في مفاجأة غير متوقعة، دخل نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي على خط مفاوضات ضم النجم الكولومبي جون دوران، مهاجم نادي النصر السعودي، في خطوة دراماتيكية أعادت ترتيب أوراق الميركاتو الصيفي وفتحت الباب أمام تساؤلات واسعة حول مستقبل اللاعب الشاب في الملاعب الأوروبية والخليجية خلال المرحلة القادمة.
والجدير بالذكر أن جون دوران، الذي انتقل إلى نادي النصر في يناير الماضي قادمًا من نادي أستون فيلا الإنجليزي بصفقة ضخمة بلغت 90 مليون يورو، كان من أبرز الأسماء التي خطفت الأنظار مع انطلاق مشواره في دوري روشن السعودي، حيث تألق في مبارياته الأولى مع الفريق وقدم مستويات واعدة جعلت البعض يعتبره الوريث المنتظر للقيادة الهجومية إلى جانب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
ولكن مع مرور الجولات، شهد أداء دوران تراجعًا تدريجيًا لم يكن متوقعًا، الأمر الذي أثار استياء شريحة من جماهير النصر التي كانت تعوّل على اللاعب كثيرًا في مسيرة الفريق محليًا وقاريًا، لا سيما أن النادي خرج من الموسم الماضي دون تحقيق أي بطولة، رغم الصفقات الكبيرة التي أبرمها في صيف 2023 وشتاء 2024.
وأكدت التقارير الصحفية التركية أن نادي فنربخشه نجح في التوصل إلى اتفاق مع إدارة النصر لاستعارة جون دوران لمدة موسم واحد، في صفقة أثارت العديد من علامات الاستفهام، خصوصًا أن اللاعب لم يمضِ سوى ستة أشهر فقط في صفوف العالمي، وكان من المفترض أن يشكل ركيزة أساسية لمشروع النادي في السنوات المقبلة.
إلا أن المفاجأة الأكبر جاءت حين كشفت ذات التقارير عن دخول مانشستر يونايتد على الخط في اللحظات الأخيرة، إذ حاول النادي الإنجليزي الظفر بخدمات المهاجم الكولومبي بشكل دائم، مقدمًا عرضًا ماليًا كبيرًا تجاوز 60 مليون يورو لشراء عقد اللاعب، إلى جانب عرض راتب سنوي مغرٍ يصل إلى 20 مليون يورو على مدار أربع سنوات، وهو ما يعكس حجم الاهتمام الذي يحظى به اللاعب في أوروبا رغم تذبذب مستواه في السعودية.
ويرى الجهاز الفني في مانشستر يونايتد، بحسب مصادر إعلامية بريطانية، في دوران لاعبًا شابًا يمتلك مؤهلات بدنية وفنية يمكن تطويرها داخل الدوري الإنجليزي الممتاز، خاصة وأنه ما زال في الـ20 من عمره ويملك خبرة اللعب في البريميرليغ سابقًا مع أستون فيلا، مما يجعله خيارًا مثاليًا لخطط الفريق المستقبلية في مركز رأس الحربة.
ولم يلقَ رحيل دوران المفاجئ عن النصر، ولو على سبيل الإعارة، ترحيبًا من شريحة واسعة من جماهير النادي، التي عبرت عن دهشتها من القرار في ظل حاجة الفريق الماسة إلى مهاجم شاب قادر على دعم رونالدو والتخفيف من عبء التهديف، خصوصًا أن النصر يعاني من قلة الحلول الهجومية الفعالة في ظل تواضع مستوى بعض الأسماء الأخرى.
وتسعى إدارة النصر حاليًا إلى تعويض رحيل دوران من خلال الدخول بقوة في سوق الانتقالات الصيفية، بحثًا عن مهاجم بمواصفات فنية مميزة، يمكنه قيادة خط الهجوم في مختلف البطولات، خاصة أن الفريق يستعد للمشاركة في دوري أبطال آسيا والبطولات المحلية التي لن تقبل بأنصاف الحلول، في ظل ضغط الجماهير والمنافسة القوية من الأندية الكبرى في المملكة.
ويواصل الجهاز الإداري في النصر بقيادة الرئيس التنفيذي الجديد مراجعة كافة التعاقدات السابقة وتقييم الأداء العام للفريق خلال الموسم الماضي، تمهيدًا لإعادة بناء الفريق فنيًا بشكل يتناسب مع طموحات النادي، بعد موسم مخيب لم يشهد أي تتويج، رغم التعاقدات الكبيرة التي شملت أسماء وازنة على مستوى اللاعبين والمدربين.
وقد جدد كريستيانو رونالدو، قائد الفريق وهدافه الأول، عقده مؤخرًا حتى صيف 2027، في خطوة تعكس التزامه بمشروع النصر على المدى الطويل، لكن البرتغالي يدرك أن مواصلة مشواره مع الفريق مرهونة بوجود لاعبين قادرين على مساعدته داخل الملعب، مما يفرض على الإدارة ضرورة تسريع عملية التعاقدات وإنهاء كافة الملفات العالقة خلال الأسابيع القادمة.
ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تطورات جديدة في ملف دوران، لا سيما بعد دخول مانشستر يونايتد في الصفقة، حيث تتضارب الروايات حول موافقة اللاعب على الانتقال إلى تركيا أو رغبته في العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، وسط ترقب واسع من جماهير النصر التي تنتظر حسم مستقبل اللاعب بشكل نهائي وواضح.
وفي الوقت ذاته، يبدو أن فنربخشه التركي مصمم على استغلال الفرصة، إذ يسعى النادي لتعزيز صفوفه استعدادًا لمنافسات الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا، ويرى في دوران خيارًا هجوميًا مثاليًا، قادرًا على إضافة بعد بدني وفني جديد إلى خطه الأمامي، في ظل قدراته على اللعب كمهاجم صريح أو كمهاجم متأخر.
وقد يكون رحيل دوران بداية لتغييرات أوسع داخل النصر خلال فترة الانتقالات الصيفية، حيث تشير المصادر إلى أن عددًا من اللاعبين الأجانب الآخرين مهددون بالخروج، في ظل تقييم فني شامل لأدائهم ومدى استفادة الفريق منهم، في وقت ترتفع فيه مطالب الجماهير بتحقيق نتائج فورية والمنافسة الجدية على كافة البطولات.
وحتى اللحظة، لم يصدر أي بيان رسمي من نادي النصر بشأن صفقة انتقال دوران، سواء على سبيل الإعارة أو البيع النهائي، لكن المؤكد أن وجود مانشستر يونايتد في الصورة غيّر الحسابات كليًا، وقد يدفع النادي السعودي لإعادة التفكير في الصفقة أو طلب شروط جديدة قبل إتمامها رسميًا خلال الأيام المقبلة.
ويظل مستقبل جون دوران بين أيدي الأطراف الثلاثة، إذ سيكون على اللاعب اتخاذ قرار حاسم بين البقاء في أوروبا عبر بوابة فنربخشه أو مانشستر، أو العودة لاحقًا إلى النصر في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن انتقاله، في وقت تتزايد فيه العروض المقدمة له من أندية أخرى في القارة العجوز.