تتعرض بعض الكواليس داخل نادي الاتحاد السعودي لهزة جديدة، تشكل أزمة حقيقية قبل انطلاق مباراة كأس السوبر السعودي، بعد تأكيدات بوجود "ورطة" طارئة تحيط بالمدرب الفرنسي لوران بلان، وسط حالة من التوتر والإرباك الفني.
يعيش الفريق الاتحادي حالة من الترقب الحذر مع اقتراب موعد السوبر، إذ بات واضحًا أن بلان يواجه تحدياً مزدوجاً، الأول يتعلق بجاهزية التشكيلة، والثاني بإدارة الحوافز النفسية والذهنية للاعبيه، قبل أول مواجهة رسمية في الموسم الجديد.
القلق بدأ يتصاعد بعد ظهور مؤشرات على وجود خلافات في خيارات التشكيل، وتحديدًا على الأطراف الدفاعية، حيث يبدو أن بلان لم يستقر بعد على اختياره النهائي لمراكز الظهيرين، وسط تفاوت في الأداء بين اللاعبين وتجدد الإصابات الطفيفة.
القلق الأكبر ينبع من الغيابات المحتملة للاعبين أساسيين، نتيجة انتقال بعضهم إلى العيادة للعلاج الفيزيائي، وهو ما دفع الجهاز الطبي إلى الإشارة إلى وجود "ورطة" في قائمة المسافرين للسوبر، في حال تأكيد عدم جاهزيتهم.
على الجبهة الفنية، ينخرط بلان في حالة من الحيرة التكتيكية تجاه الخطة التي سيخوض بها اللقاء، وسط رغبة في الاحتفاظ بالتوازن بين الدفاع والهجوم، لكن دون ضمان توافر الفورمة المطلوبة للاعبي الأطراف.
مصادر داخل النادي تؤكد أن بلان يسعى لإصدار قراره قبل يوم واحد من المباراة، مع إرادة قوية لتفادي أي مفاجآت، لكنه مرتبط بتقرير طبي دقيق عن حالة اللاعبين المصابين.
في الوسط، يواجه النادي ضغطًا متزايدًا لإصدار بيان رسمي يطمئن الجماهير ويحدد الشكل النهائي للفريق، لكن إدارة الاتحاد تحفظت على الإدلاء بأي تفاصيل حتى الساعة، حفاظاً على تركيز اللاعبين.
تنبع أهمية القرار من أن السوبر مشروع بطولة من مباراة واحدة، يتطلب توازنًا تكتيكيًا حراً من الضغوط، في مقابل توفر بدائل تكتيكية على مقاعد البدلاء، وهو ما ركز عليه بلان في تدريبات الأيام الماضية.
كما يُصرّ الفرنسي على إعطاء الأولوية للمستوى الفني والنفسي للاعبين المبتعثين، منعًا لتكرار أي ارتباك فني شهدناه في المواسم الأخيرة حين دخل الفريق كأسفار الكؤوس الكبرى دون جاهزية كاملة.
اللاعبون أنفسهم تبدو علامات القلق واضحة على وجوههم، خاصة زوار الجلسات الفنية الأخيرة، حين ركز بلان على السيناريوهات العليا والخطط البديلة لمواجهة أي غياب مفاجئ.
وبينما زادت أصوات الجماهير المستاءة من الإعلام الرياضي المحلي الذي بات يتناول الأزمة على أنها "ورطة" مغلقة البيت، ينفي النادي ذلك، مؤكدًا أن كل شيء تحت السيطرة وأن بلان صاحب القرار الأوحد لتشكيلة اليوبيل.
يجمع المقربون من الجهاز الفني على أن بلان يعيش حالة ضغط شديد، خاصة بعد انكشاف بعض جوانب الخطة في المؤتمر الصحفي الأخير، ما دفع البعض للربط بين استخدام الأوراق التكتيكية وسوء الأداء في الاختبارات الأخيرة.
والسؤال الآن يتردد: هل سيخوض الاتحاد مباراة السوبر بتشكيلة مكتملة أو صفوفٍ معيبة؟ الإجابة تكشفها ساعات قليلة قبل صافرة البداية، حين تصدر القائمة الرسمية بعد الجلسة الختامية للجهاز الفني والطبي.
في النهاية، يظل واضحًا أن الأزمة الحالية هي منعطف حقيقي قبل انطلاق أبرز لقاء محلي في الموسم، ولعل القرار المرتقب بشأن الغيابات سيحدد بشكل واضح مسار اللقاء وآلياته التكتيكية، وربما ينسف كثيرًا من النقاشات المشتعلة حول غضب الجماهير والضغط الإعلامي.
