أمانة جدة تُشعل الحماس بمبادرة تمشي!
خطوة بخطوة نحو الفوز .. أمانة جدة تُشعل الحماس بمبادرة تمشي!
كتب بواسطة: محمد الخوري |

في أجواء حماسية ومليئة بالحيوية، دشّنت أمانة محافظة جدة مبادرة "جدة تمشي"، مساء أمس، في عدد من المماشي العامة المنتشرة في المدينة، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة، وفرع وزارة الرياضة، وتطبيق "تحدي المشي"، في خطوة لافتة تهدف إلى تعزيز جودة الحياة وتشجيع المجتمع على ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم.

وتأتي المبادرة الجديدة امتدادًا لجهود الأمانة في دعم أسلوب الحياة الصحي، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تولي اهتمامًا خاصًا بتحسين نمط حياة الأفراد وزيادة معدلات ممارستهم للرياضة، وتوفير بيئة عمرانية تفاعلية تتيح للناس تبني سلوكيات صحية بشكل مستدام.

وتستمر المبادرة حتى التاسع عشر من يوليو الجاري، وتشمل فعاليتين رئيستين تتسمان بالبساطة والمتعة في آن معًا، مما يمنح سكان جدة فرصة الانخراط في تجربة رياضية مختلفة، تعتمد على التشجيع والتفاعل اليومي مع الأنشطة البدنية، عبر منصة إلكترونية سهلة الاستخدام.

وتعتمد الفعالية الأولى التي تحمل اسم "تحدي الـ 60 دقيقة"، على التزام المشاركين بالمشي لمدة ساعة يوميًا، وفي أي وقت يفضلونه، على أن يختاروا الممشى المناسب لهم من بين عدة مواقع عامة تم تطويرها وتجهيزها لهذا الغرض، لتكون أماكن جاذبة وصحية.

أما الفعالية الثانية فهي "تحدي النقاط"، وهي تعتمد على نظام تحفيزي مبتكر داخل التطبيق المخصص للمبادرة، حيث يقوم المشاركون بجمع النقاط باستخدام كاميرا هواتفهم الذكية كل يوم سبت، عبر زيارة أحد المماشي المحددة، والتي تشمل ممشى حديقة الأمير ماجد، وممشى اليمامة، وممشى الحمدانية.

وقد أوضح المدير العام للمسؤولية المجتمعية في أمانة جدة، المهندس هتان حموده، أن هذه الفعاليات تُمثل إحدى المبادرات النوعية التي تعكس مدى اهتمام الأمانة بتحفيز المجتمع لممارسة الرياضة، مشيرًا إلى أن البرنامج يتضمن أيضًا جوائز تحفيزية للمشاركين، مما يعزز من تفاعل السكان مع الحدث.

وأشار حموده إلى أن المبادرة تأتي ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى استثمار المرافق العامة بشكل فعال، وجعلها مساحات حيوية تدعم الصحة العامة وتعزز من جودة الحياة داخل المدينة، مضيفًا أن هذه المبادرات تخلق فرصًا جديدة للتواصل المجتمعي والترابط بين السكان.

وتشهد جدة خلال السنوات الأخيرة نهضة ملحوظة في تطوير البنية التحتية المتعلقة بالنشاط البدني، حيث حرصت الأمانة على إنشاء مسارات مشي متعددة في أحياء مختلفة، مع مراعاة أعلى معايير الأمان والجودة، مما جعل هذه المماشي وجهات مفضلة لمختلف الفئات العمرية.

ويُلاحظ تزايد الإقبال على استخدام المماشي العامة من قبل العائلات والشباب وكبار السن، حيث أصبحت هذه الأماكن ليست فقط لممارسة الرياضة، بل أيضًا للتنزه وتبادل الأحاديث، مما يعزز من الأواصر الاجتماعية بين سكان المدينة.

وتسعى أمانة جدة من خلال مبادرة "جدة تمشي" إلى تعزيز ثقافة النشاط البدني كجزء أساسي من نمط الحياة اليومي، وتحفيز العادات الصحية التي تساهم في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السمنة والسكري وأمراض القلب، وهي أمراض باتت تشكل تحديًا عالميًا.

كما أن إشراك تطبيق "تحدي المشي" في الفعالية يضفي طابعًا رقميًا وتفاعليًا على المبادرة، حيث يستطيع المستخدمون متابعة تقدمهم اليومي، والمقارنة بين الأداء، والحصول على إشعارات تحفيزية، مما يعزز من التزامهم واستمراريتهم في التحدي.

وتُعد المبادرة كذلك نموذجًا للتكامل بين القطاعات الحكومية، إذ يجتمع فيها دور الأمانة ووزارة الصحة ووزارة الرياضة وتطبيقات التكنولوجيا، لتحقيق هدف موحد يتمثل في تحسين حياة الفرد السعودي وجعل المدن أكثر صحة وتفاعلًا.

ويُتوقع أن تسهم هذه المبادرة في رفع نسبة ممارسة الرياضة بين سكان جدة، والتي تسعى المملكة من خلالها إلى الوصول إلى نسبة 40% من السكان بحلول عام 2030، وهو هدف طموح تحرص الجهات المعنية على دعمه بمبادرات متنوعة ومستمرة.

وتُعبر هذه الجهود عن رغبة حقيقية في بناء مجتمع أكثر وعيًا بأهمية الصحة والنشاط، خصوصًا في ظل التغيرات الحياتية التي فرضت نمطًا أكثر خمولًا على الكثيرين، نتيجة الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا وقلة الحركة.

وبحسب مراقبين، فإن "جدة تمشي" ليست مجرد حملة مؤقتة، بل تمثل بداية لسلسلة من الفعاليات المماثلة، التي من المتوقع أن تنتقل إلى مدن سعودية أخرى، مما يُسهم في خلق ثقافة جديدة لدى المجتمع ترتكز على النشاط البدني كأحد أوجه التطور المدني.

واللافت في هذه المبادرة هو المزج الذكي بين التشجيع النفسي والتكريم المادي، حيث توفر المبادرة جوائز للمشاركين النشطين، مما يجعل التجربة ممتعة ومحفزة في آن واحد، ويحول النشاط اليومي البسيط إلى تحدٍ اجتماعي جذاب.

ويعكس هذا التوجه اهتمام المملكة بتحقيق بيئة اجتماعية صحية ومستدامة، عبر دعم المشاريع المجتمعية التي تُعزز من التفاعل الإيجابي، وتخلق لدى الأفراد حافزًا حقيقيًا للاهتمام بأنفسهم وبصحتهم البدنية والنفسية.

وبينما تستمر مبادرة "جدة تمشي"، ينتظر أن تحظى بتفاعل واسع من مختلف شرائح المجتمع، لا سيما مع توفر أماكن مجهزة، وتطبيق رقمي متكامل، وجوائز مشجعة، مما يجعل منها تجربة رياضية واجتماعية وترفيهية متكاملة تعيد تعريف الحركة في حياة الناس اليومية.