ضبطت القوات الخاصة للأمن البيئي مواطنًا مخالفًا لنظام البيئة في منطقة حائل، إثر قيامه بإشعال النار في أراضي الغطاء النباتي، وهو ما يُعد مخالفة صريحة لأنظمة حماية البيئة، وقد تم اتخاذ الإجراءات النظامية بحقه وفق ما تقضي به اللوائح المعتمدة، في إطار الجهود المستمرة لحماية الموارد الطبيعية والحفاظ على سلامة المنظومة البيئية في مختلف مناطق المملكة.
وأكدت القوات أن هذا السلوك يُعد من الممارسات الخطرة التي تؤثر سلبًا على الغطاء النباتي وتعرض البيئة المحلية لمخاطر متعددة، خصوصًا في ظل ما تشهده المملكة من مبادرات وطنية كبرى لحماية التنوع الأحيائي ومكافحة التصحر وتفعيل مفهوم الاستدامة البيئية بشكل عملي وميداني.
وأوضحت أن عقوبة إشعال النار أو استخدامها في أراضي الغطاء النباتي دون تصريح تصل إلى غرامة مالية قدرها 3000 ريال، وذلك لما تسببه هذه الممارسات من تهديد مباشر للبيئة، سواء من خلال احتمال اندلاع حرائق واسعة أو الإضرار بالتربة والكائنات الحية في المنطقة.
ودعت القوات الخاصة للأمن البيئي عموم المواطنين والمقيمين إلى ضرورة الالتزام بالأنظمة البيئية السارية، والامتناع عن إشعال النار في المواقع الطبيعية التي تُعد ضمن نطاق الغطاء النباتي، مؤكدة أن هذه المواقع تخضع لحماية نظامية صارمة ضمن جهود المملكة في الحفاظ على مواردها الطبيعية.
وشددت على أن إشعال النار في هذه المناطق لا يُعد تصرفًا فرديًا عابرًا، بل يُصنف كاعتداء على مقدرات وطنية تستوجب الردع والمحاسبة، كما أنه يمثل سلوكًا قد يؤدي إلى أضرار بيئية جسيمة لا تقتصر على موقع الاشتعال، بل قد تمتد لتشمل رقعة واسعة من المساحات الخضراء.
وبيّنت أن مراقبة الغطاء النباتي تخضع لمنظومة رقابة بيئية دقيقة تشمل الجولات الميدانية والبلاغات المجتمعية والتقنيات الحديثة في رصد الانتهاكات، وتعمل القوات على تفعيلها بصفة يومية للحد من السلوكيات غير المسؤولة والحفاظ على البيئة الطبيعية في المملكة.
وحثّت القوات جميع أفراد المجتمع على المبادرة في التبليغ عن أي ممارسات بيئية مخالفة من شأنها التأثير على الحياة الفطرية أو الإضرار بالغطاء النباتي، مؤكدة أن البلاغات تُعامل بسرية تامة دون تحميل المبلّغ أي تبعات أو مسؤوليات قانونية.
وأشارت إلى تخصيص الرقم 911 للإبلاغ في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية، بينما تم تخصيص الرقمين 999 و996 لبقية مناطق المملكة، لضمان سرعة استقبال البلاغات وتعزيز الاستجابة الفورية من الجهات المعنية.
وأضافت أن التبليغ لا يقتصر على الاعتداءات الكبرى، بل يشمل أي ممارسات مخالفة، حتى وإن بدت بسيطة، مثل إشعال نار أو رمي مخلفات في مواقع طبيعية، كون هذه التصرفات تتراكم آثارها مع مرور الوقت وتؤثر سلبًا على صحة البيئة واستقرار النظام البيئي المحلي.
وأكدت أن المخالفات البيئية تُرصد ويُتعامل معها بحزم، دون تهاون مع مرتكبيها، تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة ووفق ما نص عليه نظام البيئة، الذي يشمل مجموعة من الغرامات والعقوبات التي تهدف إلى تعزيز احترام الطبيعة وترسيخ مفاهيم الحماية المستدامة.
وأوضحت أن موسم الصيف يشهد زيادة في بعض الممارسات الخاطئة مثل إشعال النار للتنزه أو الطهي في المناطق البرية، ما يستدعي مضاعفة جهود التوعية وتشديد الرقابة لحماية البيئة من الحرائق والتلف، مشيرة إلى أن التصرف المسؤول هو أساس حماية الطبيعة.
ولفتت إلى أن برامج الحماية البيئية بالمملكة باتت تمثل عنصرًا أساسيًا في رؤية السعودية 2030، وأن الالتزام الفردي والمجتمعي بهذه الأنظمة يُعد جزءًا من المسؤولية الوطنية في الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة وتحقيق التنمية البيئية المتوازنة.
واختتمت القوات تأكيدها على أن كل من تسوّل له نفسه التعدي على البيئة سيواجه العقوبات النظامية بكل حزم، داعية إلى تعزيز ثقافة الوعي البيئي والالتزام بالسلوكيات الإيجابية أثناء التنزه أو التخييم أو ممارسة أي أنشطة في المناطق الطبيعية.