تتواصل في مدينة الحجاج بمنفذ حالة عمار المرحلة الثانية والأخيرة من خطة العمل الميدانية الخاصة بمغادرة ضيوف الرحمن، ضمن منظومة متكاملة من الخدمات التي تُجسّد أعلى معايير الرعاية والضيافة، تحت إشراف مباشر ومتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة تبوك، المشرف العام على أعمال الحج في المنطقة، في تجسيد حي لحرص المملكة الدائم على أن تكون آخر لحظات الحجاج على أرضها بقدر جمال أولها.
وبينما تبدأ قوافل الحجيج بالعودة إلى أوطانهم، تستمر الجهود السعودية بسخاء لافت، حيث لا تتوقف الخدمات عند حدود أداء المناسك، بل تمتد إلى توديع ضيوف الرحمن بأقصى درجات العناية والاهتمام. وتشهد مدينة الحجاج في منفذ حالة عمار هذه الأيام حركة منظمة ومكثفة لتأمين مغادرة الحجاج بكل يُسر وسلاسة، وسط حضور ميداني نشط من مختلف الجهات الأمنية والخدمية والصحية، بما يعكس مستوى الجاهزية والتكامل في الأداء.
وقد أعرب عدد من ضيوف الرحمن المغادرين عن بالغ امتنانهم للخدمات الرفيعة التي حظوا بها منذ دخولهم أرض المملكة حتى لحظة مغادرتهم، مؤكدين أن ما لمسوه من حفاوة واستقبال واهتمام يعكس صورة حضارية مشرقة للمملكة العربية السعودية، قيادةً وشعبًا، في رعاية الحجاج وخدمتهم.
وما إن يقترب الحاج من نقطة المغادرة، حتى يُفاجأ بهدية رمزية عظيمة تُقدَّم له وهي نسخة من المصحف الشريف، هدية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في مشهد إنساني مهيب تختلط فيه مشاعر الفرح والإيمان بالشكر والامتنان.
ويقف الحجاج أمام هذا الموقف، ليُودّعوا بلاد الحرمين وهم يرفعون أكفّ الدعاء أن يديم الله على هذه الأرض أمنها وأمانها، وأن يحفظ قادتها ويسدد خطاهم على درب الخير.
وفي حديثه عن هذه التجربة الروحانية المتكاملة، قال الحاج محمد إبراهيم عبد الرحمن من الأردن: "إن ما تلقيناه من خدمات كان يفوق التوقعات من حيث الاحترافية والإنسانية، لم نشعر بأننا غرباء، بل كنا في كنف أهلٍ لم يدّخروا جهدًا في العناية بنا.
الشكر كل الشكر للمملكة حكومةً وشعبًا على هذا الكرم النبيل".
أما الحاج عيسى عبد الوهاب من فلسطين، فقد وصف مشاعره قائلاً: "الاستقبال الحار وسرعة الإجراءات وسلاسة التنظيم التي وجدناها في مدينة الحجاج بمنفذ حالة عمار جعلتنا نودع المكان بقلوب يملؤها الامتنان.
لم يكن وداعًا تقليديًا، بل لحظة محبة وتقدير لا تُنسى".
ومن جانبها، أكدت الحاجة منيرة آل سالم من فلسطين، أن المملكة تقدم نموذجًا فريدًا على مستوى العالم في كيفية إدارة الحشود وخدمة الإنسانية، قائلة: "ما شاهدناه من تنظيم، وتوفير للراحة، ورعاية متكاملة هو أمر لم نشهده في أي مكان آخر.
هذا التفاني ليس بجديد على بلد الحرمين".
وفي ذات السياق، عبّر الحاج نضال الحنو من فلسطين عن دهشته من حجم العناية والرعاية التي تلقوها، موضحًا: "كنّا نظن أن رحلة الحج لا تخلو من المشقة، لكن ما وجدناه غيّر هذا المفهوم بالكامل. لقد شعرنا بأننا ضيوف مكرمون في كل لحظة.
جزى الله العاملين خير الجزاء على هذا الجهد العظيم".
وتأتي هذه الجهود في سياق نهجٍ سعودي راسخ يقوم على تسخير كافة الإمكانيات لخدمة ضيوف الرحمن، وتسهيل رحلتهم منذ لحظة القدوم حتى المغادرة.
وقد شكّلت مدينة الحجاج في منفذ حالة عمار نموذجًا متكاملاً لذلك، حيث تكاتفت جهود مختلف القطاعات الأمنية والخدمية والصحية والتطوعية، لضمان أن تكون تجربة الحاج مريحة وآمنة في كل تفاصيلها.
ولم يكن الدعم الميداني سوى امتداد لنهج القيادة السعودية الرشيدة التي سخّرت كل ما بوسعها لتوفير أفضل ما يمكن تقديمه لضيوف الرحمن، إيمانًا منها بعظم هذه الرسالة، وحرصًا على أن تكون المملكة دائمًا عند مستوى التطلعات، قيادةً للعالم الإسلامي في خدمة الحجاج والمعتمرين.