شَهِد عدد من أحياء محافظة العارضة شرق منطقة جازان انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي خلال الأيام القليلة الماضية، وهو ما أثار حالة من الاستياء والقلق بين السكان خاصة مع تزامن تلك الانقطاعات مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي تشهدها المنطقة حاليًا.
السكان عبّروا عن تذمرهم من استمرار هذه الانقطاعات التي جاءت في وقت يحتاج فيه الأهالي إلى استقرار الخدمات أكثر من أي وقت آخر، لا سيما أن درجات الحرارة تجاوزت الأربعين مئوية مما جعل المكيفات والبرادات المنزلية وسائل لا غنى عنها في ساعات النهار والليل.
انقطاع الكهرباء تكرر في عدة أوقات من اليوم الواحد، أحيانًا صباحًا وأحيانًا أخرى عند المساء، دون إشعار مسبق من الشركة المزودة بالخدمة، وهو ما أربك العديد من الأسر وسبب تلفًا في بعض الأجهزة الكهربائية نتيجة تذبذب التيار المفاجئ.
بعض المواطنين أشاروا إلى أن الانقطاع لم يقتصر على فترات الذروة فقط، بل امتد إلى أوقات الفجر، وهو ما تسبب في انقطاع المياه في بعض المنازل نتيجة توقف مضخات المياه المعتمدة على الكهرباء، بالإضافة إلى تعطل أجهزة التهوية في المساجد.
في ظل هذه الظروف، طالب الأهالي شركة الكهرباء بسرعة التدخل لإصلاح الأعطال وتقديم توضيحات حول أسباب تكرار الانقطاعات، مؤكدين أن ما يحدث يعكس ضعف الاستعداد للصيف وافتقار الشبكة المحلية في العارضة للقدرة على التحمل.
كما أبدى أولياء أمور الطلاب قلقهم من تأثير هذه الانقطاعات على استقرار أجواء الاستذكار في المنازل، خاصة أن كثيرًا من الأسر تعتمد على الوسائل الإلكترونية والمناخ الملائم لمساعدة أبنائهم على الدراسة خلال العطلة أو الدورات الصيفية.
وقد لفت عدد من المواطنين إلى أن معاناتهم مع الكهرباء ليست جديدة، بل تتكرر كل صيف، لكنها هذا العام ازدادت حدة وتكرارًا، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مدى جاهزية فرق الصيانة وخطط الطوارئ التي من المفترض أن تُفعّل في مثل هذه الظروف.
من جهتهم، ناشد الأهالي الجهات المعنية بمنطقة جازان بالتدخل العاجل والوقوف على أوضاع الخدمات في العارضة، خاصة وأن المحافظة تقع في منطقة جبلية ويصعب تعويض غياب التيار بسهولة، وهو ما يزيد من معاناة كبار السن والمرضى.
كما تداول عدد من المواطنين في وسائل التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو تظهر لحظة انقطاع التيار الكهربائي عن بعض الأحياء، مرفقين معها تعليقات تطالب بسرعة الاستجابة وفتح قنوات تواصل مباشرة مع فرق الطوارئ التابعة للكهرباء.
وفي الوقت ذاته، أعرب عدد من أصحاب الأنشطة التجارية عن تضررهم جراء هذه الانقطاعات، خاصة المحلات التي تعتمد على التبريد، مؤكدين أن بعض المنتجات الغذائية تعرضت للتلف وأن الخسائر تراكمت خلال الأيام الماضية دون تعويض.
ورغم الشكاوى المتكررة، لم تُصدر الشركة السعودية للكهرباء حتى الآن بيانًا رسميًا يوضح أسباب هذه الأعطال أو يطمئن الأهالي بشأن تحركات جادة لمعالجة المشكلة، مما زاد من حدة القلق والاستياء في أوساط السكان.
ويرى متابعون أن هذه الأزمة تكشف حاجة المنطقة لمزيد من الاستثمار في البنية التحتية الكهربائية، مؤكدين أن الضغط المتزايد على الشبكة نتيجة التوسع العمراني والكثافة السكانية يستوجب تحديثًا عاجلًا للمولدات والخطوط المغذية.
ويؤكد مختصون في الطاقة أن فصول الصيف في المناطق الجنوبية تتطلب إجراءات وقائية مدروسة مسبقًا لتفادي الأعطال، وهو ما يجعل غياب خطة واضحة لصيف هذا العام أمرًا غير مقبول في ظل الظروف المناخية الصعبة.
وبينما تتزايد مطالب الأهالي بحلول عاجلة، يبقى الأمل معقودًا على تجاوب الجهات المعنية خلال الساعات المقبلة لتأمين استقرار الخدمة في محافظة العارضة، وإنهاء هذه الأزمة التي تؤرق المواطنين وتزيد من صعوبة حياتهم اليومية.