بدء التسجيل في إلكتراثون 2025.. المركبات الكهربائية تتصدّر المشهد
بدء التسجيل في إلكتراثون 2025.. المركبات الكهربائية تتصدّر المشهد
كتب بواسطة: سعد احمد |

أعلنت الهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء عن فتح باب التسجيل رسميًا في النسخة القادمة من مسابقة «إلكتراثون 2025»، في خطوة تؤكد التزام الهيئة بدعم الابتكار في قطاع الطاقة وتعزيز الوعي التقني بين الشباب والمهتمين، الحدث يمثل محطة رئيسية في أجندة الفعاليات المرتبطة بتقنيات الطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية.

المسابقة، التي تُعد واحدة من أبرز المبادرات الوطنية في مجال الطاقة المستدامة، تستهدف فرقاً طلابية من الجامعات والمعاهد التقنية في المملكة، إلى جانب الهواة والمبتكرين من مختلف المناطق، وتشكل «إلكتراثون» ساحة مفتوحة للتنافس حول أفضل تصاميم المركبات الكهربائية الصغيرة التي تجمع بين الكفاءة والسلامة والابتكار.

فتح باب التسجيل في هذا التوقيت المبكر يتيح للمشاركين وقتًا كافيًا لتطوير أفكارهم، وتجريب نماذج أولية، والالتزام بمعايير المسابقة الصارمة، الهيئة بدورها وفّرت منصة إلكترونية متكاملة لتقديم الطلبات، وتحميل الوثائق، ومتابعة التعليمات الفنية، مما يُسهم في رفع جودة المشاركات المرتقبة.

وتحمل النسخة الجديدة من «إلكتراثون» طابعًا مختلفًا، إذ تم إدخال عدد من التحديثات على شروط التقديم ومعايير التقييم، بما في ذلك إضافة نقاط فنية جديدة تتعلق بأداء المركبة في بيئات مناخية مختلفة، ومستوى استهلاك الطاقة، وسهولة التحكم، هذه التغييرات تهدف إلى محاكاة ظروف التشغيل الواقعية.

الهيئة أكدت أن باب التسجيل سيظل مفتوحًا لفترة محددة، داعية جميع الراغبين في المشاركة إلى المسارعة بتكوين فرق عمل متكاملة تضم مهندسين، ومصممين، وطلاب تخصصات تقنية وبيئية، وتشترط اللجنة المنظمة وجود قائد للفريق يكون مسؤولًا عن التنسيق الإداري والفني.

وأوضحت أن المسابقة هذا العام ستشهد توسعًا جغرافيًا، إذ ستُقام التصفيات الأولية في عدد من المدن الجامعية الكبرى، قبل أن تُختتم الفعالية بجولة نهائية ضخمة في الرياض بمشاركة محلية واسعة وحضور وفود من خارج المملكة، ومن المتوقع أن تستقطب هذه النسخة اهتمامًا أكبر من نظيراتها السابقة.

وتأتي مبادرة «إلكتراثون» في وقت يتصاعد فيه الاهتمام بالمركبات الكهربائية على مستوى العالم، خصوصًا مع تسارع التحولات في أنظمة النقل، والسعي العالمي لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتُعد المسابقة منصة مثالية لتعزيز الوعي المجتمعي بفرص الطاقة المتجددة، وبناء الكفاءات الوطنية في مجالات التقنية المستدامة.

وتهدف الهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء، من خلال هذه المسابقة، إلى إشراك الأجيال الصاعدة في تصور مستقبل الطاقة والنقل، وتوفير بيئة تعليمية تطبيقية تُحفّز الابتكار، كما تأمل أن تسهم الأفكار المطروحة في تطوير حلول واقعية تُفيد القطاع الصناعي وتتماشى مع رؤية المملكة 2030.

الفرق المتأهلة للجولة النهائية ستخضع لتقييم دقيق من لجنة تحكيم تضم خبراء في مجالات الهندسة الكهربائية، والطاقة النظيفة، وتصميم المركبات، وسيتم تقييم الأداء بناءً على مدى كفاءة استهلاك البطارية، وجودة التصميم، وسلامة النموذج، بالإضافة إلى عناصر الابتكار التقني.

الجوائز المرصودة للمراكز الأولى ستتجاوز قيمتها هذا العام ما تم تخصيصه في النسخ السابقة، بحسب ما أوضحته الهيئة، حيث تتضمن حوافز مالية، وفرص تدريبية في مؤسسات بحثية وشركات كبرى في قطاع الطاقة، كما سيحظى الفائزون بتغطية إعلامية ومشاركات مستقبلية في معارض دولية.

وأكدت الهيئة أنها ستوفر للمشاركين دعمًا فنيًا واستشاريًا خلال مراحل الإعداد، من خلال تنظيم ورش عمل افتراضية ودورات تدريبية تساعدهم على تجاوز التحديات الفنية واللوجستية، وتُعد هذه الخطوة جزءاً من التزام الجهة المنظمة بتوفير بيئة تنافسية عادلة ومحفزة للجميع.

وتحرص الهيئة على إشراك القطاع الخاص في إنجاح المسابقة، حيث من المتوقع أن تعلن قريبًا عن عدد من الرعاة من الشركات التقنية ومورّدي حلول الطاقة والمركبات الكهربائية، التعاون مع هذه الجهات سيسهم في تعزيز الصلة بين التعليم وسوق العمل، ويتيح فرص توظيف وتمويل للمشاريع المتميزة.

وشهدت النسخ الماضية من «إلكتراثون» نجاحًا ملحوظًا، حيث قدّمت فرق سعودية حلولاً مبتكرة في مجال التنقل الكهربائي، من بينها نماذج تعتمد على خلايا شمسية أو أنظمة استعادة الطاقة، وساهمت هذه المشاركات في تسليط الضوء على إمكانات الشباب السعودي في المجالات التقنية المتقدمة.

ويُنتظر أن تجذب النسخة الجديدة أعدادًا متزايدة من المتابعين والمهتمين، خاصة من الأوساط الأكاديمية والتقنية، في ظل تصاعد ثقافة الابتكار واهتمام المجتمع بالاستدامة، ويُتوقع أن تُلهم المسابقة مزيدًا من الطلاب والمؤسسات التعليمية لتبني مشاريع مشابهة تدعم مستقبل الطاقة النظيفة.

وفي ظل هذه المؤشرات، يبقى «إلكتراثون 2025» أكثر من مجرد مسابقة، بل منصة وطنية لتجريب الأفكار، واكتشاف المواهب، وتحفيز الصناعة، في تناغم تام مع أهداف التحول الوطني نحو اقتصاد معرفي قائم على التقنية والاستدامة، فهل نشهد هذا العام مفاجآت جديدة من الفرق السعودية الصاعدة؟

الأكثر قراءة
آخر الاخبار