استمرار
استمرار "طِبابا" و"طابة" في دعم ضيوف الرحمن بخدمات صحية نوعية
كتب بواسطة: مختار العسلي |

تواصل مبادرتا "طابة" و"طِبابا" تقديم خدماتهما النوعية في مجال الرعاية الصحية لضيوف الرحمن القادمين إلى المدينة المنورة، ضمن منظومة الجهود المتكاملة التي تشرف عليها وزارة الصحة بالشراكة مع القطاعات الحكومية ذات العلاقة، وتأتي هذه المبادرات في إطار حرص المملكة على تسخير كل الإمكانات والخبرات لخدمة الحجاج والزوار، بما يحقق رؤية المملكة 2030 في تعزيز جودة الحياة والرعاية الوقائية والعلاجية.

في المشهد الإنساني الذي ترسمه المدينة المنورة خلال موسم الحج، برزت "طابة" و"طِبابا" كمبادرتين رائدتين، تشكلان بُعدًا إضافيًا في تقديم الرعاية الصحية التخصصية لضيوف الرحمن، وتركّز المبادرتان على تقديم خدمات طبية شاملة تشمل الاستجابة السريعة، والرعاية الوقائية، والتثقيف الصحي، إضافة إلى التعامل مع الحالات الطارئة، وتقديم الدعم الطبي في مواقع تواجد الحجاج، سواء في مساكنهم أو نقاط تجمعهم المختلفة في المدينة المنورة.

وقد أسهمت هذه المبادرات النوعية في تحسين تجربة الزائر الصحية من خلال توفير كوادر طبية مؤهلة وتجهيزات ميدانية متطورة، تتوزع في مواقع استراتيجية تغطي مختلف النطاقات التي يتواجد فيها الحجاج، واعتمدت المبادرتان على أساليب تقنية حديثة، منها استخدام تطبيقات إلكترونية لتسجيل الحالات وتوجيه الفرق الطبية، مما ساهم في رفع كفاءة الاستجابة وسرعة تقديم الخدمة، وخفف من الضغط على المستشفيات والمراكز الصحية الثابتة.

وشهدت مبادرة "طِبابا" توسعًا لافتًا في نطاق عملها خلال موسم حج هذا العام، حيث انطلقت عبر فرق طبية متنقلة تعمل على مدار الساعة في تقديم الخدمات التمريضية والإسعافية، إضافة إلى الاستشارات الطبية المجانية في مواقع سكن الحجاج، وركزت المبادرة على العناية بكبار السن، والحالات المزمنة، والمرضى الذين لا يستطيعون الوصول إلى المرافق الصحية بسهولة، وهو ما انعكس على تحسين مؤشرات الرضا العام لدى المستفيدين من هذه الخدمات.

أما مبادرة "طابة"، فقد تميزت بتكاملها مع مختلف الجهات الخدمية الأخرى، لتقديم نموذج رعاية صحية مجتمعية مستدامة ومبنية على العمل التطوعي المؤسسي، وانطلقت الفرق التابعة لها في تقديم خدمات الرعاية الأولية والتثقيف الوقائي، بالإضافة إلى مبادرات الدعم النفسي والاجتماعي للحجاج المرضى، في لمسة إنسانية عززت من أجواء الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن في المدينة المنورة.

وتُعد المبادرتان ثمرة جهود ميدانية مشتركة بين مديرية الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة، والجهات التطوعية والطبية المشاركة، ويشرف عليهما طواقم مؤهلة تم تدريبها مسبقًا على التعامل مع كثافة الزوار خلال موسم الحج، كما تلقت الفرق تدريبات مكثفة في الإسعاف الطارئ والتعامل مع الأزمات الصحية في بيئات مختلفة، وهو ما أسهم في رفع مستوى الجاهزية وتعزيز الكفاءة التشغيلية للبرامج الطبية المساندة.

وتُعد المدينة المنورة محطة مهمة في رحلة الحجاج، وهو ما يتطلب تنسيقًا عاليًا بين الخدمات الصحية والتنظيمية لضمان سلامة الزوار، وهو ما عملت عليه "طابة" و"طِبابا" عبر توزيع خارطة الخدمات بشكل مدروس، وتقديم الرعاية الاستباقية والتوعوية في المناطق المزدحمة والمرافق السكنية، كما قدمت المبادرتان برامج موجهة لتثقيف الحجاج بعدة لغات، لتسهيل فهم الإجراءات الصحية وتبني السلوكيات الوقائية خلال فترة الإقامة.

ولقيت هذه الجهود إشادة واسعة من الجهات التنظيمية والرسمية، واعتُمدت كممارسات ناجحة يمكن الاستفادة منها في تطوير خطط الرعاية الموسمية في السنوات المقبلة، وتُعد المبادرتان نموذجًا في التكامل بين الرؤية التنموية والعمل الإنساني، ويجري التخطيط لتوسيع نطاقهما ليشمل بقية المنافذ الصحية خلال مواسم الحج والعمرة المختلفة، في ظل استمرار الدعم الكبير من حكومة المملكة لكل ما من شأنه خدمة الحاج والزائر.