في ليلة رياضية زاخرة بالحماس والفخر الوطني، شرّف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، مساء الجمعة، المباراة النهائية على «كأس خادم الحرمين الشريفين» للموسم الرياضي الحالي، والتي أقيمت على استاد الإنماء في محافظة جدة، بين فريقي الاتحاد والقادسية، وسط حضور جماهيري غفير وأجواء احتفالية تعبّر عن أهمية الحدث ومكانته في قلوب الرياضيين والمواطنين على حد سواء.
ووصل سمو ولي العهد إلى مقر الاستاد وسط ترحيب كبير من الجماهير التي احتشدت لمتابعة هذا العرس الرياضي، وكان في استقباله عدد من المسؤولين في القطاعين الرياضي والحكومي، حيث تجسّد حضوره في اللقاء النهائي أروع صور الدعم الذي تقدمه القيادة الرشيدة للرياضة السعودية بمختلف فئاتها ومستوياتها، وهو ما أسهم في إحداث قفزات نوعية في القطاع الرياضي، من حيث التنافسية والتطوير والبنية التحتية.
المباراة النهائية جمعت فريقين كبيرين هما الاتحاد، صاحب التاريخ العريق والبطولات المتعددة، ونادي القادسية، الذي فاجأ الجميع بمستوى لافت هذا الموسم مكنه من الوصول إلى نهائي أغلى البطولات.
وكان الاتحاد قد تأهل إلى المباراة النهائية بعد فوز مثير على فريق الشباب بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، في مباراة شهدت ندية وتشويقًا حتى اللحظات الأخيرة، فيما حجز القادسية بطاقته إلى النهائي بعد فوزه على الرائد بهدف دون رد، في مباراة عكست التنظيم والانضباط التكتيكي للفريق.
وحظيت المباراة باهتمام إعلامي واسع، داخل المملكة وخارجها، لما تحمله من رمزية وطنية عالية، كونها تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – وهو ما يجعل التتويج بالكأس شرفًا يتطلع إليه كل نادٍ ولاعب ومدرب، كما تعزز من مكانة البطولة كأغلى البطولات في أجندة الكرة السعودية.
ومثّل حضور ولي العهد تتويجًا للجهود المبذولة في تطوير كرة القدم السعودية، ضمن رؤية المملكة 2030، التي وضعت الرياضة في صميم أهدافها الطموحة، ليس فقط بوصفها نشاطًا ترفيهيًا، بل أيضًا باعتبارها قطاعًا اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا يمكن أن يسهم في بناء مجتمع صحي ونشط، ويحقق حضورًا عالميًا للمملكة في الساحات الرياضية الدولية.
وشهدت مدرجات ملعب الإنماء مشهدًا وطنيًا استثنائيًا، حيث تزينت بالأعلام والشعارات التي عبّرت عن الانتماء والفخر، وسط حضور جماهيري لافت من العائلات والشباب، ما يعكس الإقبال الواسع على الفعاليات الرياضية، وحجم الشغف الشعبي بكرة القدم بوصفها الرياضة الأكثر جماهيرية في المملكة.
وتزامنًا مع المباراة النهائية، نظّمت وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم عددًا من الفعاليات المصاحبة والعروض الفنية، التي أضفت أجواء احتفالية راقية على الحدث، وعبّرت عن مستوى التنظيم المتقدم الذي باتت تتميز به البطولات السعودية، والذي جعل من ملاعب المملكة وجهة رياضية إقليمية ودولية.
وتقديرًا للدور الكبير الذي يلعبه سمو ولي العهد في نهضة الرياضة السعودية، فقد عبّرت جماهير الناديين عن شكرها وتقديرها لحضوره الكريم، معتبرة أن هذا الحضور يمثل دعمًا معنويًا كبيرًا للرياضيين وللأندية كافة، ويعزز من روح التنافس الشريف بين الفرق، ويدفع اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم في مثل هذه المناسبات الوطنية الكبرى.
ويؤكد حضور سمو الأمير محمد بن سلمان، في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، التزام القيادة السعودية بدعم القطاع الرياضي، وإيمانه العميق بأن الرياضة تمثل إحدى أدوات بناء القوة الناعمة للمملكة، وتعكس صورة حضارية عن البلاد، تقوم على التميز والطموح والتكامل بين فئات المجتمع.
وبعد نهاية المباراة، أقيم حفل التتويج بحضور سمو ولي العهد، الذي سلّم الكأس والميداليات للفريق الفائز، وسط تصفيق جماهيري حار، ومشهد ختامي زاد من تألق هذه الليلة الرياضية التي ستبقى عالقة في ذاكرة عشاق الكرة السعودية.