أمانة جدة
في كمين محكم.. ضبط صهريج مخالف في جدة والأمانة تكشف عن "الكارثة" التي كان يسببها
كتب بواسطة: حمادة صالح |

في خطوة تعكس يقظة الجهات الرقابية وتفاعل المواطنين مع قضايا الشأن البيئي، أعلنت أمانة محافظة جدة عن ضبط صهريج مخالف قام بتصريف مياه الصرف الصحي بطريقة غير نظامية، ما يشكل تهديدًا مباشرًا على البنية التحتية والبيئة.

وجاءت عملية الضبط بالتعاون مع القوات الخاصة للأمن البيئي، بعد أن تلقّت الجهات المختصة بلاغًا من أحد المواطنين، ليتم على الفور اتخاذ الإجراءات الميدانية اللازمة والتحقق من الواقعة ومباشرة ضبط المخالفة.

وأوضحت أمانة جدة، عبر منشور على حسابها الرسمي بمنصة "إكس"، أن الصهريج المخالف قام بتصريف مياه الصرف الصحي في شبكة تصريف مياه الأمطار، في مخالفة صريحة للنظم المعمول بها، والتي تفصل بين البنيتين منعًا لأي تلوث أو أضرار.

وتُعد هذه الممارسات من أخطر أشكال التعدي على البنية التحتية، إذ إن تصريف مياه المجاري في شبكات الأمطار قد يؤدي إلى انسدادها، وخلط المياه الملوثة بمياه الأمطار، ما يهدد بحدوث كوارث بيئية وصحية في حال هطول أمطار غزيرة.

وأكدت الأمانة أن الإجراءات النظامية تم اتخاذها بحق السائق والمركبة المخالفة، والتي قد تشمل الغرامات المالية، والحجز، وربما إحالة القضية إلى الجهات القضائية المختصة، لا سيما في حال تكرار المخالفة أو تسببها بأضرار.

وشددت أمانة محافظة جدة على أنها لن تتهاون في رصد أي تجاوز يمس البيئة أو يهدد البنية التحتية الحيوية للمدينة، مؤكدة أن فرقها الميدانية تعمل على مدار الساعة بالتعاون مع الجهات الأمنية والرقابية ذات العلاقة.

ويأتي هذا التحرك ضمن إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها الأمانة لحماية البيئة وتعزيز جودة الحياة، عبر تطبيق الأنظمة البيئية بحزم، واتخاذ إجراءات رادعة ضد المخالفين الذين يتجاوزون القوانين عن عمد أو إهمال.

كما نوّهت الأمانة إلى أن شبكة تصريف مياه الأمطار تمثل عنصرًا حيويًا في البنية التحتية للمدن الساحلية كجدة، وأن أي تعدٍ عليها يهدد بكوارث في فترات الأمطار، ويضاعف من مخاطر التجمعات المائية وانفجار الشبكات.

وثمنت أمانة جدة الدور الحيوي الذي يقوم به المواطنون في الحفاظ على البيئة، مشيرة إلى أن البلاغ الذي قاد إلى ضبط المخالفة جاء من مواطن يقظ استشعر مسؤوليته، ما يؤكد أهمية التفاعل المجتمعي مع الجهات الرقابية.

ودعت الأمانة سكان المدينة إلى الاستمرار في التعاون، والإبلاغ الفوري عن أي ممارسات تخل بالسلامة البيئية أو النظافة العامة، سواء كانت تتعلق بالصرف الصحي، أو إلقاء النفايات، أو التعدي على المرافق العامة.

وبيّنت أن استقبال البلاغات يتم من خلال قنوات رسمية تشمل الرقم الموحد للبلاغات 940، إضافة إلى تطبيق "بلدي"، وذلك لضمان سرعة الاستجابة وتحقيق التفاعل الفوري مع الحالات الطارئة.

وتحرص أمانة جدة على متابعة كل بلاغ يتم تقديمه، عبر فرق ميدانية مدربة، تمتلك الصلاحية الكاملة للضبط والمساءلة، مع توثيق المخالفات وتحويلها للجهات المختصة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات.

وفي الوقت ذاته، تعمل الأمانة على تنفيذ حملات توعوية ميدانية وإعلامية تستهدف رفع الوعي البيئي بين أفراد المجتمع، إلى جانب تكثيف الرقابة على المواقع الحساسة ومناطق تصريف المياه.

ويأتي ذلك في سياق أوسع لرؤية المملكة 2030 التي تتضمن تحسين المشهد الحضري، والحفاظ على استدامة المدن، من خلال حوكمة الممارسات البيئية وتكامل الأدوار بين الجهات التنفيذية والمواطنين والمقيمين.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار