يواصل الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم، إبراهيم القاسم، ومنسق شؤون المنتخب، بدر الدخيل، جهودهما المكثفة لضمان أعلى مستويات الجاهزية قبل وصول بعثة المنتخب السعودي إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث يخوض الأخضر معسكرًا تحضيريًا مهمًا استعدادًا للاستحقاقات الدولية المقبلة، ويُعد هذا التحضير جزءًا من خطة متكاملة تهدف إلى توفير كافة المتطلبات الفنية والإدارية للمنتخب خلال وجوده على الأراضي الأميركية، بما يعزز تركيز اللاعبين ويهيّئ لهم مناخًا مثاليًا لخوض التدريبات والمباريات الودية المجدولة ضمن البرنامج التحضيري.
وفي إطار هذه الترتيبات، تواجد الدخيل في الولايات المتحدة منذ أيام، حيث تنقّل بين عدة مدن لاستكمال إجراءات السكن ومرافق التدريب والمباريات، والتنسيق مع الجهات المحلية بشأن الخدمات اللوجستية المتعلقة بالنقل والتغذية والرعاية الصحية، بالتعاون مع السفارة السعودية والملحقيات ذات العلاقة، وحرص الدخيل على معاينة المنشآت ميدانيًا، للتأكد من توافر المواصفات المطلوبة وفق معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ما يعكس حرص اتحاد الكرة على أدق التفاصيل المتعلقة براحة اللاعبين والجهاز الفني.
تأتي هذه الزيارة في توقيت حاسم، حيث تستعد بعثة "الأخضر" للسفر في الأيام القليلة المقبلة لخوض مرحلة جديدة من الإعداد، تشمل لقاءات تجريبية قوية مع منتخبات من مدارس كروية مختلفة، ويعوّل الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني على أن تكون هذه المرحلة فرصة لاختبار الجاهزية البدنية والفنية للاعبين، في بيئة مختلفة نسبيًا على مستوى الطقس والظروف العامة، مما يضيف أبعادًا جديدة لتجربة المنتخب قبل المنافسات الرسمية المنتظرة.
وتحظى مشاركة المنتخب السعودي في المعسكر الخارجي بمتابعة واهتمام واسع من الجهات الرياضية، في ظل الطموحات المتزايدة التي ترافق المنتخب في هذه المرحلة، سواء على صعيد التصفيات القارية أو التحضير لبطولة كأس آسيا المقبلة، ويشكل المعسكر في أمريكا فرصة لتعزيز الانسجام بين العناصر الأساسية والوجوه الجديدة التي تمت دعوتها مؤخرًا، خاصة في ظل اتساع رقعة الاحتراف الخارجي لبعض اللاعبين، ما يستوجب مزيدًا من التناغم والجاهزية الجماعية.
من جانبه، نقل الدخيل في تصريح مقتضب لوسائل الإعلام إشادته بالتعاون المثمر من قبل الجهات الأميركية، سواء من إدارات الملاعب أو الفنادق أو الجهات الرياضية المحلية، مشيرًا إلى أن الترتيبات تسير وفق ما خطط له، وأن بعثة المنتخب ستجد كل التسهيلات التي تضمن نجاح فترة الإعداد، وأكد أن الاتحاد السعودي لكرة القدم يعمل وفق رؤية واضحة تهدف إلى الارتقاء بجميع الجوانب الفنية والإدارية المحيطة بالمنتخب، في إطار السعي نحو تمثيل مشرف للكرة السعودية في المحافل الدولية.
ويعد الدخيل من الشخصيات الإدارية المتمرسة في شؤون المنتخبات، حيث راكم خبرات واسعة خلال السنوات الماضية في التنسيق والتنظيم للمعسكرات الداخلية والخارجية، وكان له دور بارز في نجاح تحضيرات المنتخب خلال كأس العالم الأخيرة، ما جعله عنصرًا محوريًا في أي مرحلة إعداد يمر بها الأخضر، كما يتميز بقدرته على التعامل مع التحديات الميدانية والتنسيق بين مختلف الجهات بشكل سلس، ما ينعكس إيجابًا على راحة اللاعبين واستقرار الجهازين الفني والإداري.
ولم تغفل الترتيبات التي استكملها الدخيل الجوانب الترفيهية والثقافية، حيث تم التنسيق لتنظيم برامج مصاحبة للبعثة تتيح للاعبين أوقاتًا للاسترخاء والتفاعل الاجتماعي، بهدف التخفيف من ضغط التمارين اليومية وجدول المباريات، كما جرى التأكيد على الجوانب الصحية، من خلال التعاقد مع فرق طبية متخصصة ترافق المنتخب طوال مدة المعسكر، إضافة إلى توفير خدمات علاجية وتأهيلية في مواقع الإقامة والتدريب.
يعكس هذا المستوى من التنظيم الجهد الكبير الذي تبذله إدارة المنتخبات الوطنية، والمدى الذي وصلت إليه الرياضة السعودية في تبني أفضل الممارسات الإدارية واللوجستية التي تدعم الأداء الرياضي، فاختيار الموقع، والجدولة، والتنسيق مع الجهات الدولية، ليست تفاصيل هامشية، بل هي عوامل حاسمة في تهيئة المناخ الأمثل لتحقيق النجاح، وبفضل تلك الجهود، يواصل المنتخب السعودي استعداده بثقة وطموح، وهو يدرك أن رحلته نحو البطولات تبدأ من تفاصيل صغيرة، يعمل خلفها رجال بإخلاص ومهنية عالية.
