لتعزيز البحث العلمي.. الجامعة الإسلامية تطلق مبادرة التعاون الدولي
ما هو سر الصعود في التصنيفات العالمية؟ الجامعة الإسلامية تكشف عن مبادرتها الجديدة لتعزيز مكانتها
كتب بواسطة: فاتن حامد |

أعلنت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عن إطلاق مبادرة نوعية جديدة تحت عنوان «التعاون الدولي»، وذلك ضمن جهودها الرامية إلى تحفيز الابتكار وتعزيز جودة الأبحاث العلمية، عبر توسيع نطاق الشراكات البحثية مع مؤسسات أكاديمية ومراكز بحث مرموقة حول العالم.

وتأتي هذه المبادرة في إطار توجه الجامعة نحو تحقيق التكامل بين البحث العلمي والتعاون الدولي، سعيًا إلى رفع مستوى الإنتاج البحثي لأعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 في بناء اقتصاد معرفي تنافسي.

وأوضح معالي رئيس الجامعة الإسلامية الدكتور ممدوح بن سعود بن ثنيان أن هذه المبادرة تشكل مرحلة استراتيجية جديدة للجامعة في مجال دعم البحث العلمي، من خلال فتح قنوات تواصل مع جامعات دولية مرموقة وتوفير فرص تمويل مشترك للمشروعات العلمية.

وتركّز مبادرة «التعاون الدولي» على بناء شراكات بحثية مستدامة مع مؤسسات علمية في عدد من الدول الرائدة في التعليم العالي، بما يضمن تبادل الخبرات وتعزيز فرص النشر العلمي المشترك في مجلات محكمة ذات تصنيف عالمي.

وتُعنى المبادرة بتطوير بيئة البحث العلمي داخل الجامعة الإسلامية، من خلال توفير برامج تدريبية وورش عمل للباحثين، تُقدَّم بالشراكة مع جامعات ومراكز بحثية دولية، بالإضافة إلى تمكين الباحثين من المشاركة في مؤتمرات عالمية متخصصة.

وأكدت الجامعة أن المبادرة تتضمن مسارات متنوعة، تشمل توقيع اتفاقيات علمية مع مؤسسات أكاديمية في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، وتوفير فرص زيارات علمية وتبادل خبرات بين الكوادر الأكاديمية، إلى جانب دعم مشاريع بحثية مشتركة.

وتسعى المبادرة إلى رفع تصنيف الجامعة في مؤشرات البحث العلمي والتعاون الدولي، من خلال توثيق نِتاج التعاون البحثي في قواعد البيانات العالمية مثل Scopus وWeb of Science، مما يُسهم في تحسين مكانة الجامعة على الصعيد الدولي.

وأوضحت إدارة البحث العلمي في الجامعة أن المبادرة تمثل استجابة فاعلة للمتغيرات العالمية في التعليم العالي، حيث لم يعد ممكنًا تطوير البحوث بمعزل عن التعاون العالمي، خاصة في ظل التحديات التي تتطلب حلولًا متعددة التخصصات.

وتهدف الجامعة من خلال هذه الخطوة إلى تحفيز أعضاء هيئة التدريس على تطوير مشاريع بحثية تتسم بالأصالة والأثر المجتمعي، وتشجيعهم على الانخراط في فرق بحث دولية تتيح لهم تبادل الأفكار والعمل على قضايا ذات بعد إنساني وتنموي مشترك.

وتعكس هذه المبادرة التزام الجامعة الإسلامية بدورها المعرفي والدولي، كونها من الجامعات العريقة ذات الامتداد العالمي، والتي تحتضن طلابًا من أكثر من 170 جنسية، ما يجعلها بيئة مناسبة لانطلاق مبادرات بحثية عابرة للحدود.

كما ستُسهم المبادرة في تمكين طلاب الدراسات العليا من تطوير مهاراتهم البحثية واللغوية، عبر إتاحة فرص للإشراف المشترك على الرسائل العلمية، والعمل ضمن فرق بحثية متعددة الجنسيات، ما يعزز من قدرتهم على المنافسة في الساحة الأكاديمية الدولية.

وأشارت الجامعة إلى أن المرحلة الأولى من المبادرة تتضمن اختيار عدد من المشروعات البحثية ذات الأولوية الوطنية، لبدء العمل عليها بالتعاون مع شركاء دوليين، وذلك وفقًا لخطة مدروسة تضمن توافق المشاريع مع احتياجات المجتمع المحلي والعالمي.

وأكدت إدارة الجامعة الإسلامية أن مبادرة «التعاون الدولي» لن تقتصر على التبادل الأكاديمي فحسب، بل تشمل أيضًا أطرًا للتمويل المشترك، وتسهيل الحصول على الدعم من صناديق بحثية عالمية، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة أمام الباحثين في المملكة.

ويُنتظر أن تؤثر هذه المبادرة بشكل مباشر على تعزيز جودة البحث العلمي في الجامعة، وزيادة معدلات النشر في مجلات عالمية مرموقة، بالإضافة إلى تحسين تصنيف الجامعة في مؤشرات الأداء البحثي، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على سمعتها الأكاديمية عالميًا.

وتُعد هذه الخطوة استكمالًا لسلسلة من المبادرات التي أطلقتها الجامعة الإسلامية خلال السنوات الأخيرة، في إطار سعيها الدؤوب للتحول إلى جامعة بحثية عالمية الطابع، تواكب المتغيرات وتستثمر في الطاقات البحثية والعقول الواعدة.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار