التأشيرة السياحية السعودية
كيف غيرت التأشيرة السياحية وجه السياحة في السعودية؟.. اقتصادي يوضح
كتب بواسطة: سماح الرائع |

أكد الكاتب والمحلل الاقتصادي الدكتور بندر الجعيد أن التأشيرة السياحية السعودية شكّلت نقطة تحول مهمة في زيادة عدد الزوار القادمين إلى المملكة خلال الفترة الأخيرة مشيرًا إلى أن الأثر الإيجابي لهذه الخطوة انعكس على مختلف جوانب الاقتصاد والسياحة.

وأوضح الجعيد في حديثه لقناة "العربية" أن المملكة نجحت في تعزيز مكانتها كوجهة جاذبة بفضل تطوير منظومة التأشيرات وتسهيل إجراءات الدخول للزوار خصوصًا مع التوسع في استخدام التقنية والتحول الرقمي الذي واكب إطلاق التأشيرة السياحية.

وأشار إلى أن الأتمتة التي شهدتها الخدمات المرتبطة بالتأشيرة السياحية سهلت كثيرًا على الزوار عملية استخراج التصاريح والاطلاع على متطلبات الدخول مما جعل التجربة السياحية أكثر سلاسة وتنافسية مقارنة بالأسواق الإقليمية الأخرى.

وبيّن أن تنوع المنتج السياحي في المملكة لعب دورًا تكامليًا مع هذه التسهيلات حيث بات الزائر يجد تجارب متعددة تمتد من السياحة الشاطئية في البحر الأحمر إلى السياحة التاريخية والثقافية في العلا والدرعية ومناطق متعددة أخرى.

ولفت إلى أن إطلاق مشاريع كبرى في منطقة البحر الأحمر كان من العوامل الجاذبة للزوار الدوليين مؤكدًا أن المملكة باتت تقدم تجربة سياحية شاملة تجمع بين الفخامة والطبيعة والتراث في إطار حديث ومعاصر يناسب تطلعات المسافرين العالميين.

وأضاف أن هذه القفزة النوعية في القطاع السياحي لم تكن لتتحقق دون الاستثمار القوي في البنية التحتية الرقمية حيث ساعدت التقنيات الحديثة في تقليص زمن المعاملات وتوفير واجهات ذكية تتحدث لغات متعددة وتراعي تنوع الزوار.

وأكّد أن الجهات المعنية بالسياحة في المملكة عملت على تحسين بيئة الاستقبال بدءًا من المطار وصولًا إلى الفنادق والمواقع السياحية مرورًا بالأنظمة الرقمية التي أصبحت تتيح الحجز والدفع والتخطيط للرحلة بشكل إلكتروني متكامل.

وأشار إلى أن هذه الخطوات تأتي ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تضع القطاع السياحي ضمن أولويات التنويع الاقتصادي من خلال جذب 100 مليون زيارة سنويًا ورفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي بشكل مستدام.

ورأى الجعيد أن التأشيرة السياحية تمثل أحد النماذج الناجحة على مستوى التحول الإداري في المملكة إذ جمعت بين المرونة والابتكار وسرعة الإجراءات مما عزز من جاذبية السوق السياحي السعودي في ظل منافسة إقليمية وعالمية متزايدة.

وبيّن أن السياسات التي اتبعتها المملكة في هذا المجال ساهمت في تغيير الصورة الذهنية لدى الزوار المحتملين حيث باتت السعودية تُقدَّم على أنها وجهة حديثة ومنفتحة ذات مقومات متنوعة تستحق الاستكشاف.

وقال إن تعزيز السياحة لا يعود بالنفع فقط على الفنادق والمرافق السياحية بل يمتد أثره إلى قطاعات النقل والطيران والتجزئة والخدمات اللوجستية وهو ما يخلق فرصًا اقتصادية جديدة ويدعم التوظيف المحلي.

ودعا الجعيد إلى الاستمرار في تطوير التشريعات والبرامج الداعمة للتأشيرة السياحية وتوسيع نطاق الفئات المستهدفة لتمكين المملكة من الوصول إلى أسواق جديدة وتوسيع دائرة التأثير الاقتصادي في القطاع.

وأشار إلى أن المنافسة العالمية على جذب السياح تتطلب استمرار التجديد والابتكار في الخدمات والعروض داعيًا إلى الاستثمار في تجارب سياحية غير تقليدية تبرز الهوية السعودية وتُميزها عن باقي الوجهات.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن المملكة تمضي في الاتجاه الصحيح نحو بناء اقتصاد سياحي مستدام يرتكز على البنية التحتية الذكية والتشريعات الداعمة والمشروعات الكبرى التي تحوّل الرؤية إلى واقع ملموس أمام العالم.