في مشهد يعكس الاستعدادات السعودية المتكاملة لاستقبال موسم حج هذا العام، أعلنت المديرية العامة للجوازات أن إجمالي عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة عبر جميع المنافذ الدولية قد تجاوز حاجز 1.3 مليون حاج، وذلك حتى نهاية يوم الجمعة الموافق الثالث من شهر ذي الحجة لعام 1446هـ، ما يمثل مؤشراً واضحاً على عودة الأعداد الكبيرة لحجاج الخارج بعد سنوات من التراجع بسبب الظروف الصحية العالمية.
وكشفت الجوازات أن عدد الحجاج القادمين عبر المنافذ الجوية وحدها بلغ 1,326,323 حاجاً، وهو ما يؤكد على الدور المحوري للمطارات السعودية في عملية الاستقبال، بينما استقبلت المنافذ البرية 65,228 حاجاً، وسجلت المنافذ البحرية دخول 5,093 حاجاً، في دلالة على تنوع وسائل قدوم ضيوف الرحمن وتكامل المنظومة اللوجستية في مختلف المنافذ.
وأكدت المديرية أنها سخّرت كافة إمكاناتها البشرية والتقنية لتسهيل إجراءات دخول الحجاج، حيث جرى دعم جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية بأحدث الأجهزة والتقنيات الحديثة، مع تعزيز الكوادر البشرية المؤهلة للعمل بلغات متعددة، بما يضمن تقديم خدمات سريعة وفعالة للحجاج منذ لحظة وصولهم وحتى إنهاء إجراءاتهم بكل يُسر.
وتأتي هذه الجهود ضمن إطار الخطط الأمنية والتنظيمية التي تعتمدها الجهات المختصة في المملكة سنوياً لضمان انسيابية حركة الحجاج وتوفير بيئة مناسبة لأداء الشعائر، حيث تحرص المؤسسات السعودية على تحسين تجربة الحاج وتقديم خدمات ضيافة تُحاكي أعلى معايير الجودة والاحترافية، بما يعكس رؤية المملكة 2030 في تطوير قطاع الحج والعمرة وتحسين البنية التحتية والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
ويُتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيداً من تدفق الحجاج عبر مختلف المنافذ، وسط إجراءات احترازية ووقائية دقيقة، وخطط تشغيلية مرنة تستجيب لمتغيرات الموسم، بما يضمن سلامة وأمن الحجاج ويُعزز من الصورة الحضارية للمملكة في إدارة أعظم تجمّع ديني سنوي في العالم.