلونه من ثقل فني وروحي داخل الملعب، وقد أظهرت ردة فعل الجماهير الهلالية دعمًا كبيرًا للبليهي، معتبرين أن غيابه المؤقت لا يُقلل أبدًا من قيمته أو تأثيره، بل يزيد من التقدير لجهوده المستمرة منذ مواسم طويلة.