الأمير فيصل بن عبدالرحمن
تعيين الأمير فيصل بن عبدالرحمن رئيسًا للمجلس العربي للسياحة الميسّرة
كتب بواسطة: سعيد الصالح |

في خطوة رائدة تعكس التزام العالم العربي بمبادئ الشمولية وحقوق الإنسان، أعلنت المنظمة العربية للسياحة التابعة لجامعة الدول العربية عن تعيين صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن ناصر بن فرحان آل سعود رئيسًا للمجلس العربي للسياحة الميسّرة، وذلك بموجب القرار رقم (1285/1) الصادر عن معالي رئيس المنظمة الدكتور بندر بن فهد آل فهيد.

ويمثل هذا التعيين محطة مهمة في مسار تفعيل مبادرة "السياحة للجميع"، التي تتبناها المنظمة العربية للسياحة، وتستهدف تعزيز فرص التمكين السياحي لكافة فئات المجتمع، لاسيما الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن، من خلال تطوير بيئات سياحية مرنة وميسّرة، تراعي معايير الوصول الشامل وتكفل الكرامة الإنسانية.

ويحمل الأمير فيصل بن عبدالرحمن في سجله خبرة كبيرة وإسهامات مميزة في مجالات العمل التنموي والاجتماعي والإنساني، ما يجعله الشخصية المثالية لقيادة هذا المجلس الذي يُعنى بتعزيز بعد إنساني بالغ الأهمية في السياسات السياحية الإقليمية.

ومن المنتظر أن يشهد ملف "السياحة الميسّرة" قفزة نوعية بقيادة سموه، تُسهم في إحداث تحوّل ملموس على مستوى جاهزية الدول العربية لاستقبال السياح من جميع الفئات دون استثناء.

وتؤكد هذه الخطوة التزام المنظمة العربية للسياحة بنهج جامعة الدول العربية الرامي إلى تحقيق التنمية السياحية المستدامة، من خلال تعزيز العدالة في الوصول إلى الخدمات السياحية، بما يدعم رؤية شاملة تستوعب احتياجات الفئات ذات الإعاقة، وتدمجهم في النسيج الاجتماعي والاقتصادي للدول العربية.

وبحسب بيان المنظمة، فإن تعيين سمو الأمير يعكس رؤية مستقبلية تؤمن بقدرة السياحة على أن تكون أداة لتمكين الأفراد، وتغيير المفاهيم النمطية حول الإعاقة والتقدم في السن، مشيرة إلى أن السياحة الميسّرة لم تعد خيارًا، بل أصبحت ضرورة تمليها القيم الإنسانية والالتزامات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.

ويُتوقع أن يباشر الأمير فيصل بن عبدالرحمن مهامه بإطلاق مجموعة من المبادرات النوعية التي تُعزز من جاهزية الوجهات السياحية العربية من الناحية الهيكلية والبشرية، مثل تهيئة المرافق والبنية التحتية لتكون صديقة لذوي الإعاقة، وتدريب العاملين في قطاع السياحة على مبادئ التفاعل الإنساني الشامل، بالإضافة إلى دعم المشاريع الريادية التي تعنى بتقديم خدمات مبتكرة في مجال السياحة الميسّرة.

وتحظى هذه الخطوة بإشادة واسعة من مختلف الأطراف ذات العلاقة، لما لها من أثر مباشر على تحسين نوعية الحياة ورفع معدلات مشاركة فئات المجتمع كافة في الأنشطة السياحية والثقافية والترفيهية، كما يُتوقع أن تُسهم في تعزيز مكانة السياحة العربية كمقصد شامل وآمن وراهن لملايين السياح من مختلف الخلفيات والاحتياجات.

كما يأتي هذا القرار انسجامًا مع التوجهات الدولية التي تقودها منظمة السياحة العالمية، والتي تؤكد على أهمية تطوير سياسات واستراتيجيات تضع "الوصول الشامل" ضمن أولويات التنمية السياحية، باعتباره معيارًا لنجاح الوجهات السياحية حول العالم.

ومن شأن تأسيس المجلس العربي للسياحة الميسّرة أن يوفّر منصة إقليمية لتبادل الخبرات والتجارب بين الدول الأعضاء، وتنسيق الجهود لإدماج هذه الفئة من السياح في المخططات الوطنية، وضمان التفاعل مع التزامات التنمية المستدامة وأهداف رؤية 2030 للدول العربية.

وبهذه الخطوة، ترسّخ المنظمة العربية للسياحة مكانتها كجهة رائدة في الدفع نحو تطوير سياسات سياحية أكثر عدالة وإنسانية، واضعة الإنسان، بكل ظروفه واحتياجاته، في قلب الرؤية التنموية.

كما تُبرز المملكة العربية السعودية مرة أخرى دورها الريادي في احتضان المبادرات النوعية التي تستهدف بناء مستقبل أكثر شمولًا وتكافؤًا للجميع.