في خطوة لافتة أشعلت اهتمام المتابعين الرياضيين، خطف نادي الهلال السعودي الأنظار بعد إعلان مشاركته الرسمية في بطولة كأس العالم للأندية 2025، المقررة إقامتها في الولايات المتحدة.
متفوقًا على أندية عالمية أبرزها مانشستر سيتي الإنجليزي، ما اعتبره الكثيرون إنصافًا للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي لطالما سعى لوضع الكرة السعودية في الواجهة العالمية.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قد اعتمد الهلال رسميًا ضمن قائمة الأندية المشاركة في النسخة الموسعة من كأس العالم للأندية، بعد مراجعة نظام التأهل وتصنيف النقاط، حيث تفوق الهلال على مانشستر سيتي من حيث الأولوية التراكمية للمشاركات القارية في السنوات الماضية.
ورغم فوز مانشستر سيتي بدوري أبطال أوروبا 2023، إلا أن أسبقية الهلال بتحقيق دوري أبطال آسيا 2021، ومشاركته النشطة على المستوى القاري، رجّحت كفته في معايير "فيفا"، التي تهدف إلى تمثيل تنوع قاري وتاريخي في البطولة القادمة، وليس الاكتفاء بالنتائج الحديثة فقط.
هذا التأهل المفاجئ نسبياً للزعيم السعودي أثار تفاعلاً واسعًا، ليس فقط في الأوساط المحلية، بل كذلك لدى جماهير النجم كريستيانو رونالدو، التي رأت في ذلك نوعًا من العدالة، بعد أن طاله التجاهل في ترشيحات الأندية الأوروبية الكبرى، رغم إنجازاته الفردية والجماعية مع النصر.
رونالدو، الذي انضم إلى نادي النصر مطلع 2023، لم يُخفِ طموحه في أن يرى الكرة السعودية تتصدر المشهد العالمي، وكان من أوائل من دعا إلى تقييم الأداء الآسيوي بميزان الإنجاز الحقيقي لا الشهرة فقط، واليوم، يأتي تأهل الهلال ليؤكد أن الأندية السعودية بدأت تحصد ثمار التطوير المنهجي.
الهلال، الذي وصل إلى نهائي كأس العالم للأندية 2022 وقدم مستويات مبهرة أمام ريال مدريد الإسباني، بات يمتلك قاعدة فنية وجماهيرية جعلت منه أحد أكثر أندية آسيا جاهزية لتمثيل القارة في المحافل الدولية، وهو ما ترجمته "فيفا" في قائمة المشاركين الجديدة.
ويأتي هذا القرار في سياق اهتمام الاتحاد الدولي بتوسيع قاعدة المشاركة في البطولة العالمية للأندية، حيث تتجه النسخة القادمة إلى استضافة 32 ناديًا، ما يُعطي فرصة أكبر لأندية من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية لإثبات قدراتها والمنافسة الجادة.
بالنسبة للهلال، فإن هذه المشاركة تُمثل تحديًا جديدًا لإثبات تفوقه القاري ومواصلة بناء السمعة الدولية التي بدأها قبل أعوام، خاصة في ظل تزايد الاهتمام العالمي بكرة القدم السعودية بعد تعاقدات الأندية مع أسماء عالمية بارزة.
أما على صعيد كريستيانو رونالدو، فقد عبّر مقربون منه عن ارتياحه لرؤية نادٍ سعودي يحقق هذا التقدم العالمي، باعتباره جزءًا من المشروع الرياضي السعودي الكبير، الذي لا يقتصر فقط على نادي النصر، بل يمتد لكامل المنظومة التي تطمح لوضع المملكة على خارطة النخبة الكروية.
مواقع التواصل الاجتماعي شهدت موجة من التفاعل بعد إعلان تأهل الهلال، حيث امتلأت المنصات برسائل دعم، وبعضها استذكر تصريحات رونالدو التي تنبأ فيها بتفوق الأندية السعودية على نظيراتها الأوروبية خلال سنوات قليلة، وهو ما بدأ فعلاً يتجلى اليوم.
وسائل الإعلام الأوروبية والعالمية علّقت على الخطوة باهتمام، حيث وصفتها بعض الصحف بأنها "صفعة تنظيمية" لمانشستر سيتي، بينما رأت أخرى أن ما حدث هو تطبيق حقيقي لمبدأ العدالة التنافسية، الذي يمنح القيمة للاستمرارية في الإنجاز وليس فقط النتائج اللحظية.
وبالنظر إلى النظام الجديد للبطولة، فإن مشاركة الهلال ستتيح له خوض مباريات رفيعة المستوى أمام نخبة الأندية العالمية، ما يمنحه فرصة لإثبات أن الكرة الآسيوية، والسعودية تحديدًا، لم تعد مجرد ضيف شرف بل منافس حقيقي يمكنه الوصول لأبعد نقطة.
الاتحاد السعودي لكرة القدم عبّر عن فخره بهذا الإنجاز، مؤكداً أن مشاركة الهلال تُمثل كافة أندية الوطن وتُسهم في تعزيز مكانة الكرة السعودية على المستوى العالمي، خصوصًا أن البطولة القادمة ستشهد متابعة جماهيرية وإعلامية غير مسبوقة.
وبينما ينتظر عشاق الكرة العربية لحظة انطلاق البطولة في صيف 2025، فإن هذا التأهل التاريخي يفتح أبوابًا جديدة من الحلم والطموح، سواء للهلال أو لكافة الأندية السعودية، التي تسير بخطى واثقة نحو العالمية، مدفوعة بدعم حكومي غير مسبوق ورؤية واضحة للمستقبل.