الحج والعمرة تطلق استبانة بـ9 لغات لقياس رضا الحجاج
بعد انتهاء المناسك.. وزارة الحج تطلب من كل حاج أن يصبح "مقيّماً سرياً".. فماذا ستسألهم؟
كتب بواسطة: فهد احمد |

أعلنت وزارة الحج والعمرة عن إطلاق استبانة إلكترونية متعددة اللغات لقياس مدى رضا ضيوف الرحمن في مرحلة مغادرتهم من المملكة، وذلك ضمن جهود الوزارة المتواصلة لتحسين تجربة الحجاج وتطوير جودة الخدمات المقدمة لهم في مختلف مراحل الرحلة الإيمانية.

وتهدف هذه المبادرة إلى الاستماع مباشرة إلى آراء الحجاج بشأن الخدمات المقدمة أثناء مغادرتهم من المنافذ الجوية والبرية والبحرية، وذلك بعد إتمامهم لمناسك الحج، مما يمنح الجهات المختصة بيانات دقيقة تساعد في رسم خطط التطوير المستقبلي.

وأوضحت الوزارة أن الاستبانة متاحة بـ9 لغات رئيسية تشمل العربية والإنجليزية والأوردو، والإندونيسية، والفرنسية، والفارسية، والتركية، والهوسا، والبنغالية، لتغطي معظم اللغات التي يتحدث بها الحجاج القادمون من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

وأكدت أن إطلاق الاستبانة بلغات متعددة يُعد خطوة نوعية لضمان وصولها إلى أكبر شريحة ممكنة من الحجاج، وتمكينهم من التعبير عن تقييمهم لخدمات النقل والإقامة، والتفويج، والمعاملة في المنافذ، ومدى التسهيلات المقدمة لهم في طريق المغادرة.

وتُعد هذه المبادرة امتدادًا للمنهجية التي تتبناها وزارة الحج والعمرة في السنوات الأخيرة، والتي ترتكز على إشراك الحجاج في عملية التقييم والتطوير، باعتبارهم الشريحة المستهدفة والمصدر الأساسي لمعرفة مواطن القوة وفرص التحسين.

وتعمل فرق متخصصة داخل الوزارة على تحليل نتائج الاستبانة فور جمعها، باستخدام أدوات تحليل بيانات متقدمة، بما يتيح استخراج مؤشرات أداء حقيقية تساعد في مراجعة الخطط التشغيلية وتحديد نقاط التحسين بدقة وواقعية.

ويُمكن للحجاج الوصول إلى الاستبانة بسهولة عبر روابط إلكترونية تُرسل مباشرة إلى هواتفهم أو من خلال رموز QR متوفرة في صالات المغادرة، حيث تم تجهيز فرق دعم فني للمساعدة في تعبئة النموذج عند الحاجة.

ويأتي إطلاق الاستبانة في مرحلة المغادرة تحديدًا كونها تمثل الحلقة الأخيرة من رحلة الحج، وغالبًا ما تكون مشاعر الحجاج خلالها مكتملة بانطباعات متوازنة عن الأداء العام منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم.

وذكرت الوزارة أن الاستبانة لا تقتصر فقط على الخدمات الحكومية، بل تتضمن أيضًا تقييمًا لمستوى التعاون من قبل شركات الحج، والمطوفين، والجهات المساندة، لتكون الصورة شاملة تعكس التجربة الكاملة التي عاشها الحاج على أرض المملكة.

وتُسهم هذه الخطوة في تعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة، من خلال إعطاء الحاج صوتًا مسموعًا في تقييم الخدمة، وبالتالي ضمان أن تبقى منظومة الحج مرنة وقابلة للتحسين المستمر وفق تطلعات الحجاج المتغيرة وتنوع خلفياتهم الثقافية.

ويُعتبر قياس رضا المستفيدين أحد المحاور الأساسية في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، لا سيما في ما يتعلق برفع جودة الحياة وتقديم خدمات عالمية المستوى لضيوف الرحمن، وتأكيد ريادة المملكة في إدارة أضخم تجمع بشري سنوي على مستوى العالم.

من جانبه، عبّر عدد من الحجاج الذين شاركوا في تعبئة الاستبانة عن تقديرهم لهذه المبادرة، مؤكدين أنها تعكس اهتمام المملكة بصوت الحاج وتُشعره بقيمته كضيف مكرم، كما تعزز من مستوى الثقة بين الحاج ومقدمي الخدمة.

وأكدت وزارة الحج والعمرة أن هذه الخطوة ستُعزز من بناء قاعدة بيانات شاملة لتجارب الحجاج في كل مرحلة من مراحل الرحلة، مشيرة إلى أنها تعتزم توسيع نطاق الاستبانات مستقبلًا لتشمل مراحل ما قبل القدوم وأثناء الإقامة في المشاعر المقدسة.

وتعكس هذه المبادرة النهج المؤسسي الذي تتبعه الوزارة في قياس الأثر الفعلي لخدماتها، إذ تُعد البيانات المستخرجة من الاستبانة جزءًا من تقارير سنوية ترفع للجهات العليا وتُستخدم في مراجعة السياسات التشغيلية لمنظومة الحج.

ويُنتظر أن تساهم نتائج هذه الاستبانة في إحداث نقلة نوعية في مستوى خدمات مغادرة الحجاج، بحيث تضمن رحلة ختامية تليق بروحانية التجربة، وتُعبّر عن حسن الضيافة السعودية التي تُميز موسم الحج عامًا بعد عام.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار