هل يخطف الهلال قاهر رونالدو؟
هل يخطف الهلال قاهر رونالدو؟ .. صفقتان تثيران الجدل قبل انطلاق الموسم
كتب بواسطة: محمد خالد |

مع اقتراب انطلاقة الموسم الجديد، يعيش الشارع الرياضي السعودي حالة من الترقب، بعد تصاعد الحديث عن نية نادي الهلال السعودي التعاقد مع صفقتين بارزتين خلال فترة الانتقالات الصيفية، في إطار مساعي الإدارة الجديدة، بقيادة المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، لإعادة بناء الفريق وتعزيز صفوفه استعدادًا لموسم يتسم بالتحديات المحلية والقارية.

وقد ربطت الأنباء المتداولة اسم الهلال بالمدافع السعودي عبد الله مادو، والمهاجم المغربي يوسف النصيري، في خطوة وُصفت بأنها تهدف إلى سد الثغرات في العمق الدفاعي وزيادة الفاعلية الهجومية، وسط توقعات بأن ترفع مثل هذه التعاقدات من مستوى الفريق فنيًا وتكتيكيًا، خصوصًا في ظل تطلعات الهلال للعودة إلى منصات التتويج.

وقد أثار عبد الله مادو، المدافع صاحب الـ31 عامًا، الجدل في الأسابيع الأخيرة بعد أن انتهى عقده مع الاتفاق دون إعلان رسمي عن تمديد أو انتقال، مما فتح الباب أمام الكثير من التكهنات بشأن مستقبله الكروي، خاصة مع قدرته على اللعب في مراكز الدفاع المتعددة وخبرته الممتدة على الصعيد المحلي والدولي.

وكان مادو قد لعب للنصر منذ انطلاق مسيرته، قبل أن ينتقل في يناير 2024 إلى الاتفاق على سبيل الإعارة، ومن ثم وقع عقدًا دائمًا مع الفريق في يوليو، لكن بقاءه دون عقد فعّال حتى الآن جعل اسمه مطروحًا بقوة في سوق الانتقالات، خاصة مع قرب انطلاق المعسكرات التحضيرية للأندية السعودية.

وفي الجهة الأخرى، يُعد يوسف النصيري واحدًا من أبرز المهاجمين المغاربة في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، حيث صنع لنفسه اسمًا في الدوري الإسباني من خلال تجربته مع أندية مالاغا وليغانيس ثم إشبيلية، قبل أن يحط الرحال في فنربخشة التركي خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية.

وكان النصيري، البالغ من العمر 28 عامًا، قد ارتبط اسمه بنادي النصر في يناير الماضي ضمن صفقات النصر الشتوية، إلا أن المفاوضات لم تكتمل آنذاك لأسباب لم يُكشف عنها، لكن عودته مجددًا إلى دائرة اهتمام الأندية السعودية تؤكد أن اللاعب لا يزال يحظى بمتابعة من فرق دوري روشن الطامحة إلى تعزيز هجومها.

ورغم تصاعد وتيرة الشائعات حول قرب النصيري ومادو من ارتداء القميص الأزرق، فإن الإعلامي الرياضي سيف السيف خرج بتصريح عبر منصة "إكس"، أكد فيه أن الهلال لم يفتح أي خطوط تفاوض رسمية مع أي من اللاعبين، نافيًا بذلك ما تم تداوله في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح السيف في تصريحاته أن الهلال لا يفكر حاليًا في استقطاب مادو أو النصيري، معتبرًا أن ما يُتداول مجرد اجتهادات لا تمت للواقع بصلة، وأن إدارة الهلال لديها خطط واضحة في التعاقدات، يتم تنفيذها بهدوء ودقة بعيدًا عن الضجيج الإعلامي.

وتأتي هذه التكهنات في ظل تطلعات الهلال إلى تعويض الموسم الماضي الذي لم يحقق فيه الفريق كل أهدافه، رغم تقديمه مستويات قوية في بعض الفترات، حيث تسعى الإدارة إلى ضخ دماء جديدة في التشكيلة، خصوصًا بعد التعاقد رسميًا مع المدرب سيموني إنزاغي، الذي يُنتظر أن يعيد ترتيب الأوراق الفنية.

ويعد الهلال من أكثر الأندية السعودية حضورًا وتأثيرًا في سوق الانتقالات، خاصة بعد التطور الكبير الذي شهده الدوري السعودي على مستوى التنافسية وجذب النجوم العالميين، حيث بات الانتقال إلى الأندية السعودية خيارًا جذابًا للكثير من اللاعبين الذين يبحثون عن تحديات جديدة في بيئة احترافية.

وفي ظل عدم صدور أي بيان رسمي من نادي الهلال بشأن مادو أو النصيري، يبقى المشهد غامضًا، مما يفتح الباب أمام استمرار التكهنات خلال الأيام المقبلة، لا سيما مع بدء استعدادات الأندية لموسم 2025-2026، وبدء المعسكرات الخارجية.

ومن جهة أخرى، يرى بعض المراقبين أن نفي المفاوضات لا يعني بالضرورة عدم وجود رغبة مستقبلية في استقطاب اللاعبين، خصوصًا وأن مسألة التفاوض قد تخضع لاعتبارات مالية أو فنية يتم دراستها في مراحل متقدمة، خاصة في الأندية الكبرى التي تخطط بعناية فائقة لأي خطوة انتقال.

ولا يُستبعد أن يكون الهلال بالفعل قد وضع أسماء مثل مادو والنصيري ضمن قائمته الموسعة للخيارات المتاحة، في حال فشل التعاقد مع أهداف أخرى، خاصة وأن الخيارات الدفاعية والهجومية في السوق الآسيوية محدودة مقارنة بالمراكز الأخرى، مما يعزز من فرص عودة الاهتمام بهذين الاسمين.

كما يُعد مادو من المدافعين السعوديين ذوي الخبرة، مما يجعله خيارًا جذابًا لأي نادٍ يبحث عن تعزيز محلي في الخط الخلفي، وهو ما يتيح للهلال إمكانية التوازن بين المحترفين الأجانب واللاعبين المحليين ضمن سقف التعاقدات المسموح بها.

أما النصيري، فرغم انتقاله حديثًا إلى فنربخشة، فإن تقارير إعلامية أوروبية لم تستبعد إمكانية خروجه المبكر من النادي التركي، في حال تلقى عرضًا مغريًا من أحد الأندية الخليجية، خاصة مع توفر السيولة المالية وارتفاع سقف التوقعات في الدوري السعودي.

وفي الوقت الذي تواصل فيه إدارة الهلال دراسة الملفات الفنية، ينتظر جمهور النادي بترقب إعلان أي صفقة قوية، تليق بتطلعات الفريق الأزرق الذي يمتلك طموحات دائمة في حصد الألقاب، وتقديم أداء يوازي استثماراته وسمعته قارياً ومحلياً.

ويبقى مستقبل مادو والنصيري مفتوحًا على جميع الاحتمالات، في ظل صيف يبدو ساخنًا على صعيد الانتقالات، ومع تزايد الحديث عن صفقات مفاجئة قد تُعلن في أي لحظة، يظل الهلال محور الاهتمام الإعلامي والجماهيري مع كل تحرك أو تسريب.