"وقاء" تفحص مليون رأس ماشية لضمان سلامة الأضاحي
كتب بواسطة: سعد احمد |

أعلنت هيئة الوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها "وقاء" عن فحص أكثر من مليون رأس من الماشية منذ بدء استعدادات موسم الحج لهذا العام، ضمن جهودها الرقابية والوقائية التي تهدف إلى ضمان سلامة الإمدادات الحيوانية المخصصة لحجاج بيت الله الحرام، وتأتي هذه الإجراءات ضمن منظومة وطنية متكاملة تسعى إلى تأمين خدمات غذائية وبيطرية آمنة وموثوقة في واحدة من أكبر التجمعات البشرية في العالم.

وأكدت الهيئة أن أعمال الفحص البيطري بدأت منذ وقت مبكر، وشملت الماشية المستوردة من عدة دول معتمدة، إضافة إلى قطعان محلية جرى إعدادها في المحاجر البيطرية المعتمدة، وقد نُفذت هذه العمليات بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لضمان تحقيق أعلى المعايير الصحية، سواء من حيث الكشف الظاهري أو الفحوص المخبرية، وذلك للتأكد من خلو الحيوانات من أي أمراض أو أوبئة معدية قد تهدد صحة الإنسان أو الثروة الحيوانية.

ويُعد هذا العدد الكبير من الفحوصات غير مسبوق في تاريخ موسم الحج، ويعكس استعداد "وقاء" لموسم استثنائي من حيث التنظيم والمخاطر المحتملة، ويؤكد المختصون أن هذه الإجراءات ليست فقط روتينية أو احترازية، بل تتبع بروتوكولات علمية دقيقة تم تحديثها بناءً على دراسات وبائية موسمية، تأخذ في الاعتبار متغيرات الطقس وتدفقات الحجاج والتغيرات العالمية في خارطة الأمراض الحيوانية.

وتعمل الفرق البيطرية التابعة للهيئة على مدار الساعة داخل المحاجر والمنافذ الحدودية والمواقع المخصصة للأضاحي في المشاعر المقدسة، حيث يتم الإشراف على دخول الماشية، وتطبيق إجراءات الحجر البيطري، وتسجيل البيانات المتعلقة بكل شحنة بشكل فوري عبر أنظمة إلكترونية ذكية تُمكّن من تتبع الحالة الصحية لكل رأس ماشية، كما يتم تصنيف الحيوانات وتوجيه غير المطابق منها إلى مسارات مخصصة، تمنع اختلاطها بالقطعان السليمة.

ولم تقتصر جهود "وقاء" على الجانب الرقابي فقط، بل شملت كذلك برامج توعوية موجهة إلى العاملين في الميدان والموردين ومشغلي أسواق النفع العام والمسالخ، لضمان التزام الجميع بإجراءات السلامة، وقد تم توزيع كتيبات إرشادية، وتنظيم ورش تدريبية، تهدف إلى رفع الوعي بمخاطر الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، والتعريف بطرق الوقاية منها، إضافة إلى تعزيز ممارسات الرفق بالحيوان أثناء عمليات النقل والذبح.

وتُعد الرقابة البيطرية في موسم الحج إحدى أهم ركائز الأمن الصحي الوطني، خاصة أن الأضاحي تمثّل مكوّنًا رئيسيًا في شعائر الحج، وتتعامل معها جهات متعددة من مزودين، وجهات إشراف، وجمعيات خيرية، ومستهلكين، ومن هنا، تُعطي "وقاء" أهمية قصوى للشفافية في المعلومات والجاهزية الكاملة للتعامل مع أي طارئ صحي محتمل، بما في ذلك آليات الطوارئ والاستجابة السريعة، عبر فرق مدربة وخطط إسناد فني بين مناطق المملكة.

وقد أشادت جهات دولية معنية بصحة الحيوان بهذه الجهود التي تُعد نموذجًا يُحتذى به في الرقابة الوقائية أثناء المواسم الدينية الكبرى، كما نوهت إلى أهمية التكامل بين الإجراءات البيطرية والجهود الصحية العامة الأخرى التي تنفذها وزارة الصحة والجهات الأمنية والخدمية، بهدف تقديم تجربة حج آمنة من النواحي كافة، لا سيما مع تزايد التحديات البيئية والمناخية على مستوى المنطقة.

وفي ظل النجاح الملحوظ الذي تحققه هذه الإجراءات، تستعد الهيئة لمواصلة العمل بكامل طاقتها خلال الأيام المقبلة التي تتزامن مع ذروة توافد الحجاج، حيث من المتوقع أن ترتفع وتيرة الذبح وتوزيع الأضاحي، مما يتطلب أعلى درجات الرقابة والجاهزية، وتؤكد "وقاء" التزامها الكامل بضمان سلامة اللحوم المقدّمة للمستهلكين، سواء داخل المشاعر أو في برامج التوزيع الموسعة التي تغطي مناطق متعددة داخل وخارج المملكة.