أعلنت وزارة الحج والعمرة عن إطلاق برنامج "الإبداع والريادة"، في خطوة وصفَتها بالمبتكرة والواعدة، تهدف إلى تمكين الشركات الناشئة من تقديم حلول تقنية وخدمية نوعية ضمن منظومة الحج.
وأوضحت الوزارة، عبر حسابها الرسمي في منصة "إكس"، أن هذا البرنامج يأتي ضمن رؤيتها الاستراتيجية في تحسين تجربة ضيوف الرحمن عبر تمكين رواد الأعمال من المساهمة الفعالة في الارتقاء بمستوى الخدمات.
وأكدت أن البرنامج يركز على تطوير منتجات وخدمات إبداعية وابتكارية تُعزز من كفاءة الأعمال المقدمة خلال موسم الحج، وترتقي بجودة الحلول التشغيلية والتقنية، بما يتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030.
ويُعد البرنامج منصة واعدة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تسعى إلى دخول قطاع الحج بخطط عمل مبتكرة، في ظل المنافسة المتزايدة على تقديم خدمات عالية الجودة للحجاج والمعتمرين.
وأضافت الوزارة أن البرنامج لا يقتصر فقط على تطوير منتجات جديدة، بل يسعى أيضًا لتسليط الضوء على التجارب الناجحة والمبادرات التي أحدثت فارقًا في مواسم الحج السابقة، وتحفيز روادها على مواصلة الابتكار.
كما يعمل البرنامج على توفير بيئة احتضان إبداعي للمشاريع الجديدة، من خلال ربطها بجهات تمويل، وشركات داعمة، ومسارات تسويقية منظمة تتيح لها الوصول إلى السوق المستهدفة داخل منظومة الحج.
وأشارت وزارة الحج والعمرة إلى أن البرنامج يشمل مراحل متعددة، تبدأ من التمكين المعرفي، ثم مراحل تطوير الفكرة إلى مشروع متكامل، يليها دعم التنفيذ الميداني خلال موسم الحج القادم لتجربة الخدمة أو المنتج.
ويستهدف البرنامج عددًا من القطاعات الحيوية المرتبطة برحلة الحاج، من ضمنها خدمات النقل، والإعاشة، والإرشاد، والتوجيه الذكي، وحلول الطاقة، والتقنيات الناشئة، بما يعزز التكامل بين التكنولوجيا والمشاعر المقدسة.
وأكدت الوزارة أن الابتكار في خدمات الحج لم يعد خيارًا، بل ضرورة في ظل التحديات اللوجستية الضخمة التي يتطلبها موسم الحج، من حيث إدارة الحشود، وضمان الانسيابية، وتحقيق تجربة آمنة وثرية للحجاج.
ولفتت إلى أن البرنامج سيُعلن لاحقًا عن سلسلة من المعسكرات التدريبية وورش العمل لرواد الأعمال، بإشراف نخبة من الخبراء المحليين والدوليين، لضمان جاهزية المشاريع المقترحة وتمكينها من المنافسة.
وأفادت الوزارة أن تقييم المشروعات المتقدمة سيتم وفق معايير دقيقة تركز على قابلية التطبيق، ودرجة الابتكار، ومدى مساهمتها في تحسين تجربة ضيوف الرحمن، فضلاً عن الأثر الاجتماعي والاستدامة.
وتسعى وزارة الحج والعمرة من خلال هذه المبادرة إلى إحداث نقلة نوعية في مفاهيم خدمة الحاج، حيث لم تعد الخدمات تقليدية بل أصبحت قائمة على الذكاء الاصطناعي، والتحليلات التنبؤية، ونماذج الأعمال الرشيقة.
ويعكس البرنامج التزام الوزارة برؤية القيادة في جعل تجربة الحج فريدة وسلسة من جميع النواحي، ويمنح الكفاءات الوطنية فرصة حقيقية لتقديم ما لديها من أفكار قابلة للتحول إلى مشاريع واقعية ناجحة.
وأكدت الوزارة أن بوابة التقديم للبرنامج ستكون متاحة قريبًا، داعية كل من لديه فكرة واعدة أو مشروع مبتكر في مجال خدمات الحج إلى المبادرة بالمشاركة والاستفادة من هذا المسار المتخصص في تمكين الريادة.
ويأتي هذا التوجه في إطار الجهود المستمرة لتوسيع قاعدة الابتكار المجتمعي، وتمكين الشباب، وتحقيق التكامل بين القطاع الحكومي والخاص، بما يحقق أبعاد الاستدامة والتفرد في خدمة الحجاج والمعتمرين.