في خطوة لاقت ترحيباً واسعاً بين الجماهير الرياضية، أعلنت الجهات المنظمة لمباراة السعودية وأستراليا فتح المدرجات أمام المشجعين، مما يمنح الحضور طابعاً أكثر إثارة وحماساً في واحدة من أبرز مواجهات التصفيات أو البطولات التي تجمع المنتخبين، وتأتي هذه الخطوة كجزء من توجه أوسع نحو تعزيز التفاعل الجماهيري مع المنتخبات الوطنية، وتحفيز اللاعبين لتقديم أداء يليق بطموحات الجمهور والداعمين، خاصة أن المواجهة تحمل طابعًا تنافسيًا قويًا وتاريخيًا بين المنتخبين.
وجاء الإعلان الرسمي عن فتح المدرجات في توقيت مبكر لإتاحة الفرصة للجماهير لحجز التذاكر والاستعداد للحضور، حيث تم تفعيل منصات بيع التذاكر إلكترونيًا مع تحديد مناطق الجلوس وتوفير كافة التسهيلات التي تضمن تجربة مشاهدة آمنة وممتعة، كما تم التنسيق مع الجهات الأمنية والتنظيمية لضمان الانسيابية في الدخول والخروج، وتوفير الخدمات اللوجستية اللازمة مثل مواقف السيارات والمرافق الصحية، فضلاً عن تخصيص مسارات للعائلات ومناطق لذوي الإعاقة.
وتحظى هذه المباراة بأهمية خاصة لدى جماهير "الأخضر"، في ظل التنافس المتكرر بين المنتخبين السعودي والأسترالي خلال العقود الماضية، حيث تجمعهما مواجهات دائماً ما تتسم بالندية والالتزام التكتيكي العالي، ويمثل فتح المدرجات دافعًا نفسيًا إضافيًا للاعبي المنتخب السعودي، الذين يستعدون لمواجهة منتخب يتمتع بإمكانات بدنية وتنظيمية قوية، وهو ما يجعل حضور الجماهير عاملاً مرجّحًا في تحقيق التوازن وإضفاء الروح القتالية على مجريات اللقاء.
من الناحية الفنية، يعوّل الجهاز الفني للمنتخب السعودي على دعم الجماهير في تحفيز اللاعبين، خاصة أولئك الشباب الذين يخوضون مثل هذه المواجهات للمرة الأولى، فالجمهور السعودي، المشهور بحماسه وحضوره الكثيف في المباريات المفصلية، لطالما لعب دور اللاعب رقم 12 في تحقيق الانتصارات ورفع الروح المعنوية داخل الملعب، ومن شأن الحضور الجماهيري أن يعزز ثقة اللاعبين بأنفسهم ويمنحهم دفعة معنوية أمام خصم عنيد مثل أستراليا، التي غالباً ما تمثل اختبارًا حقيقيًا لأي فريق في القارة الآسيوية.
في الوقت ذاته، تأتي هذه الخطوة في سياق دعم الرياضة السعودية ضمن رؤية 2030 التي تولي أهمية كبرى لرفع مستوى الترفيه الرياضي وتحقيق التفاعل المجتمعي من خلال الفعاليات الكبرى، وقد أبدت وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم حرصهما على أن تكون المباراة مثالًا على التنظيم الاحترافي، سواء على مستوى استقبال الجماهير أو الخدمات المقدمة داخل الاستاد، حيث تم تجهيز شاشات عملاقة ومنصات ترفيهية خارج الملعب لضمان تجربة متكاملة قبل وبعد اللقاء.
كما تم اعتماد خطة أمنية وتنظيمية بالتعاون مع وزارة الداخلية لضمان سلامة الجميع، تتضمن نقاط تفتيش ذكية، وآليات مرنة للدخول وفق تصنيفات التذاكر، بالإضافة إلى تخصيص فرق للتوجيه والإرشاد داخل المرافق، وقد تم تدريب طواقم التنظيم مسبقًا على إدارة الحشود والتعامل مع أي طارئ، ما يعكس جاهزية عالية لتنظيم أحداث رياضية من هذا المستوى.
الاهتمام الجماهيري اللافت بالمباراة انعكس بوضوح على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تصدر وسم المباراة قوائم التفاعل في تويتر وإنستغرام، مع دعوات من مختلف أطياف الجمهور الرياضي للحضور ودعم المنتخب، كما شارك عدد من نجوم الكرة والإعلاميين الرياضيين في الترويج لحضور اللقاء، مؤكدين على أهمية الحضور الجماهيري في تقديم صورة حضارية وداعمة للمنتخب، في الوقت الذي تُبث فيه المباراة عبر قنوات دولية وتسلّط عليها الأضواء من مختلف وسائل الإعلام العالمية.
في ظل هذا الزخم، يبدو فتح المدرجات خطوة استراتيجية تسعى من خلالها الجهات المنظمة إلى إعادة ترسيخ حضور الجماهير في قلب الأحداث الرياضية، ليس فقط كعنصر مكمل، بل كمكوّن أساسي في معادلة النجاح الفني والتنظيمي، وبينما يستعد المنتخب لخوض تحدي جديد، تستعد الجماهير أيضًا للقيام بدورها في رسم مشهد رياضي متكامل يليق باسم الكرة السعودية وتاريخها الحافل بالمنافسات.