تلقّى فريق الهلال السعودي ضربة مزدوجة وقاسية قبل المواجهة المنتظرة ضد مانشستر سيتي، بعدما تأكدت إصابة الثنائي الهجومي الأبرز في صفوفه: سالم الدوسري وألكسندر ميتروفيتش، وهو ما وضع الجهاز الفني في ورطة حقيقية قبل الاستحقاق الدولي الكبير.
الإصابتان جاءتا في توقيت حساس، حيث يخوض الهلال استعداداته النهائية لمواجهة بطل أوروبا، وسط تطلعات جماهيره إلى رؤية الفريق بمظهر مشرّف أمام واحد من أقوى الفرق في العالم، إلا أن الغيابات قد تؤثر بشكل مباشر على جاهزية الفريق وخططه التكتيكية.
سالم الدوسري، أحد الأعمدة الفنية في الفريق، تعرض لإصابة عضلية في إحدى الحصص التدريبية الأخيرة، مما استدعى خروجه الفوري من المران وخضوعه لفحوصات طبية دقيقة، أكدت حاجته للراحة والتأهيل لعدة أيام على الأقل.
أما ميتروفيتش، هداف الفريق الأول وورقة الحسم الهجومية، فتعرض لإصابة في الكاحل بعد التحام قوي أثناء التقسيمة الداخلية، وأشارت التقارير الأولية إلى وجود تورم يستوجب المتابعة والعلاج، ما يعني غيابه المحتمل عن اللقاء المنتظر.
الهلال، الذي يعوّل على قوته الهجومية في مثل هذه المباريات، يجد نفسه مضطرًا الآن لإعادة ترتيب أوراقه بسرعة، خصوصًا أن الدوسري وميتروفيتش يشكلان معًا ثنائيًا لا غنى عنه في الخط الأمامي، سواء من حيث التهديف أو صناعة الفرص.
تأثير غياب اللاعبين يمتد لأكثر من مجرد الجانب الفني، إذ إن حضورهم في مباريات من هذا النوع يمنح الفريق توازنًا نفسيًا وخبرة ميدانية، وهي أمور تفتقدها التشكيلة عند الاعتماد على عناصر بديلة أقل خبرة في مواجهة فريق بحجم مانشستر سيتي.
الجهاز الفني بقيادة جورجي جيسوس عبّر عن قلقه من التوقيت السيئ للإصابتين، لا سيما وأن الفريق كان في منحنى تصاعدي من ناحية الجاهزية البدنية والانسجام الجماعي، وهو ما قد يتأثر الآن بإعادة توزيع الأدوار والاعتماد على خطط بديلة.
ويجري الطاقم الطبي سباقًا مع الزمن لتأهيل اللاعبين، مع احتمالية ضعيفة للحاق أحدهما بالمباراة، رغم أن المؤشرات حتى الآن لا تصب في صالح مشاركتهما، خصوصًا أن الجهاز الطبي لا يفضل المخاطرة بهما في مواجهة قد تفاقم الإصابة.
على الجانب الجماهيري، شكل خبر الإصابة صدمة كبيرة لعشاق الهلال، الذين كانوا يمنّون النفس برؤية نجومهم في كامل قوتهم أمام السيتي، وعبّر الكثير منهم عبر منصات التواصل عن قلقهم من تأثير الغياب على أداء الفريق والنتيجة النهائية.
الهلال كان يعوّل كثيرًا على خبرة الدوسري في المواجهات الكبرى، خاصة أنه اعتاد التألق أمام الفرق القوية محليًا وآسيويًا، فيما يعتبر ميتروفيتش القوة الضاربة في المنطقة الأمامية، وقد سجّل أهدافًا حاسمة منذ قدومه إلى الفريق.
غيابهما يفتح الباب أمام أسماء جديدة لاقتناص الفرصة وإثبات الذات، وقد يضطر المدرب للاعتماد على لاعبين مثل مالكوم أو نيمار في أدوار هجومية أعمق، إضافة إلى تحريك بعض العناصر في خط الوسط لدعم الهجوم بشكل أكبر.
هذا النوع من الاختبارات يكشف مدى جاهزية الفريق للتعامل مع الضغوط والظروف الطارئة، كما يمثل تحديًا حقيقيًا للمدرب في تقديم حلول سريعة ومبتكرة لتعويض النقص العددي دون التأثير على الأداء الجماعي.
مواجهة مانشستر سيتي تمثل أكثر من مجرد لقاء ودي أو تحضيري، بل هي فرصة لإثبات الذات في مواجهة أفضل مدرب في العالم وأفضل منظومة تكتيكية، لذا فإن الهلال بحاجة إلى كل أوراقه مكتملة حتى يظهر بالصورة التي تليق بمكانته.
ومع اقتراب صافرة البداية، تترقب الجماهير أي أخبار إيجابية بشأن مدى تعافي اللاعبين أو مفاجآت فنية قد يعوّل عليها الفريق، ويبقى الأمل قائماً في أن تكون الإصابات خفيفة، وتسمح على الأقل بظهور جزئي لهما في اللقاء.