باشرت فرق الدفاع المدني بمحافظة الطائف حادثة حريق اندلع في منطقة جبلية، التهمت النيران خلالها مساحات من الأشجار والأعشاب الجافة، قبل أن تنجح الفرق في السيطرة عليه بشكل كامل دون تسجيل أي إصابات.
وأكدت المديرية العامة للدفاع المدني أن الحريق اندلع في موقع وعر تكسوه النباتات البرية والأعشاب الكثيفة، ما ساهم في سرعة انتشار اللهب بفعل الرياح ووعورة التضاريس.
وأضافت أن عمليات الإخماد تمت بمشاركة عدة فرق ميدانية، وبتنسيق عالٍ بين الوحدات المختلفة، حيث جرى تطويق الحريق وعزل المناطق المشتعلة لمنع امتداد النار إلى مواقع أخرى.
واستخدمت الفرق عددًا من المعدات المتخصصة، بما في ذلك مضخات المياه المحمولة وخزانات الإطفاء، إلى جانب الدعم الجوي بطائرات عمودية عند الحاجة، لاحتواء النيران في المناطق الأكثر وعورة.
وأوضحت المديرية، عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، أن الجهود أسفرت عن إخماد الحريق بشكل كامل، مع بدء مرحلة التبريد لضمان عدم تجدد الاشتعال في النقاط الساخنة.
وأشارت إلى أن الموقع الجغرافي للحريق شكّل تحديًا لفرق الإطفاء، نظرًا لوعورة الجبل وكثافة الغطاء النباتي، لكن الخطط الاستباقية والتدخل السريع ساهمت في تقليص الأضرار.
وأكدت الجهات المختصة أن الحريق لم يُسفر عن أي إصابات بشرية أو خسائر مادية كبيرة، ما يعكس كفاءة استجابة الدفاع المدني وسرعة التعامل مع الحوادث الطارئة.
كما أهابت المديرية بالمواطنين والمقيمين التعاون مع تعليمات السلامة، خاصة في المناطق الجبلية والغابات، وتجنب إشعال النيران في الأماكن المفتوحة خلال فترات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة.
وأوضحت أن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحريق، سواء كانت طبيعية بسبب العوامل المناخية أو ناجمة عن إهمال بشري، مثل رمي أعقاب السجائر أو إشعال النار لغرض التخييم.
وشددت على أهمية التوعية المجتمعية بخطورة الحرائق في المناطق الطبيعية، داعية إلى الإبلاغ الفوري عن أي حريق أو سلوك مشبوه قد يسبب اشتعال النيران، عبر الاتصال برقم الطوارئ الموحد (998).
ويُعد هذا الحريق واحدًا من سلسلة حرائق موسمية تشهدها بعض المناطق الجبلية خلال فصل الصيف، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وجفاف الأعشاب التي تشكل وقودًا سريع الاشتعال.
وتكثف مديريات الدفاع المدني على مستوى المملكة من جاهزيتها خلال موسم الصيف، من خلال نشر الفرق المتخصصة وتعزيز قدرات الاستجابة السريعة في المناطق المعرضة للحرائق الطبيعية.
وأعادت المديرية التأكيد على ضرورة الابتعاد عن المواقع المتأثرة حتى انتهاء عمليات التبريد والتأكد من خلوها من أي بؤر حرارية قد تعيد إشعال النيران بفعل الرياح أو درجات الحرارة المرتفعة.
ويتابع مسؤولو الدفاع المدني عمليات الرصد البيئي المستمرة، إلى جانب التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لحصر الأضرار إن وجدت، واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
واختتم الدفاع المدني بيانه بالتأكيد على التزامه التام بحماية الأرواح والممتلكات والبيئة، داعيًا الجميع إلى استشعار المسؤولية، والمساهمة في الحفاظ على الثروات الطبيعية من خطر الحرائق.