واصل مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ترسيخ موقعه كمركز جوي محوري في المنطقة، بعدما حقق رقمًا تشغيليًا غير مسبوق خلال النصف الأول من عام 2025، إذ تجاوز عدد المسافرين عبره حاجز 25.5 مليون مسافر، محققًا بذلك نموًا بنسبة 6.8% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، ما يعكس زيادة ملحوظة في الحركة الجوية ويؤكد الدور المتنامي للمطار في دعم أهداف رؤية المملكة 2030.
وفي السياق ذاته، شهد المطار ارتفاعًا لافتًا في عدد الرحلات التي تجاوزت 150 ألف رحلة، بنسبة نمو بلغت 6.3%، كما تمت مناولة أكثر من 29.4 مليون حقيبة، بزيادة بلغت 11.9%، وهو ما يشير إلى تصاعد وتيرة السفر ونشاط حركة الترانزيت والرحلات الدولية، بينما بلغ عدد عبوات مياه زمزم التي وُزعت عبر المطار نحو 4.8 مليون عبوة خلال نفس الفترة، في خدمة تُعزز تجربة الزوار والمعتمرين.
وسجل يوم الخامس من أبريل 2025 ذروة تاريخية غير مسبوقة في عمليات المطار، إذ تم استقبال 178 ألف مسافر في يوم واحد فقط، ما جعله أعلى يوم تشغيلي في تاريخ مطار المؤسس، وأحد أبرز المؤشرات على القدرة التشغيلية المتقدمة التي يتمتع بها المطار في إدارة الحشود وتسيير الرحلات بكفاءة عالية رغم التحديات الموسمية.
ويُعد مطار الملك عبدالعزيز أكثر من مجرد بوابة جوية، فهو يشكل اليوم محورًا اقتصاديًا وسياحيًا رئيسيًا، بفضل خطط تطوير طموحة تسعى إلى خدمة أكثر من 100 مليون مسافر سنويًا بحلول عام 2030، إضافة إلى مناولة 2.5 مليون طن من الشحن الجوي، وربط المملكة بأكثر من 150 وجهة حول العالم، بما يعزز موقع المملكة كمركز دولي للنقل الجوي والسياحة الدينية واللوجستيات.
وتأتي هذه الأرقام كترجمة فعلية لاستراتيجية الهيئة العامة للطيران المدني، التي تهدف إلى تحويل مطارات المملكة إلى مراكز عالمية من حيث الأداء والخدمات، وتوفير تجربة سفر سلسة وذكية للمسافرين، بما يتماشى مع المستهدفات الوطنية لزيادة مساهمة قطاع النقل الجوي في الناتج المحلي وتحقيق التنمية المستدامة على المدى البعيد.