خوسيه كالزادا
خوسيه كالزادا يعلن.. المشروع الرياضي السعودي أصبح نموذجًا عالميًا وهذا هو سر نجاح الرياضة السعودية
كتب بواسطة: احمد باشا |

كشف الخبير الرياضي الإسباني خوسيه لويس كالزادا عن رؤيته لأسباب نجاح المشروع الرياضي السعودي في السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن المملكة استطاعت أن ترسم خارطة طريق واضحة نحو الريادة في قطاع الرياضة، بفضل الدعم الحكومي الكبير والاستراتيجية طويلة المدى.

وجاءت تصريحاته خلال لقاء صحفي مع إحدى وسائل الإعلام الأوروبية، حيث تناول بالتفصيل العناصر التي قادت هذا التحول اللافت، وأوضح كالزادا أن سر نجاح المشروع الرياضي السعودي يكمن في المزج بين الرؤية الاستراتيجية الطموحة والالتزام التنفيذي العالي.

مشيرًا إلى أن السعودية لا تنظر إلى الرياضة كمجرد ترف أو نشاط ترفيهي، بل كأداة اقتصادية وثقافية واجتماعية ذات أثر عميق، وهذا ما جعل المملكة تتحول إلى مركز جذب عالمي للأنشطة الرياضية الكبرى.

وأشار إلى أن وجود رؤية واضحة مثل "رؤية السعودية 2030" هو عامل جوهري في هذا النجاح، إذ تتعامل الحكومة مع الرياضة كأحد القطاعات الداعمة للنمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل، ولفت إلى أن الأرقام والمؤشرات تعكس تطورًا كبيرًا في البنية التحتية والمنشآت الرياضية، ما أتاح فرصًا هائلة للنمو والتوسع.

وأكد كالزادا أن العمل الاحترافي في قطاع كرة القدم تحديدًا يُعد أبرز صور هذا النجاح، خاصة بعد استقطاب عدد من أبرز نجوم العالم إلى الدوري السعودي، وهو ما وضع المسابقة في بؤرة الاهتمام الإعلامي الدولي، وساهم في رفع مستوى التنافسية بشكل لافت، كما أشار إلى أن الأندية السعودية باتت تُدار بعقليات احترافية تشبه نظيراتها الأوروبية.

وأضاف أن النمو الرياضي في المملكة لم يقتصر على كرة القدم، بل شمل رياضات أخرى كالفورمولا 1، والتنس، والملاكمة، والجولف، ما يعكس فهمًا عميقًا لتعدد مصادر الجذب الرياضي، وعدم حصر الاستثمار في نوع رياضي واحد، وهو أمر يُحسب للمسؤولين على التخطيط بعيد المدى.

وتحدث الخبير الإسباني أيضًا عن الدور المحوري للهيئات الرياضية السعودية، وعلى رأسها وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم، في صياغة برامج تطوير الكوادر، وتحسين بيئة العمل الرياضي، ودعم المواهب المحلية، وقال إن هذه المؤسسات لا تعمل بشكل عشوائي، بل وفق دراسات واستراتيجيات واضحة.

وأشاد بدور السعودية في تنظيم واستضافة البطولات العالمية، موضحًا أن النجاح التنظيمي اللافت لأحداث كبرى مثل "السوبر الإسباني" و"كأس العالم للأندية المقبلة"، وغيرها من البطولات، جعل المملكة وجهة مفضلة للفعاليات الرياضية الدولية، وهذا يعزز من سمعتها عالميًا ويزيد من ثقة الاتحادات الدولية.

وأوضح كالزادا أن السعودية لا تكتفي بشراء الأحداث الرياضية، بل تحرص على الاستفادة القصوى منها في الترويج الثقافي والسياحي، وهو ما يُشكل نموذجًا متكاملاً لاقتصاد الرياضة، وأكد أن العديد من الدول بدأت تدرس التجربة السعودية للاستفادة منها في مشاريعها المستقبلية.

وأضاف أن الأندية السعودية اليوم تمتلك أدوات احترافية مثل أكاديميات تطوير المواهب، ومراكز أداء بدني عالية الجودة، ومجالس إدارة بخبرات متنوعة، مما يعكس تحولًا جذريًا في إدارة اللعبة، وهو ما ساهم في تقديم مستوى فني عالٍ يُنافس بعض الدوريات الكبرى.

ولم يغفل كالزادا الإشارة إلى دور الجمهور السعودي، مؤكدًا أن الحماس الجماهيري في المملكة كان من أبرز العوامل التي لفتت أنظار العالم، وقال إن التفاعل الجماهيري في المباريات، والمشاركة الواسعة في الفعاليات، منحت المشهد الرياضي طابعًا نابضًا بالحياة والتطور.

وتحدث عن أهمية الإعلام الرياضي السعودي في دعم المشروع، واصفًا إياه بالشريك المؤثر، سواء في نقل الصورة الإيجابية، أو في النقد البناء الذي يُسهم في التطوير، كما أشار إلى أن منصات التواصل أصبحت جزءًا من ديناميكية الحراك الرياضي السعودي.

واعتبر كالزادا أن استمرار هذا النجاح يتطلب الحفاظ على وتيرة العمل، ودعم التخصصات الرياضية الأخرى إلى جانب كرة القدم، وتشجيع الاستثمار المحلي في المجال، وضمان الاستدامة المالية والتخطيط طويل الأجل، ولفت إلى أن التحدي الحقيقي يبدأ عند الوصول إلى القمة.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن السعودية تقدم اليوم نموذجًا غير مسبوق في العالم العربي من حيث الطموح الرياضي، وأن المشروع لم يعد حلمًا بل واقعًا ملموسًا يشاهده الجميع، داعيًا باقي الدول إلى مراقبة التجربة السعودية والتعلّم منها.

ويُعد خوسيه لويس كالزادا من الأسماء البارزة في التحليل الرياضي الأوروبي، وسبق له العمل كمستشار لعدد من الأندية والاتحادات، وله خبرة واسعة في تقييم المشاريع الرياضية الناشئة، مما يمنحه مصداقية عالية عند الحديث عن تجارب بهذا الحجم.