صنع نادي الهلال السعودي فجر اليوم ملحمة كروية خالدة، بعد أن أطاح بفريق مانشستر سيتي الإنجليزي من بطولة كأس العالم للأندية 2025، محققًا فوزًا دراميًا بنتيجة أربعة أهداف مقابل ثلاثة في مواجهة نارية جمعت بين الفريقين في دور الـ16 من البطولة العالمية.
وأثبت الهلال مرة أخرى قدرته على مجابهة الكبار، بعدما قلب التوقعات رأسًا على عقب وقدم واحدة من أجمل مبارياته في السنوات الأخيرة، على أرض الملعب الأمريكي الذي احتضن هذا اللقاء المثير. الفوز لم يكن مجرد عبور للدور التالي، بل كان إعلانًا صريحًا بأن الفريق السعودي جاء ليترك بصمة تاريخية.
الفريق الأزرق دخل اللقاء بثقة كبيرة، ولم يظهر أي رهبة من مواجهة بطل أوروبا، ونجح لاعبوه في امتصاص الضغط المبكر من مانشستر سيتي قبل أن يبدأوا في فرض إيقاعهم الخاص، وسط انبهار الجماهير بمستوى الأداء والتنظيم والانضباط التكتيكي.
وجاءت أهداف الهلال الأربعة بأقدام نارية أظهرت مهارة فردية عالية وتجانسًا جماعيًا نادرًا، ليرد الفريق السعودي على كل المشككين ويثبت أنه يملك العناصر القادرة على إسقاط أكبر الأندية العالمية، بما في ذلك كتيبة المدرب بيب غوارديولا.
وشهدت المباراة لحظات إثارة لا تنتهي، إذ تبادل الفريقان الهجمات وتناوبا على التسجيل، لكن الهلال حافظ على ثباته الذهني في الأوقات الحاسمة، ونجح في خطف هدف الفوز في الدقائق الأخيرة من المباراة، مانحًا جماهيره لحظة انفجار عاطفي لا تُنسى.
هذا الانتصار التاريخي أهّل الهلال إلى الدور ربع النهائي من كأس العالم للأندية، حيث يضرب موعدًا ناريًا مع فريق فلومينسي البرازيلي، الذي تأهل بدوره على حساب إنتر ميلان الإيطالي، بعد أن تغلب عليه بثنائية نظيفة في مواجهة قوية أقيمت أمس الاثنين.
ويترقب عشاق كرة القدم العربية موعد المواجهة المنتظرة بين الهلال وفلومينسي، والمقرر إقامتها مساء الجمعة المقبل، في تمام العاشرة بتوقيت مكة المكرمة، وسط توقعات بملحمة جديدة تحمل الكثير من التشويق والندية بين عملاق آسيا وبطل أمريكا الجنوبية.
ويحمل هذا التأهل نكهة خاصة لجماهير الهلال، لا سيما أن الفريق هو الممثل العربي الوحيد المتبقي في البطولة بعد خروج معظم الفرق الآسيوية والأفريقية، مما يحمّله مسؤولية رفع راية الكرة العربية عاليًا في هذا المحفل الكروي العالمي.
الفوز على مانشستر سيتي، أحد أقوى فرق العالم وأكثرها استحواذًا على البطولات الأوروبية، يعتبر علامة فارقة في مسيرة الهلال، ويمنحه دفعة معنوية هائلة قبل مواجهة فلومينسي، في سعيه لبلوغ نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
أداء الهلال اللافت في البطولة حتى الآن يعكس حجم العمل الكبير الذي يقوم به الجهاز الفني بقيادة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس، الذي نجح في توظيف لاعبيه بالشكل الأمثل، خاصة في خطي الوسط والهجوم، حيث بدا الفريق أكثر شراسة وتنظيمًا.
كما لعبت الصفقات الأجنبية دورًا محوريًا في تفوق الهلال، إذ تألق عدد من اللاعبين المحترفين بشكل لافت أمام مانشستر سيتي، مقدمين لمحات فنية أكدت أن الفريق بات على مستوى عالمي حقيقي، وقادر على مقارعة عمالقة اللعبة.
ويأمل الهلال في مواصلة مغامرته المدهشة نحو منصة التتويج، رغم صعوبة المنافسين وقوة جدول البطولة، لكن ما أظهره الفريق من روح قتالية وثقة بالنفس جعل جماهيره تحلم بإنجاز غير مسبوق يخلد اسم الهلال في سجل أبطال كأس العالم للأندية.
ردود الأفعال بعد المباراة لم تتوقف، إذ أشادت وسائل الإعلام العالمية بالأداء المذهل للهلال، واعتبرت فوزه على مانشستر سيتي مفاجأة البطولة حتى الآن، خاصة بالنظر إلى فارق الإمكانيات والتجارب والخبرة الدولية بين الفريقين.
وسرعان ما تصدّر اسم الهلال مواقع التواصل الاجتماعي، واشتعلت منصات السوشيال ميديا بالاحتفالات، سواء من مشجعيه أو من محبي كرة القدم في الوطن العربي عمومًا، ممن وجدوا في هذا الفوز مصدر فخر واعتزاز.
وبات الهلال أمام فرصة ذهبية لكتابة فصل جديد في تاريخه الكروي، فالفريق الذي تغلب على مانشستر سيتي بإمكانه أن يواصل المسير بثقة وثبات، مدعومًا بجماهيره العريضة، التي تتطلع لرؤية فريقها يعتلي قمة العالم الكروي في أقوى بطولات الأندية.